"أكاذيب بنى إسرائيل 6".. تسببوا فى حريق مكتبة الإسكندرية ومنعت عنهم كليوباترا الغلال فى المجاعة
يواصل "الدستور" نشر حلقات سلسلة "أكاذيب بني إسرائيل"، ويتحدث خلالها الدكتور شريف شعبان، الخبير الأثري، والذي أصدر أكثر من كتاب عن اليهود.
وفي هذه الحلقة، يروي الدكتور شريف شعبان تفاصيل علاقة اليهود بكليوباترا السابعة، قائلًا: "نستمر في تسليط الضوء على بعض النقاط الغامضة والمجهولة من تاريخ اليهود القديم، والذي يكشف علاقاتهم المتضاربة بالأمم المحيطة بهم".
وأضاف: "لنعد لعصر البطالمة الإغريق في القرن الثاني قبل الميلاد مع وجود اليهود داخل مصر للمرة الثالثة (بعد وجودهم أيام النبي يوسف وأيام السبي البابلي)، حيث انتشروا في ربوعها، لكن استقر أغلبهم في المدينة الأم الإسكندرية، وسكنوا الحي الرابع الذي خصص لهم من أصل خمسة أحياء تكون منها الإسكندرية، فكان أغلب من قدموا من يهوذا صغار فلاحين وصناعًا بسطاء ومرتزقة من حاملي السلاح الذين عملوا في الحاميات الحارسة للحدود المصرية".
واستكمل: "بدأ اليهود يتخذون خطوات هامة داخل المجتمع الجديد الذي تشكل على يد البطالمة، وتجردوا من قيود القومية الضيقة والانعزالية، وتغلغلوا داخل الأوساط الحكومية من أجل الحصول على مناصب في دولة البطالمة، كما تجردوا من هويتهم وانسلخوا عنها وانسابوا داخل المجتمع البطلمي الإغريقي حتى تأغرقوا، فارتدوا الأزياء الإغريقية وتسموا بأسماء إغريقية، وأصبحت اليونانية هي لغتهم التي يتحدثون بها في حياتهم اليومية. أما مركز المرأة اليهودية في الأسرة وفي المجتمع الإسكندري كان يشبه مركز المرأة الإغريقية إلى درجة كبيرة، وسرعان ما جعل اليهود من أنفسهم أصحاب المرتبة الثانية في المجتمع بعد الإغريق مباشرة وقبل المصريين أصحاب البلاد الأصليين".
وتابع: "استمر تغلغل اليهود داخل المجتمع البطلمي حتى اخترقوا أروقة البلاط، ووصلوا إلى مناصب عليا داخل العاصمة، وأصبح لهم نفوذ في صناعة القرار داخل القصر البطلمي نفسه".
وقال الدكتور شريف شعبان: "مع نهايات الدولة البطلمية حيث الصراع الدائر بين كليوباترا السابعة الشهيرة وأخيها بطلميوس الثالث عشر على العرش المصري، حيث تدخل القائد الروماني يوليوس قيصر في هذا الصراع، وجاء بقوة عسكرية بسيطة ونصّب نفسه حكمًا بين الطرفين، لكنه ما أن رأى سحر كليوباترا وحسنها حتى افتتن بها وسقط في حبها، وأقر للملكة بحكم البلاد على أن يكون أخيها مشاركًا لها، لكن رجال البلاط شعروا بمدى التدخل الروماني في الحكم واشتعلت معركة حامية الوطيس عرفت بحرب الإسكندرية حتى كادت أن تقضي على يوليوس قيصر وتفقد حياته وحاولت قطع الاتصال بين قواته المتمركزة عند الحي الملكي وجيوشه بسوريا".
وأضاف: "هنا يظهر اليهود على مسرح الأحداث عام 47 ق.م حين فتحت الحامية اليهودية المتمركزة جنوبي الشام حدودها وأدخلوا قواته القادمة من سوريا، فتمكن يوليوس قيصر من حصار الإسكندرية ويستولي على العاصمة كلها منتصرًا على خصومه، ومن الآراء التاريخية أنه من عواقب تلك الحرب حريق مكتبة الإسكندرية الذي أودى بأغلب مخطوطاتها الفريدة".
واختتم: "في تلك الأجواء العصيبة، أصيبت الإسكندرية بمجاعة كبيرة، قامت على إثرها كليوباترا بتوزيع القمح على مواطنيها، لكنها تلك المرة استبعدت السكان اليهود من حصص توزيع القمح، بعدما تأكد لها خيانتهم المستمرة،، فقد فاحت سمعة اليهود في الانتشار، وتصاعد كره المصريين والإغريق لهم بعدما رأوا فيهم قومًا لا يعملون إلا لصالحهم ويدينون بأي ولاء سوى لمن يدفع لهم، وتأكدت خيانتهم لمصر والمصريين مرتين في أقل من عشر سنوات".