آخرهم مصور "القاهرة الإخبارية".. إسرائيل تستهدف "عيون الحقيقة" في غزة
على مدى قرابة الأربعين يومًا من الحرب الغاشمة من قبل قوات الاحتلال على قطاع غزة، استشهد عدد كبير من الصحفيين والمصورين المعنيين بنقل الحقيقة في القطاع المحاصر.
قدرت لجنة حماية الصحفيين عدد الشهداء الذين سقطوا في غزة بنحو 39 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام، مع احتمالية سقوط شهداءٍ آخرين خلال الأيام المقبلة مع تجدد الاشتباكات والغارات المستمرة من العدو الإسرائيلي على القطاع.
ورأت اللجنة المعنية بحقوق الصحفيين في كافة دول العالم أن الحرب بين غزة وإسرائيل هى "الصراع الأكثر دموية للعاملين في مجال الإعلام" وذلك على مدار أكثر من 30 عامًا قضتهم اللجنة في التعداد ورصد الإحصائيات في 1992.
صورة حيّة من الحرب
"أكثر الشهداء الذين سقطوا هم من الصحفيين الفلسطينيين والعاملين في مجال الإعلام، بجانب وجود عدد من العاملين في المجال الصحفي والإعلامي استشهدوا من جنسيات آخرى ذهبوا لنقل صورة حيّة من الحرب الغاشمة عبر شاشات تلفزيونية وصُحف محلية وعالمية" -حسب قول اللجنة-.
على نفس الخط، قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن من بين الشهداء عدد من الصحفيين الفلسطينيين المستقلين الذين يعملون في خدمات إخبارية دولية، وآخرون يعملون في وسائل إعلام محلية ذات أهمية كبيرة للفهم المحلي لما يحدث، منوهين أنّ "عديد منهم منهم قد لقى حتفه في غارات جوية على منازلهم، وبعضهم إلى جانب أطفالهم وعائلاتهم".
أدلة تعرض الصحفيين للاستهداف
وتصر قوات الاحتلال على أنها لا تستهدف الصحفيين، لكن مراسلون بلا حدود تقول إن عدد كبير قد استشهد أثناء تغطيته للأخبار بشكل واضح، لكن هناك أدلة متزايدة على تعرض الصحفيين للاستهداف والمضايقة والضرب والتهديد.
وتلقي قائمة لجنة حماية الصحفيين باللوم على السلطات الإسرائيلية في الغالبية العظمى من الحوادث.
حالات اعتداء على العاملين في المجال الصحفي والإعلامي
- في 12 أكتوبر الماضي، اعتدت الشرطة الإسرائيلية على مجموعة من صحفيي بي بي سي في تل أبيب واحتجزتهم تحت تهديد السلاح، وقالت بي بي سي إن الصحفيين مهند توتونجي وهيثم أبو دياب وفريقهما العربي في القناة كانوا يقودون سيارة تحمل علامة "تلفزيون" بوضوح في الروتين، وقد قدم كل من توتونجي وأبوديب بطاقتيهما الصحفية.
- في 16 أكتوبر، اختبأ الصحفي وكاتب العمود الإسرائيلي إسرائيل فراي بعد أن هاجم حشد من الإسرائيليين اليمينيين منزله في اليوم السابق، ويبدو أن الغوغاء كانوا غاضبين من عمود كتبه يعبر فيه عن تعاطفه مع الفلسطينيين في غزة.
- في 5 نوفمبر الجاري، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الصحفية الفلسطينية المستقلة سمية جوابرة (30 عاما) في نابلس شمال الضفة الغربية، وتم استدعاؤها مع زوجها الصحفي طارق السركجي للتحقيق، وتم إطلاق سراح زوجها في وقت لاحق، لكن جوابرة، الحامل في شهرها السابع، لا تزال رهن الاحتجاز.
استشهاد مصور القاهرة الإخبارية
كانت “القاهرة الإخبارية” قد أعلنت استشهاد أحد أفراد طاقمها في قطاع غزة، أمس، وإصابة آخر بإصابات شديدة، خلال تغطيهم التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
وقال الإعلامي أحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن مصور قناة "القاهرة الإخبارية" استشهد بعد قصف تعرض له محيط مجمع الشفاء الطبي في غزة.
وكتب الطاهري عبر "فيسبوك":"أول إمبارح فقدنا البث في محيط مستشفى الشفاء بقطاع غزة وانقطع الاتصال مع طاقمنا.. علمت الآن بنبأ استشهاد المصور وإصابة زميل آخر ولاحول ولاقوة إلا بالله".
ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين الحكومة الإسرائيلية إلى التقيد الصارم بالقانون الدولي الذي يتطلب من المقاتلين اتخاذ جميع الخطوات المعقولة لمعاملة الصحفيين كمدنيين وحماية حياتهم، فيما أبلغ جيش الاحتلال وكالتي أنباء دوليتين على الأقل أنه لا يستطيع ضمان سلامة موظفيهما الذين يغطون أزمة غزة.