"أكاذيب بني إسرائيل 5".. لماذا حاول اليهود تزييف فرعون موسى؟
يواصل “الدستور” نشر حلقات سلسلة أكاذيب بني إسرائيل، ويتحدث خلالها الدكتور شريف شعبان، الخبير الأثري، والذي أصدر أكثر من كتاب عن اليهود.
وفي هذه الحلقة، يروي شريف شعبان تفاصيل أكاذيب اليهود عن فرعون موسى، ويقول: “يبدو أن تطاول الصهاينة على ملوك مصر القديمة ومحاولة إلصاق تهم التعذيب وسوء المعاملة بهم أصبح من أهم ما يحاولون صياغته في كتابة التاريخ القديم متناسين الأدلة التاريخية والأثرية، حيث وضعوا العديد من ملوك الدولة الحديثة في مرمى الاتهام بشكل مباشر معتمدين في تلك الاتهامات على نصوص التوراة وما يشوبها من تحريف وليّ للمعاني لما يخدم أغراضهم”.
ويضيف: “ونجد أن صناعة الأفلام التاريخية في هوليوود رغم التكاليف الباهضة والانتاج الضخم، إلا أنها للأسف تتبنى فكرة العمد في تصدير أفكار خاطئة حول التاريخ المصري القديم خاصة فكرة فرعون موسى والتأكيد الخاطئ على أنه من ملوك مصر القديمة وبالأخص الملك رمسيس الثاني وابنه مرنبتاح، ومدى قسوة المجتمع المصري القديم على بني إسرائيل واستعباده لهم كأمة أقلية ومن أهم تلك الأفلام فيلم (الوصايا العشر The Ten Commandments- من إنتاج عام 1923، وفيلم ”Exodus: Gods and Kings) من إنتاج 2014، وفيلم الرسوم المتحركة (Prince of Egypt) من إنتاج عام 1998 هو الأخطر من وجة نظري، لأنه يتعامل مع شريحة الأطفال والنشء".
شعبان يفند خرافة أن رمسيس الثاني هو “فرعون موسى”
ويرى الدكتور شريف شعبان أنه يمكن تفنيد تلك الخرافة بأنه مع فحص مومياء رمسيس الثاني، نتأكد أنها لرجل عجوز متوسط الطول (173 سم) بلغ الثانية والتسعين من العمر، فهل يستطيع رجل فى هذه السن المتقدم ويعاني من روماتيزم حاد يمنعه حتى من المشي متنزنا دون عصا يتكئ عليها أن يقود عجلته الحربية ويتتبع موسى عليه السلام وقومه من العاصمة حتى مكان الغرق فى البحر؟، كما تم التأكد من خلال البحوث الطبية على المومياء من عدم وجود أثار للغرق وأن الراحل كان يعاني من خراريج فى أسنان مقدمة الفم تكفي لأن تكون سببا في وفاته.
كما أن نظرية الطبيب موريس بوكاي من وجود ملكين أحدهما للاضطهاد وهو رمسيس الثاني والثاني للخروج وهو مرنبتاح نظرية خاطئة، فيكفي أن نوضح أن دليل إدانة مرنبتاح الذي يتحجج به بوكاي هو نفسه دليل براءته، وهو ما نقشه على لوحته الشهيرة والتي تعرف باسم لوحة النصر أو ما تسمى خطأ بلوحة إسرائيل، ففيها يتباهى بانتصاراته على ممالك وقبائل وجماعات بمنطقة كنعان، فكيف لملك أن يسجل انتصاراته على لوحة تعرض اسمًا لقوم نجحوا في هزيمته؟، فمع تحليلنا لعناصر اللوحة للرد على الادعاءات المنسوبة للملك مرنبتاح، نرى أن الملك يذكر أنه انتصر على أقوام وممالك في العام الخامس من حكمه ومن المعروف أن الملك مرنبتاح حكم لمدة عشرة سنوات لذا فإن نهايته بالغرق غير منطقية، كما أن الأبحاث التي أجريت على موميائه تشير إلى أن وفاته طبيعية وأنه كان يعاني من التهاب المفاصل وتصلب الشرايين. ونعرف من اللوحة قيام مرنبتاح بعمليات حربية ضد قبائل تعرف باسم "يزرعيل" أو "يزرار" والتي ترجمها البعض بأنها إسرائيل، حيث يشير في السطر 27 "دمرت يزرار ولا بذور لها".
ويكمل شعبان: “وفي الحقيقة أن يزرار هي منطقة مرج ابن عامر أو سهل يزرعئيل كما وصف في التوراة والواقعة شمالي شرق جبل الكرمل، وكانت الحروب فيها ضد قبائل رعوية، أما كلمة إسرائيل فهي المملكة التي تأسست على يد شاؤول (في التوراة) أو طالوت (في القرآن الكريم) ومن بعده الملك النبي داوود في 1050 ق.م، أي أن الحرب كانت ضد قبائل وليست مملكة. ونعرف من اللوحة أن مسرح عمليات حروب الملك مرنبتاح كان في منطقة فلسطين، بينما نستدل من الكتب السماوية على تيه بني إسرائيل في سيناء لمدة أربعين سنة بعد الخروج وقبل انتقالهم إلى فلسطين، ما يدل على أنهم قضوا تلك المدة خلال عهد رمسيس الثاني وهو ما ينفي موته أو موت ابنه خلال تلك الفترة، بينما تميل كل الآراء بأن فرعون هو اسم لملك من ملوك الهكسوس والذي حدثت حادثة الخروج في عهده”.