دراسة: "المثلث الذهبى" مركز عالمى متكامل لتحقيق التنمية المستدامة فى الجنوب
أكد المركز المصري للفكر، أن مصر تسير بخطوات ثابتة منذ سنوات في إنشاء مجموعة ضخمة من المشروعات القومية، التي تستهدف دفع عجلة الاقتصاد المصري، بما يسهم اجتماعيًا في توفير فرص عمل وتسهيل المعيشة على المواطنين.
وأوضح المركز فى دراسة منشورة له، أنه ترتكز المشروعات القومية على الاستدامة والحفاظ على البيئة وبناء بنية تحتية قوية، وبالأخص في صعيد مصر الذي غابت عنه مسيرة التنمية منذ سنوات طويلة.
وأكدت الدراسة أن مشروع المثلث الذهبي ضمن العديد من المشروعات التي تسعى الدولة إلى تحقيقها خلال الفترة الحالية، ويعد واحدًا من أهم المشروعات القومية والتنموية الكبرى التي تعتمد على المقومات التعدينية الموجودة بجنوب مصر.
جذب الاستثمارات
وأضافت الدراسة، أن مصر اتخذت خطوات جادة في سبيل تطوير قطاعها التعديني ورفع مساهمته في الاقتصاد القومي، بداية من تطوير التشريعات ذات الصلة لجذب الاستثمارات، ضمن استراتيجية شاملة لتطوير القطاع بمختلف أنشطته، بهدف تحقيق أقصى استفادة من ثروات مصر التعدينية، والعمل على زيادة القيمة المضافة منها، وزيادة مساهمة النشاط التعديني في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك ضمن خطة لتحويل مصر إلى مركز عالمي للتعدين.
وتطرقت الدراسة لمحور مشروع المثلث الذهبي، موضحًا أنها منطقة تأخذ شكل المثلث في الصحراء الشرقية المصرية، وزوايا هذا المثلث هي قنا-سفاجا-القصير؛ حيث قاعدة المثلث على ساحل البحر الأحمر بطول حوالي 80 كم ما بين سفاجا والقصير، ويشكل طريق قنا-سفاجا ضلع المثلث بطول حوالي 164 كم، والضلع الثاني طريق قفط-القصير بطول حوالي 174 كم، فهناك حوالي 10 كم من قنا لقفط عبارة عن ثنية واضحة على الخرائط، ومساحة المثلث الكلية حوالي حوالي 7000 كيلو متر مربع، ويقام المشروع على 6 مراحل، تسـتغرق المرحلة الأولى منها 5 سنوات، ويستغرق المشروع حوالي 30 عامًا للانتهاء منه بالكامل.
مناطق جذب للسكان
كما ألقت الدراسة الضوء على أهم الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها من خلال تنفيذ هذا المشروع ومنها خلق مجتمعات عمرانية جديدة تشكل مناطق جذب للسكان، وخلق مناطق استثمارية ذات طبيعة خاصة للأنشطة التعدينية، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المتوافرة في مختلف أرجاء مصر، وتحقيق أكبر قدر ممكن من عدالة توزيع ثمار التنمية بين كل أنحاء الجمهورية، كما يحقق المشروع عوائد سنوية للدولة تتراوح بين 6 و8 مليارات دولار، بالإضافة إلى أن المشروع سيوفر نحو حوالي نصف مليون فرصة عمل.
كما تعد المعادن الموجودة بالمنطقة تجعلها جاذبة لعديد من الفرص الاستثمارية في المجالات المختلفة، مما يعمل على خلق مناطق استثمارية ذات طبيعة خاصة للأنشطة التعدينية، كما يوفر المثلث الذهبي فرصا هائلة لاستغلال الفوسفات للأسمدة والمواد الخام للأسمنت المنتج من الشست، والحجر الجيري، وخام الذهب، وإنتاج البترول من الصخر الزيتي، بالإضافة إلى أنه هناك بعض محاجر الحجر الجيري والطفلة العاملة حاليًا في المنطقة.
منطقة اقتصادية جديدة
كما يهدف المشروع إلى إنشاء منطقة اقتصادية جديدة عن طريق إنشاء مركز عالمي متكامل (صناعي، اقتصادي، تجاري، لوجستي، سياحي)، وذلك لتحقيق التنمية المستدامة في جنوب مصر.
ونوهت الدراسة إلى أنه تتطلع الدولة إلى تقوية اقتصادها عن طريق رفع تدفقات الاستثمار الأجنبي وجذب الاستثمارات، لما يعد مشروع المثلث الذهبي أهم المشروعات القومية الكبرى التي تخدم منطقة جنوب مصر، ويمثل مشروعًا استراتيجيًا وسيعمل على خلق بنية تحتية حقيقية في جنوب مصر.