"جوع - عطش - ذعر".. كيف يعيش أطقال غزة تحت القصف الإسرائيلي؟
تزداد أوضاع مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين في غزة، سوءًا يومًا بعد الآخر وسط استمرار الاشتباكات المسلحة والقصف الإسرائيلي المكثف على القطاع، بينما يكافح المدنيين لتأمين الحد الأدنى من المياه والغذاء للبقاء على قيد الحياة.
حتى الأمس، لم تكن هناك أي مخابز نشطة في الشمال، بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح، فضلًا عن الأضرار التي لحقت بالكثيرين، ولم يتمكن شركاء الأمن الغذائي من تقديم المساعدة في الشمال خلال الأيام السبعة الماضية.
في قطاع غزة، تتأثر النساء والأطفال بشكل خاص بالكارثة الإنسانية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما معدله 420 طفلا يقتلون أو يصابون يوميا في قطاع غزة، وقد قُتل أكثر من 4000 طفل، ويُعتقد أن أكثر من 1500 طفل مدفونين تحت الأنقاض، ولكن ماذا يحدث للأطفال الذين نجوا من هذه الحرب؟.
يقول المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني: "تحت الأنقاض، يتعرض الأطفال الآن لقصف عنيف ليل نهار.. إنهم يفتقرون إلى الغذاء والماء والكهرباء والدواء وكل شئ.. لا يمكنك أن تتخيل مدى الرعب والخوف الذي يشعرون به عندما يحل الظلام الدامس.. والصوت الوحيد الذي يسمعونه هو ضجيج القصف".
ظروف لا يمكن تصورها
ويُؤكد، في بيانه: "تعيش العائلات في ظروف لا يمكن تصورها. هناك نقص في المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية، وتستوعب ملاجئ الطوارئ والمخيمات المؤقتة التي تتجاوز قدرتها الاستيعابية أربعة أضعاف عدد الأشخاص المصممين لاستيعابهم".
ويُضيف: "يتم استخدام العديد من المدارس كملاجئ للطوارئ. المدارس غير مستعدة لتكون ملاجئ. وهذا يعني أنه لا يمكن الوصول إلى المياه لكثير من الناس هناك. ونظام الصرف الصحي غير مستعد لذلك،" يقول مسؤول الاتصالات في اليونيسف في المنطقة سليم. وقال عويس ليورونيوز.
ويؤدي انهيار أنظمة الصرف الصحي وتدميرها إلى تفاقم الوضع وزيادة خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا.
نقص حاد في المياه والكهرباء
وإضافة إلى النقص الحاد في المياه، تمثل الرعاية الطبية أيضًا مشكلة كبيرة، حيثُ هناك اكتظاظًا بالمستشفيات بعدد الجرحى والمرضى، حوالي 50 ألف امرأة حامل لا تتوفر لهن الرعاية الكافية، وأكثر من 100 طفل مبتسرين يرقدون في الحاضنات في المستشفى، والتي ينفد منها الوقود اللازم لتشغيل أجهزة الأكسجين. بحسب التقارير الفلسطينية.
ويقول الهلال الأحمر الفلسطيني: "بدون الكهرباء والوقود، يصبح الأمر خطيرًا بشكل متزايد بالنسبة لهم - إنهم في خطر مميت. لا يستطيع هؤلاء الأطفال البقاء على قيد الحياة حتى لبضع دقائق بدون كهرباء. لذلك من المهم جدًا أن تصل المساعدات دون عوائق وبشكل مستمر، بما في ذلك المياه والإمدادات الطبية، الغذاء، ولكن أيضا الوقود، الذي يصبح شريان الحياة للأطفال والأسر في غزة".