مدير المستشفى التركي للسرطان في غزة: أكثر من 10000مريض بالقطاع معرضون للموت
المستشفى مهدد بالتوقف نهائيًا عن العمل وذلك بسبب نفاذ الوقود ونقص الأدوية
لم تكف معاناتهم المأساوية باعتبارهم مصابي المرض الذي يتحاشى الكثيرون مجرد النطق باسمه وهو مرض "السرطان" اللعين، ليعاني المصابون بذلك المرض في غزة أضعافا مضاعفة لمرضاه في أي مكان أخر، نتيجة لحرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي مستهدفًا بالأساس المستشفيات ومنها مستشفيات "السرطان".
نقص حاد في قوائم الأدوية والأجهزة الطبية
رحلة الموت البطيء التي يعيشها مرضى السرطان في قطاع غزة لم تبدأ بالتزامن مع هجمات الاحتلال الأخيرة، ولكن قد عاش أبطالها تحت قبضة هذا الاحتلال لسنوات بسبب النقص الحاد في قوائم الأدوية، والأجهزة الطبية، وذلك نتيجة الحصار المفروض على توريد الأجهزة الطبية الجديدة واختبارات المعامل والتحاليل اللازمة لإجراء فحوصات مرضى السرطان.
تعنت سلطات الاحتلال برفض سفر المرضى خارج القطاع
وكذلك بسبب تعنت سلطات الاحتلال برفض سفر المرضى خارج القطاع، ويزداد التعنت مع طلبات خروج الأطفال للعلاج البالغ وذلك نظرا لخلو القطاع من أقسام علاج سرطان لوكيميا دم الأطفال باستثناء قسم مستشفى الرنتيسي بالقطاع وفيه يقتصر العلاج على جرعات الكيماوي.
وفي هذا المستشفى يضطر الأطفال إلى التوجه نحو الضفة والقدس لاستكمال أي جزء من مراحل علاجهم، ولا تتم الموافقة من جانب الاحتلال إلا للطفل فقط دون مرافقة أيًا من أبويه.
أكثر من 10000 مريض سرطان في غزة
وقال الدكتور صبحي سكيك مدير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني للسرطان، في تصريح خاص لـ "الدستور" أن هناك أكثر من 10000 مريض سرطان في غزة مع زيادة سنوية تقدر ب 2000:2500 مريض، مشيرًا إلى أن مستشفى الصداقة التركي يعد هو المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في غزة المتبقي العمل به.
وأكد "صبحي" أن المستشفى مهدد بالتوقف نهائيًا عن العمل وذلك بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، كما أنه مهدد بسبب عدم توافر الأدوية اللازمة لعلاج المرضى، ومستلزمات تشخيصهم.
وفاة 25 مريضًا جراء نقص الأدوية وعدم تلقي الرعاية الصحية اللازمة
وتابع "سكيك" أن هذا النقص قد تسبب بالفعل في استشهاد عدد من المرضى، لافتًا إلى أن ما كان لدى المستشفى من بعض فتات العلاج كان الأطباء يعطونه للمرضى منذ بداية العدوان، إذ توفي حتى الآن 25 مريضًا جراء نقص الأدوية وعدم تلقي الرعاية الصحية اللازمة.
وأضاف أنه أمام ضعف الإمكانيات التي أصبح عليها مستشفى الصداقة تم نقل عدد من المرضى إلى مستشفى السلام في خانيونس ولكنه متواضع في مستواه الطبي، ولا يمكنه سوى تقديم الخدمة الأساسية للمريض، ولكن العلاجات الكيماوية التي يحتاجها مريض السرطان غير متوفرة في القطاع.
أكثر الذين يستشهدون هم الذي يسكنون الملاجئ لعدم توافر سبل الرعاية اللازمة لهم
أردف مدير مستشفى السرطان أن مريض السرطان لا يكفي تقديم العلاج السليم له، بل هو يحتاج أيضًا إلى طبيعة تغذية محددة ومختلفة، وهذا ما لا يتوافر لمرضى السرطان حاليًا مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية، ومن ثم يتسبب في وفاتهم وتهديد الآخرين، وأكد أن أكثر الذين يستشهدون هم الذي يسكنون الملاجئ لعدم توافر سبل الرعاية اللازمة لهم.
جدير بالذكر أن هناك شريحة كبيرة من المرضى هم في حاجة إلى السفر خارج القطاع للحصول على جلسات العلاج الإشعاعي، ولكن هذا الأمر لم يعد متوافرًا فى القطاع نتيجة الغارات الإسرائيلية التي تسببت فى نزوح أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى من منازلهم.