يوميات نازح من مخيم الشاطئ لخان يونس: رحلة ذل وإهانة.. خرجنا وتركنا حياتنا وشهداءنا
خرجنا وتركنا بيتنا وحياتنا وذكرياتنا وحتى شهداءنا خلفنا، خرجنا تحت قصف الصواريخ وبين الدبابات، بتلك الكلمات كشف لنا زكريا بكر ابن مخيم الشاطئ في قطاع غزة، كواليس النزوح وسط العدوان الإسرائيلي المستمر إلي خان يونس جنوب القطاع.
وقال بكر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، رحلنا تحت القصف، وسط مشاهد مأساوية، وصلنا خان يونس، صحيح رحلة عذاب وموت، وحسب آخر اتصال قصفوا البيوت المجاورة لبيتي، ولا أعرف إذا كان استهدفوا بيتي وسقط كالآخرين أم ما زال صامدا بوجه آلة الحرب الصهيونية".
ويضيف بكر: خرجنا جميعا والقصف يبعد أمتار عنا، تركنا كل شيء ورانا حتى الجوازات، فقط معنا الهويات، نزوح بشري هائل، مشينا مسافات طويلة، واستخدمنا كل وسائل النقل من العربة للشحن، مرينا من أمام الدبابات، على بعد مترين، وضع لا إنساني، ما لحقنا نأخذ شيئا معنا.
ويؤكد بكر أن مراكز الإيواء أصبحت ممتلئة لا يوجد بها شبر فارغ بسبب النزوح الكبير من مدن الشمال إلي الجنوب، متابعا: أنا موجود الآن في منزل أختي بمدينة حمد بخان يونس، نحن ٩ أشقاء وأختون وأولادهم وزوجات أولادهم، ما في نفس بالمكان أمامي ليلة واحدة ومن ثم سنبحث عن بديل".
ويشير بكر: لم يعد هناك رغبة بأي شىء بالحياة، حتي الطعام لم أستطع تناول أي طعام منذ الفجر بسبب ما رأيته وشاهدته وتركي لمنزلي ومدينتي وذكرياتي، مشاهد مروعة، ولكن ما زلت أتماسك وأن أكون قويًا من أجل أسرتي".
بكر: جثث الشهداء كانت على الجانبين ولا نستطيع أن نلتفت
ويتابع بكر: "رأينا مشاهد الجثث على الجانبين وبالسيارات وممنوع تتلفت يمين أو يسار وحامل هويتك بإيدك وبتمر من أمام الدبابات وتمشي كيلو مترات من ذل وإهانة وألم ووجع، اليوم عندا شهيدين ما قدرنا ندفنهم، وخرجنا وبعض الشهداء من أقاربنا ورانا، أي حياة وأي إنسانية هذه؟".
تجدر الإشارة إلى أن بكر كان صامدًا في منزله رغم استهداف مخيم الشاطئ أكثر من مرة آخرها مساء أمس بالقنابل والفسفور الأبيض، وانهيار العديد من المنازل حوله، ولكن بسبب شدة القصف والعدوان وإبادة المخيم أجبر على النزوح مع عائلته إلى الجنوب.