عاجل.. العدوان على غزة.. مفاوضات لإقرار هدنة إنسانية لمدة 12 ساعة يوميًا
- التطبيق فى ساعات النهار من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً
أجرى وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلين، زيارة إلى إسرائيل، هى الثالثة من نوعها خلال شهر، منذ بدء التصعيد العسكرى الإسرائيلى ضد قطاع غزة. والتقى «بلينكن» خلال الزيارة عددًا من المسئولين الإسرائيليين رفيعى المستوى، على رأسهم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، ويتسحاق هيرتسوج، الرئيس الإسرائيلى.
وخلال هذه اللقاءات، ناقش «بلينكن» سبل إعلان هدنة إنسانية فى غزة، نظرًا للأوضاع الإنسانية الصعبة التى يعيشها الفلسطينيون هناك جراء القصف الإسرائيلى العنيف، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة على الأرض للتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح مزيد من المحتجزين الموجودين لدى حركة «حماس» فى القطاع.
وشدد على أهمية وجود الهدنة الإنسانية بهدف إتاحة الفرصة أيضًا لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة، بالتزامن مع حلحلة خطوات الإفراج عن مزيد من المحتجزين.
وقدّم وزير الخارجية الأمريكى تفاصيل الاقتراح إلى كل من «نتنياهو» و«هيرتسوج»، بالتزامن مع جهود تتم مع الدول العربية المؤثرة، على رأسها مصر، من أجل إنجاز هذا الاتفاق.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى بيان مقتضب، بعد لقاء «نتنياهو» و«بلينكن»، أمس، أن الأول أبلغ وزير الخارجية الأمريكية بأنه «لا يوجد تصريح لإدخال الوقود إلى قطاع غزة».
وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الإسرائيلية، أن «نتنياهو يدرس طلبًا أمريكيًا بتطبيق هدنة إنسانية فى غزة، ولو لفترة قصيرة»، ناقلة عن مسئول إسرائيلى قوله إن «التوصل إلى وقف لإطلاق النار لعدة ساعات أمر ممكن فى الوقت الحالى».
من جانبه، قال «نتنياهو» إن إسرائيل لن توافق على «هدنة مؤ قتة» دون إطلاق سراح الرهائن، موضحًا: «نحن مستمرون بكل قوتنا، وإسرائيل ترفض الهدنة المؤقتة التى لا تشمل إطلاق سراح رهائننا».
فى المقابل، قال مصدر فلسطينى مطّلع على تفاصيل الجهود الحالية من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية داخل غزة إن هناك طرحًا بالفعل ينص على تهدئة خلال ساعات النهار، بمقتضاه تتوقف إسرائيل عن غاراتها بحرًا وجوًا، وكذلك توقف هجماتها البرية، وفى المقابل تتوقف الفصائل الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وأوضح المصدر الفلسطينى، فى تصريحات لـ«وكالة أنباء العالم العربى»، أنه «بموجب ذلك الاتفاق يستمر وقف إطلاق النار لمدة ١٢ ساعة فقط خلال النهار، على أن يبدأ سريانه فجرًا».
وأضاف: «النقاشات الحالية تدور حول أن تسرى الهدنة بدءًا من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً، وفى حال التوصل إلى اتفاق سيتم تحديد ساعات معينة يجرى إعلانها»، لافتًا إلى أن «النقاشات حول الهدنة تتم بوساطة مصرية، كما تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا كبيرة على إسرائيل لبحث كل شروط تلك التهدئة».
وعن تفاصيل الاتفاق، قال المصدر: «النقاش يدور حول توقف أعمال القتال من الجانبين لتلك الفترة، بما يسمح بالانتقال من شمال غزة إلى جنوبها، على أن يمنع الانتقال من جنوب وادى غزة إلى الشمال، سواء لشاحنات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أو الصليب الأحمر، أو الهلال الأحمر».
وأضاف: «النقاشات تشمل أيضًا أن تطلق حماس سراح حوالى ٨٠ محتجزًا من مزدوجى الجنسية والمدنيين، وكذلك تسلم جثامين إسرائيليين قُتلوا داخل غزة، وفى المقابل تفرج إسرائيل عن نساء وأطفال من الأسرى الفلسطينيين الموجودين لديها»، مبينًا أنه «فى حال التوصل لتلك الخطوة لن يكون الإفراج متبادلًا، بل سيكون قرار كل جانب منفصلًا عن الآخر».
وكذلك تشمل مباحثات الهدنة الإنسانية «إدخال ٥٠ ألف لتر من الوقود يوميًا إلى غزة، على أن يتم توزيعه تحت رقابة صارمة، تشمل احتساب اللترات المطلوبة لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات الرئيسية فى القطاع، ومضخات المياه العادمة، وتعبئة سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطينى».
وكذلك ينص المقترح على «زيادة حجم المساعدات الإنسانية التى تدخل قطاع غزة عبر معبر رفح البرى ما بين ١٥٠ و٢٠٠ شاحنة يوميًا، مع استمرار عبور مزدوجى الجنسية من المعبر، بالإضافة إلى إجلاء المصابين بعدد أكبر لتلقى العلاج».
ومن المقرر أن يُعقد اتفاق مع طواقم الصليب الأحمر و«أونروا» والهلال الأحمر لتنفيذ تلك الهدنة حال إقرارها، والتى تشمل أيضًا وجود «مناطق آمنة دائمة»، والاتفاق على آلية لتسليم المحتجزين من غزة.
وتابع المصدر الفلسطينى: «لم يتم الاتفاق على موعد إنفاذ التهدئة، وحركة حماس لم تعطِ موافقة حتى الآن على كل البنود، وقد يتم التوافق على تلك التهدئة فى أى وقت، حيث تشهد المباحثات جدية وتسارعًا».