من روائع الادب العالمى
"ثنغوم بوب" قصة الكاتب الأمريكى أدغار ألان بو عن سوء الصحف فى بلاده
ثنغوم بوب هى واحدة من القصص الشهيرة للكاتب الأمريكى المعروف أدغار ألان بو، والحقيقة أنه لم ينتهج فى هذه القصة الأسلوب الغرائبى المرعب الذى يعد من رواده الأوائل، لكنه استخدم أسلوب الكوميديا السوداء، من خلال بطل قصته ثنغوم بوب، الصحفى والشاعر المعروف الذى يريد أن يدلى بنصائحه للأجيال القادمة؛ من أجل إثراء الحياة الأدبية فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إقراره أنه سيموت كما مات شكسبير، وفى هذا دلالة على قيمة الرجل وإحساسه بالذات، وهذا ما يشعر به القارئ بطبيعة الحال.
تفاصيل القصة
تحكى قصة ثنغوم بوب، على لسان بطلها الذى تحمل اسمه، أنه كان يعمل صبيا فى محل والده الحلاق الذى يتوافد عليه العديد من رؤساء تحرير الصحف، والذى تربطه بهم علاقة ممتدة.
فكر ثنغوم ألا يكون حلاقا مثل والده، بل أراد أن يكون صحفيا كبيرا مثل زبائن أبيه، رحب الأب بفكرة ابنه واشترى له بعض الكتب، فشكر الشاب حسن صنيع والده ووعده أن يكون ابنا بارا بأبيه ولن ينسى له هذا الفضل.
وينتقل بنا المؤلف إلى ثنغوم فى أولى محطاته الصحفية، حيث أرسل عبر اسم مستعار مقالة سرقها من كتابات دانتى إلى صحيفة الأوزة النقاقة، وهنا يفاجأ القارئ باسم الصحيفة الذى يوحى بالتفاهة، لكن رئيس تحرير الصحيفة يرسل إليه ردا قاسيا، بأنه لا يجيد الكتابة وعليه أن يرسل مقالة لمجلة ذبابة الخيل، فأرسلها فأهانه رئيس تحريرها، وطلب منه أن يرسل كتاباته التافهة إلى مجلة سكر الشعير، فأهانه ايضا وطلب منه أن يرسلها إلى مجلة السلحفاة أو خيوط العنكبوت.
ومن خلال أسماء هذه المجلات نعرف أنها صحف تافهة، وكأن الكاتب أراد أن يسخر من الصحف الأمريكية فى عصره بطريقة بسيطة من خلال قصته ثنغوم بوب، الذى لا يجيد الكتابة فأرسل قطعة لدانتى لم يقرأها رؤساء تحرير الصحف واعتبروها تافهة.
كل هذه المعطيات تؤشر أن ثنغوم سيتوقف عن محاولة أن يكون صحفيا، لكنه بالرغم من ذلك أصبح رئيسا لتحرير ثلاثة صحف دفعة واحدة، بعد أن نصحه أحد رؤساء التحرير بأن يتخلى عن والده ويعتبره خنزيرا، وأن يدوس بقدمية فوق كل القيم والأخلاق، وأن يكتب فى كل شىء تافه بطريقة توحى بأنه الكاتب الذى يعلم كل أسرار الكون، فكلن لثنغوم ما أراد وأصبح كاتبا معروفا فى الولايات المتحدة يتناقل الجمهور كتاباته وأراءه ويقتدون به فى شتى أمور حياتهم.