"جنت على أهلها براقش"!
أثبتت الإعلامية لميس الحديدى قدرتها كمحاورة محترفة تستطيع الفصل بين توجهاتها الشخصية ، وبين المهنية الصحفية التى تحتم عليها الحيادية خلال إجراء الحوارات الصحفية ، فقد أكدت الحديدى أنها تمتلك قدرا كبيراٌ من الثبات الإنفعالي خلال حوار أجرته مع مسئول أمريكى ، لا يهمنى إسمه ولا وظيفته ، فكل المسئولين الأمريكان سواء و أثبتوا جميعا إنهم آلهة للشر تدعم قتل الأطفال والنساء والأبرياء دون وازع لإنسانية ولا لضمير ، فأنا لو كنت مكان الأستاذة لميس لم يكن هذا الحوار ليكتمل ولا يرى النور ، بل كان سيكتمل حتما في ساحات المحاكم بعد إتمام شفاء هذا المسئول عديم الإحساس فاقد الخجل المصاب بداء البرود بتبعيتة المذلة للكيان الصهيوني.
وصدق المثل العربي القديم " جنت على أهلها براقش " الذي قيل عن الكلبة التى نبحت فتسببت في قتل قومها ثم قتُلت هى أيضا ، فوفقا لما أعلنه جيش الإحتلال الصهيوني حتى يوم السبت الماضي ، أن الحصيلة الإجمالية لقتلاه خلال عدوانه على قطاع غزة - خلافا لقتلاه في يوم 7 أكتوبر - انها بلغت361 قتيلا منهم 44 قتيلا منذ بدء الهجوم البري فقط . هذا ما أعلنه جيش العدو بنفسه ، في حين انه لم يعلن عن خسائره في الآليات العسكرية خلال التوغل والذي كشفها الناطق باسم كتائب القسام - أبو عبيدة - في تسجيل صوتي نشر مساء السبت الماضي ايضا ، وأكد خلاله أنهم نجحوا في توثيق بالصوت والصورة تدمير أكثر من 164 آلية عسكرية تدميرا كليا أو جزئيا منهم 25 آلية دمرت تماما خلال 48 ساعة فقط ، وبعض تلك الآليات العسكرية دمرت كليا بما تحمل من جنود وضباط .
وتقارير إقتصادية أخرى أكدت تخطى الخسائر المدنية والعسكرية والتعويضية للعدو بسبب الحرب على غزة رقم الـ100 مليار دولار، بتكلفة يومية لقواتهم العسكرية تبلغ نحو 250 مليون دولار، وتحويل 53 مليار دولار إلى العملة المحلية لتغطية تكاليف الحرب.
ورغم ذلك لم يفهم " النت ياهو " ومن حوله أن إستمرار العدوان على غزة وإطالة أمد الحرب قد يدخله في نفق مظلم يضيع فيه ما تبقى لهذا الكيان الوهمي من أمل في البقاء ، فالقوة الغاشمة مهما بلغ فجورها وقسوتها على الاطفال والعزل لن تحمى ولن تدافع عن كيان مصطنع لا أساس له ولا جذور له في الأرض .
والمتابع والمدقق لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ بدء العدوان سوف يلاحظ أنه كان ينبه العدو من خطورة ممارساتهم في حق الشعب الفلسطيني، ولكن مع إستمرار العدوان تبدلت لغة الرئيس ولم يعد ينبه بل يحذر، وقد أخبر الرئيس قادة العدو بأنهم لن ينعموا بأي أمن إلا إذا تم إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو، وعاصمتها القدس الشرقية. والحكمة فيمن يتعقل الكلام ، فمع إستمرار العدوان سوف يتوسع نطاق الحرب لا محالة وقد تتعدد أطراف الحرب ، وهو ما لن تتحمله دولة العدو مهما تلقت من دعم أمريكى - غربي .. فلتتذكر دولة العدو كم سعت لتطبيع علاقاتها مع العرب وفشلت - الا فيما ندر - ، وكم انفقت لتضمن امنها وفشلت ، وكم حربا دعت انها دفاعا عن النعس وافتضحت أما الآتى فلم تحسب له " اسرائيل " ولن تتوقعه من كل عربي حر .