أكاذيب بني إسرائيل 3.. القصة الكاملة لادعاء بني صهيون أنهم بناة الأهرامات بالسخرة
يواصل “الدستور” نشر حلقات سلسلة أكاذيب بني إسرائيل، ويتحدث خلالها الدكتور شريف شعبان الخبير الأثري والذي أصدر أكثر من كتاب عن اليهود.
وفي هذه الحلقة يتحدث “شعبان” عن تفنيد ادعاءات اليهود أنهم بناة الأهرامات بالسخرة، حيث يقول: "من بين الخرافات المتعلقة ببني إسرائيل وحضارة مصر القديمة تلك التي تقول أن الهرم الأكبر قد بني على أيديهم بالسخرة، بل وأنهم أصحاب الفضل الحقيقي في قيام العمارة المصرية القديمة بعد قرون عاشوها بين المصريين في ذل وسخرة، اعتمادا على ما ذكر في سفر الخروج (13:1 فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف، 1:14 ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين وفي كل عمل في الحقل، كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفًا). بينما انبرى المؤرخ اليهودي يوسيفوس في التأكيد على أن قومه قد تعرضوا للسخرة في بناء الهرم قائلًا " لكي يستمتع المصريون بحفر عدد عظيم من القنوات على النهر ولكي يبنوا الجدران لمدنهم فإنهم لا يتورعون عن تحويل مجرى النهر وتحويل مياهه، كما استغلوهم أيضًا في بناء الأهرام".
ويضيف: "ولكن مع مقارنة التواريخ المختلفة لتواجد اليهود في مصر يتضح لنا أن مع دخول بني إسرائيل مصر بصحبة النبي يوسف في عهد الهكسوس كان في 1650 ق.م، في حين شيدت أهرام الجيزة خلال الدولة القديمة في 3200 ق.م أي إن الفارق الزمني بينهما أكثر من 1500 سنة، أي أن تشييد الأهرامات قد حدث قبل أن يظهر بني اسرائيل على أرض الشرق الأدنى.
ويواصل الدكتور شريف شعبان: "كما توضح آيات سفر التكوين أن بني إسرئيل تم تسخيرهم في بناء مدينتي "رعمسيس"، و"فيثوم"، واللتان شيدتا من الطين أو الطوب اللبن المخلوط بالتبن، وهي الصنعة التي احترف بنو إسرائيل البناء بها، ولم يعرفوا البناء بالأحجار، ولم يرد استخدامهم للحجارة في البناء، سواء في أهرامات أو مقابر ملكية أو أبنية حجرية أو غيرها، كما أن نقاط تجمعهم كانت في منطقة الدلتا أو في أسوان والتي تبعد كيلومترات عن منطقة الجيزة وسقارة التي بنيت فيها الأهرامات.
ويكمل: "ولما خرج بنو إسرائيل من مصر رحلوا بكامل ثرواتهم وعلومهم وخبراتهم في البناء والتشييد واستقروا في بلاد الشام وأسسوا مملكة إسرائيل الموحدة على يد النبي داوود ومن بعدها مملكتي إسرائيل ويهوذا، فلماذا لم يبن بني إسرائيل مثل تلك الأهرام ولو بشكل مصغر في مملكتيهم بعد خروجهم من مصر؟! حيث لم نعثر على أثر لأي هرم في منطقة الشام يدل على وجوده، على عكس ما رأينا من أهرام ترجع للحضارة الكوشية في مدن نبتة ومروى ونوري جنوبي مصر والتي وصل عددها إلى نحو 350 هرمًا تأثرًا بالعقائد المصرية القديمة رغم اختلافها في الحجم.
ويستطرد: "وكان الاكتشاف الذي عثر عليه زاهي حواس عام 1991 هو أكبر دليل على بطلان جميع تلك الادعاءات، وهو عثوره على مقابل العمال بناة الاهرام، حيث الكشف عن بقايا المدينة التي عاش بها الفنانين والمشرفين الدائمين والتجمع الملكي الذي ضم إقامة العمال المؤقتين بالإضافة إلى الجبانة الواسعة والتي دفن بها بناة الأهرام. وكانت إحدى المفاجآت التي ظهرت خلال الحفائر الحالية بالتجمع الملكي هو أن العمال تناولوا كم كبير من اللحم، ربما كان ذلك يوميًا. فقد كان من السائد أن طبقة الصفوة هي فقط التي كانت تأكل اللحم بأي كمية، ولكن الكم الكبير من العظام الذي تم العثور عليه بمنطقة العمال بالجيزة يشير إلى أنه كان يتم ذبح نحو 11 من الماشية و33 من الخرفان والماعز كل يوم، وهو ما يكفي لإطعام 10،000 عامل.
ويختتم: "وكل هذا ما يدل إلا أن تخطيط وتنفيذ بناء الهرم تم عن طريق منظومة محكمة يسودها حب متبادل بين ملك حكيم ودود نجح في القضاء على البطالة واستغلال قوة شعبه الجسدية والذهنية، وذلك الشعب الذي أحب ملكه ونفذ هذا المشروع الخرافي بحب شديد حتى أن عمال المشروع طلبوا من الملك أن يدفنوا بجواره حتى يبعثوا معه في العالم الآخر، ومثل تلك الأفكار لا تأتي من عبيد ولكن من شعب حر مبدع.