تطور الموقف المصرى!
بقراءة متأنية للمشهد مع استمرار للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة بعد دخوله الشهر الثاني، يمكننا قراءة ما يلى:
يتطور الموقف المصري من العدوان على غزة رغم ثباته على رفض العدوان والدعوة بالعودة إلى مائدة مفاوضات تصل اإلى حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967،
مصر أدانت العدوان واستهداف المدنيين السلميين منذ اللحظة الأولى وحذرت من تصاعد أعمال العنف وضرورة حماية المدنيين.
مصر رفضت بشكل حاسم فكرة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني وبتصريحات قوية ومباشرة للرئيس عبدالفتاح السيسي، كما رفضت مصر بشكل قطعي لفكرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة لسيناء وهنا فرقت مصر على لسان رئيسها بين الفكرتين، فالأولى تعنى رفض مصر فكرة تصفية القضية الفلسطينية بتهجير الشعب الفلسطيني مرة أخرى كما حدث من قبل عام 1948، واعتبار التهجير صورة من صور انتهاك القانون الدولي الإنساني ويعد جريمة حرب".
والرفض الثاني لفكرة أن يكون التهجير على حساب مصر وسيناء بشكل قطعي وأن مصر لن تتهاون في حماية أمنها القومي.
ربطت مصر بين فكرة خروج الأجانب من قطاع غزة ودخول المساعدات الإنسانية ونتج عن هذا بدء دخول المساعدات والتفاوض على خروج الأجانب مقابل ضمان وصول المساعدات وبدأ بالسيدتين المسنتين ثم توالى خروج الجاليات الأجنبية والحاملين لأكثر من جنسية ثم تطور بدخول الجرحى الفلسطينيين للعلاج في مصر.
نجحت مصر في نقل الصورة الحقيقية من أمام معبر رفح، وكانت نتيجة ذلك أن تغير موقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي اعتبر أن ما يحدث في غزة هو محرقة جديدة في حق الشعب الفلسطيني.
بادرت مصر بعقد قمة القاهرة للسلام بحضور قادة وممثلين لدول العالم ونجحت مصر من خلال المؤتمر في توحيد الموقف العربي ونقل وجهة النظر العربية للعالم وهنا بدأ الدور المصري يأخذ منحى أكثر تأثيرًا.
واصدرت مصر نيابة عن 9 دول عر بية شاركت في القمة بيانًا وتضمن "إدانة ورفض استهداف المدنيين، وكافة أعمال العنف والإرهاب ضدهم، وجميع الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، من قبل أي طرف، بما في ذلك استهداف البنية التحتية والمنشآت المدنية، وإدانة التهجير القسري الفردي أو الجماعي، وكذلك سياسة العقاب الجماعي"، وجاء البيان المصري بعد رفض مصر والدول العربية المشاركة فى قمة القاهرة للربط بين إدانة العدوان الصهيوني بإدانة حركة حماس.
أكثر من 60 اتصالا تليفونيا ولقاء بقادة ومسئولين أجراهم الرئيس عبدالفتاح السيسي مع أطراف دولية وعربية، وتحركات أخرى ودائمة لوزير الخارجية سامح شكري وللسفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة.
6 آلاف طن من المساعدات قدمها الشعب المصري للقطاع وعداد المساعدات سيظل مفتوحًا ولن يتوقف مع فتح باب التبرعات لضمان تدفقها.
استقبال الجرحي وإنشاء مستشفي ميداني وزيارات لكبار رجال الدولة المصرية بمن فيهم السيد رئيس مجلس الوزراء والوزراء تباعًا، مع وجود آلاف المتطوعين من الشباب المصري يبيتون في مخيمات في رفح المصرية لتقديم يد المساعدة لأشقائهم في القطاع.
لجان لتوثيق جرائم العدوان الصهيوني على الشعب العربي الفلسطيني وتبذل تلك اللجان مجهودًا كبيرًا حتى لا يضيع حق الشعب الفلسطيني.
تفاعل عام من الشعب المصري مع القضية ورفض للعدوان بدأ بمظاهرات عمت مصر كلها في المساجد والجامعات والنقابات وفي جميع المحافظات، ولم ينته الموقف الشعبي عند بيع أعلام فلسطين على إشارات المرور وتعليق الأعلام على السيارات وشرفات المنازل ولصق البوستارات المؤيدة والمناصرة للشعب الفلسطيني.
هذا هو الموقف المصري الثابت على ضمان الحق الفلسطينى والمتفاعل مع مجريات الأحداث وهذا موقف شعبها..
النصر والعزة لفلسطين والأمن والسلامة لأهلها.