الخبير الأثرى شريف شعبان: اكتشاف بردية كاملة لكتاب الموتى معجزة حقيقية
تحدث الدكتور شريف شعبان، الخبير في الآثار المصرية القديمة، المحاضر بكلية الآثار، عن اكتشاف تونا الجبل، قائلًا: معجزة جديدة من معجزات مصر القديمة تخرج علينا من منطقة تونا الجبل بالمنيا، حيث عثرت البعثة المصرية على جبانة كبار رجال الدولة من الدولة الحديثة التي عثر بها على مجموعة متنوعة من الحلي وآلاف التمائم ومجموعات من الأوانى الكانوبية من الألبستر والحجر الجيرى والفيانس والتوابيت الخشبية ذات الشكل الآدمي والتي تضم مومياوات، منها تابوت "ناني" منشدة الرب تحوت أو جحوتي والذي كان مركز عبادته في منطقة الأشمونين التابعة لتونا الجبل، والمدعو "جحوتي مس"، الذي يحمل لقب المشرف على ثيران معبد آمون وقد زين تابوته من الأسفل بمنظر بديع لثور، وتابوت ابنة كبير كهنة تحوت بالأشمونين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "المثير في الأمر في هذا الكشف هو أنه المرة الأولى التي يتم العثور على جبانة الدولة الحديثة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، حيث تم العثور من قبل على جبانات ترجع إلى كل من الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول والدولة الوسطى".
وتابع: "أن أهم ما كشفت عنه تلك الحفائر هو أول بردية كاملة لكتاب الموتى يتم العثور عليها في منطقة تونا الجبل، التي أشارت الدراسات الأولية إلى أنها طولها يبلغ ما بين 13 - 15 مترًا تقريبًا مكتوبة بالهيراطيقية، وتتميز بأنها في حالة جيدة من الحفظ وكأنها قد كتبت أمس، ومن المقرر أن يتم عرضها بالمتحف المصري الكبير".
وأوضح أنه قد سبق وتم اكتشاف بردية تحتوي على فصول كتاب الموتى في سقارة داخل تابوت شخص يدعى أحمس مكتوبة بالخط الهيراطيقي، وتعود إلى بداية العصر البطلمي (300ق.م) ويصل طولها إلى 16مترًا، حيث أطلق عليها بردية "وزيري 1"، ومن بعدها تم اكتشاف بردية أخرى تصل أيضًا لطول 16 مترًا وسميت "وزيري 2"، وإذا ما تمت دراسة تلك البردية وتحليل كل محتوياتها فستكون أطول بردية لكتاب الموتى موجودة حتى الآن ومحفوظة بمصر، حيث أن أشهر بردية تضم كتاب الموتى هي بردية آني المحفوظة حاليًا بالمتحف البريطاني والتي اكتشفت عام 1888م وترجع للدولة الحديثة ويصل طولها إلى نحو 67 سم.
واختتم: "اعتبر قدماء المصريين أن معبود تحوت هو الذي علمهم الكتابة والحساب وله دور أساسي في محكمة الموتى والتي ذكرت بالفصل 125 من كتاب الموتى، حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق ماعت، بينما يقوم تحوت بتسجيل نتيجة الميزان، إذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق - فيكون من المخطئين العاصين- يُلقى بقلبه إلى وحش مفترس تخيلي اسمه عمعم برأس تمساح وجسد أسد وفرس نهر، فيلتهمه وتكون هذه هي النهاية الأبدية للميت، أما إذا كان القلب أخف من ريشة الماعت فإن الميت كان صالحًا في الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه، بعد أن يستقبله أوزير رب العالم الآخر".