جندى إسرائيلى شارك فى اجتياح غزة يفضح قادة جيش الاحتلال: لا تصدقوهم
كشف جندي إسرائيلي سابق يُدعى آرييل بيرنشتاين، في اعترافات مثيرة عن خداع حكومة الاحتلال الإسرائيلية جنود وضباط جيش الاحتلال فيما يتعلق بقطاع غزة، ومبرراتهم لأي أعمال عسكرية عنيفة في القطاع المحاصر، حسبما نقلت صحيفة "أوبرزفر" البريطانية.
اعترافات مثيرة.. ماذا يحدث داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي؟
وقال آربيل: "عندما كنت في العشرين من عمري عام 2014، كنت جنديًا في وحدة القوات الخاصة في ناحال، حيث خطوت تلك الخطوات السريالية الأولى داخل غزة، وهو المكان الذي لم نكن نراه حتى ذلك الحين إلا في الأخبار".
وتابع: "لم يكن لدينا سوى القليل من الإحساس بما كانت عليه غزة، وكيف عاش الناس حياتهم هناك، ومن هم؛ كنا نفكر في غزة بشكل غامض فقط، كمكان غادر، حيث يتمنى الجميع موتنا، أتذكر أنني كنت أشعر بالقلق والخوف من أن البعض منا قد لا يعود".
وأضاف: "كنا هناك لمدة أسبوعين تقريبًا، وكانت مهمتنا هي احتلال حي البرة في بيت حانون وتطهير الحي من ما أسمتهم الحكومة الإرهابيين، مع دعم قوات سلاح المهندسين التي أرسلت لتدمير أنفاق حماس".
وأشار إلى أن القتال في غزة كان مختلفًا تمامًا عن ما كان عليه في الضفة الغربية، قائلًا: "لم يسبق لي أن رأيت الجيش الإسرائيلي يستخدم مثل هذه القوة النارية المكثفة، وبما أن الجيش الإسرائيلي أمر المدنيين بمغادرة الحي، فإن أي شخص يبقى هو- كما قيل لنا- أحد نشطاء حماس أو مؤيديها، وبالتالي هدف مشروع لنا".
واستطرد قائلًا: "لم أشكك في الأوامر التي أعطيت لي؛ كنت قلقًا للغاية بشأن البقاء على قيد الحياة مع أصدقائي، خلال الأسبوعين اللذين قضيناهما في ذلك الحي، كنا نبلغ باستمرار عن تحركات مشبوهة وكمائن وبيوت مفخخة، ورصد مقاتلو حماس إحدى فرقنا في المنزل المجاور، وأطلقوا صاروخًا وقتلوا الضابط الملازم روي بيليس، مزق الانفجار جسده واضطر أصدقاؤه من الوحدة إلى جمع القطع الباقية منه".
وتابع: "احتللنا منازل خالية هرب سكانها، تاركين وراءهم آثارًا للحياة الطبيعية مثل الصور العائلية والكتب المدرسية، ورأينا جثة امرأة مسنة ربما كانت عالقة في تبادل إطلاق النار، وقد تشوه وجهها وهي ترقد تحت الأنقاض".
وأفاد بأنهم اضطروا إلى مواجهة عائلة فلسطينية مكونة من 10 أفراد لم يكن أي منهم مقاتلًا، كانوا أبرياء، ومع الوقت أدرك أن الموجودين في غزة هم مدنيون عزل يعانون الحصار والاحتلال فقط.
وتابع: "ذكريات القتال والدمار الذي تركناه خلفنا ستظل تطاردني إلى الأبد، لقد قادتني تجربتي في غزة إلى نتيجة واضحة، وهي أننا يجب أن ندفع نحو التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يضع حدًا للاحتلال والحصار المفروض على غزة، الحياة في غزة ليست مستدامة، لقد اندهشت من رفض مجتمعنا للتفكير في الوضع الإنساني الصعب في هذا القطاع المحاصر".
وأضاف: "كنت أسأل نفسي منذ سنوات لماذا قاتلت في صراع عام 2014 إذا لم يتبعه عمل سياسي يمنع الصراع التالي، لقد كذب علينا قادتنا وخدعتنا حكومتنا، قائلين إننا قادرون على إدارة هذا الصراع واحتوائه رغم أنهم لم يعملوا إلا على جعل الأمور أسوأ في القطاع، هم من جعلوا غزة بمثابة قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار".
وأشار إلى أنه ليس من حق إسرائيل استخدام قوتها العسكرية المفرطة للانتقام، حيث يتعين أن ننظر إلى هدف الحكومة المتمثل في مهاجمة الأهداف العسكرية فقط، مع إبقاء الأضرار الجانبية عند أدنى حد ممكن.
واستطرد قائلًا: "الآن يروجون لفكرة أن الغزو البري هو الحل، ألم تتعلم الحكومة الإسرائيلية بعد؟، حيث مرت 9 سنوات على آخر غزو بري للقطاع و5 حملات عسكرية كبرى، وتتكرر نفس الأخطاء".
وأضاف: "الرد العسكري الغاشم لن يحقق الأمن لإسرائيل، بل يُزيد من حدة الأزمة، وهذا الأمر جعلني من جندي في الجيش الإسرائيلي إلى ناشط ضد الاحتلال للأراضي الفلسطينية".
وتابع: "معركتي الحالية هي معركة أيديولوجية، معركة ضد المتطرفين داخل مجتمعنا الذين يحرضون على الفتنة والكراهية، ونحاول، بالتعاون مع الشركاء الفلسطينيين، إيصال الحاجة الملحة لإنهاء الاحتلال والتوصل إلى اتفاق سياسي مدني".