"الغرقد" أم "الزيتون"..أيهما سيربح البقاء في حرب فلسطين؟
ربما لا يعرف الكثيرون أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلجأ فقط للمعدات والآلات العسكرية المتطورة في محاربته لأهالي فلسطين العُزّل، بل لجأ كذلك في خوفه من المقاومة الفلسطينية التي كانت ومازالت تقصفه بضربات مفاجئة تكبده خسائر لم يتوقعها إلى استخدام النبات للحماية منها.
إسرائيل تزرع شجر الخوف
ولعل أبرز هذه النباتات هو ما يعرف بشجر "الغرقد" الذي تزرعه إسرائيل بكثرة من أجل حمايتها كما تظن، و هو ما يفسّر ظهوره بشكل ملحوظ من خلال الصور المنتشرة للمستوطنات الإسرائيلية.
وشجر “الغرقد” هو شجر يختلف عن باق الأشجار فهو شجر لا ساق لها كباقي الأشجار، ويعتبر ليس بشجر بل شجيرة جاثية شوكية على الأرض متشابكة العروق والأطراف وبها شوك صلبة ذات تأثير سام.
رائحة هذه الشجرة نتنة بعض الشيء وثمارها لا تؤكل، ويصل ارتفاعها في الغالب من 1 إلى 2 متر وقد تصل طولها في بعض المناطق إلى 5 أمتار، أوراقها ملعقية ضيقة كاملة خضراء تميل إلى الأصفر الفاتح وأزهارها قمعية بيضاء مزرقة، وثمارها لحمية حمراء في حجم حبة الحمص تقريبًا أو أقل.
ويكثر نمو هذا الشجر في الأماكن الجافة أو التي تندر بها المياه كما يزرعها البعض في المنازل في المدن الريفية، خاصة أولئك الذين لديهم أغنام، لحمايتها من المفترسات التي تعبر فوق الجدران، وذلك لكونها كثيرة الأشواك وتمنع الحيوانات من الاقتراب، ويسمي تلك الشجرة بـ العوسج، كما توجد في العراق وتسمى هناك باسم الصريم.
حماية مزعومة
بالفعل حققت شجرة الغرقد بعض النفع لجيش الاحتلال، إذ أنه وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فقد فوجئت السلطات الإسرائيلية عام 2014 بعدم تعرض السكك الحديدية الواصلة بين مدينتي عسقلان وأشدود للصواريخ للضرر رغم القصف المتواصل الذى استهدف المدينتين خلال حرب تل أبيب على قطاع غزة، وهو الذي أرجع حينها إلى زراعة تلك الأشجار الكثيفة إذ تمكنت من صد هجمات الصواريخ المقاومة المنطلقة من قطاع غزة على السكك الحديدية الإسرائيلية.
كما أكدت الصحيفة أنه لذلك تعتزم السلطات الإسرائيلية زراعة الآلاف من هذه الأشجار، لتمكنها من صد الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية على المدن الإسرائيلية.
شجر المقاومة قبل إنشاء إسرائيل بآلاف السنوات
في المقابل يتخذ الفلسطينيون شجر الزيتون الذي اشتهرت به أرضهم بكونه رمزًا للمقاومة، وذلك لصموده منذ آلاف السنوات على الرغم من عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليه كما عدوانه على البشر والأطفال والأبرياء.
وتعد فلسطين هي الموطن الأوّل، الذي استؤنست فيه شجرة الزيتون قبل 5 آلاف سنة، وذلك بعد أن كانت قبل ذلك شجرة بريّة، تنبت على سواحل حوض المتوسط لآلاف السنين قبل استئناسها و"ترويضها".
إذ أنه وفي أحد المواقع شماليّ مدينة يافا على الساحل، عُثر على موقع فيه "معصرة زيت" بدائيّة، تعود إلى مراحل ما قبل الميلاد، وقُدّر أنها كانت قادرة على إنتاج ما يصل إلى 2000 طن من الزيت سنويًّا.
واستخدم الزيتون في البداية للتداوي والتطبيب، كما استخدمته المسيحيّة للتبرُّك والتعميد، وزيته استخدم كذلك للإنارة في الكنائس والأديِرَة والبيوت، إذ لوحظ في فلسطين وجود كروم الزيتون المُعمّر، مُحيطةً بالأديِرَة والكنائس في القدس وبيت لحم إلى يومنا هذا، واحترف رُهبان بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، مهنة نحت خشب الزيتون وصناعة التماثيل منه في أديرتهم.
وتعيش في مدينة بيت لحم الفلسطينية أقدم وأكبر شجرة زيتون في فلسطين، ويقدر عمرها بنحو خمسة آلاف سنة، كما يغطي حجمها أكثر من 250 مترًا مربعًا، ويمتد ارتفاعها إلى نحو 13 مترًا، وجذورها إلى نحو 25 مترًا تحت الأرض، وذلك وفقًا لوزارة الزراعة الفلسطينية، وأطلق عليها مجموعة متنوعة من الأسماء، من بينها الحصن وعروس فلسطين.
هزيمة رغم الوفاء
وبين شجر الغرقد رمز الخوف وشجر الزيتون رمز الصمود تبقى نبوءة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيها أن الغرقد سيكون هو الحامي الوحيد لليهود في معركة آخر الزمان الذي سيخسرها اليهود بعد أن تتجمع حولهم كل كائنات الأرض فاضحة وجوده رغم وفاء الغرقد فإنه منهم إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود".