أرض التوتر.. هل تدخل الضفة الغربية دائرة الحرب بين إسرائيل وحماس؟
منذ بدء حرب إسرائيل في غزة، قُتل أكثر من 190 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وفقا لوزراة الصحة الفلسطينية، في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، والمستوطنين، ولم يتوقف الجيش الإسرائيلي عن اقتحامات لمواقع في الضفة الغربية بغرض إلقاء القبض على مطلوبين من لهم صلة بهجوم 7 أكتوبر.
مشاركة محدودة
تحاول خلايا كثيرة تابعة للمنظمات الفلسطينية في الضفة الغربية، تنفيذ هجمات في هذه المنطقة، بهدف إثارة الغضب الشعبي والتعبير عن التضامن مع حركة "حماس"، وسكان قطاع غزة الذين يعانون جرّاء الحرب.
منذ نشوب الحرب، هناك الكثير حوادث إحراق السيارات، وإطلاق النار، وتكاثر الاحتكاكات العنيفة التي تخلّف الغضب والتوتر والسعي للثأر.
بالنسبة لإسرائيل فإن مسألة التضامن الفلسطيني من الضفة عن طريق العمليات المحدودة، هو شيء متوقع وطبيعى، لكن إذا اقترب الأمر من خروج الفلسطينيين في الشوارع فهنا تبدأ دائرة الخطر في إسرائيل، لأن وقتها سيكون الحديث عن انتفاضة جديدة، واشتباكات واسعة النطاق، وفتح جبهة جديدة.
حتى الآن، لم يستجب سكان الضفة للدعوات التي لا تتوقف، الصادرة عن قيادة حركة "حماس"، من أجل إشعال الشوارع وإشغال الجيش الإسرائيلي بالاشتباكات الشعبية الواسعة النطاق، والمستمرة.
وبحسب دراسة لـ"يوحنان تسوريف" في معهد الأمن القومي فإن سكان الضفة يمتنعون عن المشاركة حتى الآن، سواء بسبب انعدام ثقتهم بتوجّهات حركة "حماس"، أو بسبب الخشية من ردة الفعل الإسرائيلية العنيفة على ذلك، أو بسبب عدم اهتمام السلطة الفلسطينية بمواجهات شعبية من هذا الطراز، في هذه المرحلة من الحرب، وفي ظل الجهود الدولية للحؤول دون اتساع حلقة الاشتباك، الأمر الذي يمكن أن يفاقم ضعف السلطة والاستمرار في إلحاق الأذى بوضعها غير المستقر أصلًا.
لكن القلق الأكبر لإسرائيل الآن هي الاشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين في الضفة، والذين تحركهم فكرة الانتقام جراء الهجوم الذي قامت به حماس في 7 أكتوبر، هؤلاء المستوطنون هم أكثر عنفًا ولا توجد حدود لأعمالهم.
ماذا تريد إسرائيل؟
تريد إسرائيل الحفاظ على الهدوء في الضفة، فلا توجد لها أي مصلحة الآن في فتح جبهة جديدة تسبب ارتباكًا للجيش الإسرائيلي أثناء حربه في الجنوب، فالضفة حاليًا لا تحتل رأس قائمة اهتمامات إسرائيل، ولا يوجد رغبة لإشعالها خاصة في ظل التقديرات بأن مشاركة السلطة الفلسطينة في حكم قطاع غزة بعد الحرب لاتزال على طاولة الإدارة في إسرائيل.