طفرة الإيرادات| كيف كان أداء قناة السويس لعام 2023؟.. دراسة تحلل
قناة السويس واحدة من أهم الممرات المائية حول العالم، كما أنها تحظى بأهمية قوية لاقتصاد مصر والعالم، فهي أحد أشهر ممرات النقل البحري بين آسيا وأوروبا وأحد أهم مصادر العملة الأجنبية لمصر.
وكشفت دراسة أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن إيرادات قناة السويس لعام 2023 ارتفعت بنحو 34.7% إلى 9.4 مليار دولار بدلًا من 7 مليار دولار العام الماضي.
الأعلى في تاريخ القناة
وأشارت الدراسة بعنوان "طفرة في الإيرادات.. تحليل أداء القناة وتحقيق معدلات نمو قوية" أن قناة السويس شهدت زيادة في أعداد السفن العابرة بها هذا العام بنسبة 55.1% بلغت 25.9 ألف سفينة وهو العدد الأعلى في تاريخ القناة ككل.
أما عن الحمولات الصافية التي مرت بالقناة فزادت بنسبة 66.7% بواقع 1.5 مليار طن للعام الحالي مقارنة بـ1.3 مليار طن العام الماضي.
ومن المتوقع زيادة رسوم العبور العاجية لبعض أنواع السفن بنسبة 15%، بالإضافة إلى زيادة رسوم العبور العادية لسفن البضائع الصب الجاف وسفن الدحرجة وسفن البضائع العامة وبعض السفن الأخرى بنسبة 5%. وذلك اعتبارًا من 15 يناير عام 2024 وفقًا للدراسة.
وأكدت الدراسة أن رسوم المرور بقناة السويس قد بلغت 2 مليار دولار بالمقارنة بـ1.7 مليار دولار الربع الثاني من العام المالي 2022\2023.
أسباب جوهرية
وأشارت الدراسة إلى أن أسباب هذه الطفرة ترجع إلى ارتفاع أسعار النفط التي ساهمت في زيادة الميزة التنافسية للقناة. فكلما ارتفعت أسعار النفط، كلما زادت تكاليف الممرات البديلة لقناة السويس وخاصة رأس الرجاء الصالح مما يدفع السفن إلى اختيار الطريق الأقصر مسافة والأقل تكلفة واستهلاك للوقود مثل قناة السويس.
من بين هذه الأسباب أيضًا هو تطوير هيئة قناة السويس من خلال توسعته وإنشاء جراحات تلجأ إليها السفن من أجل تصليح أعطالها دون التأثير على مرور السفن الأخرى. هذا إلى جانب زيادة عمق القناة إلى 24 متر وتطوير منطقة البحريات المرة.
بالإضافة لذلك، يُعد تدعيم قناة السويس لجهود المنظمة البحرية الدولية “IMO” بهدف نشر مفاهيم الانتقال الأخضر للقطاع البحري من أبرز أسباب طفرة الإيرادات التي شهدتها القناة هذا العام، حيث أنها التزمت بضوابط بيئية حققت وفرًا في المسافة والوقت بالمقارنة مع المسارات البدلية وهو ما ساعد على خفض استهلاك الوقود بنسبة 20 إلى 80%.