نتنياهو ينعزل عن حكومته ويصدم جيش الاحتلال بشأن الغزو البرى لغزة
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينعزل عن حكومته بشكل كامل تقريبًا بعد انهيار التأييد الشعبي له، وصدمته للجيش برفضه التوقيع على خطة غزو قطاع غزة بريًا، ويبدو أن الخطة الجديدة البديلة للغزو البري هي تنفيذ التوغلات البرية القصيرة التي يفعلها جيش الاحتلال في شمال غزة من حين لآخر.
فوضى كبرى في الأوساط السياسية الإسرائيلية ونتنياهو يفقد التواصل مع الحكومة
وأفادت الصحيفة الأمريكية أن نتنياهو بدا معزولًا بشكل غير عادي عن أعضاء الحكومة منذ عملية طوفان الأقصى، في ظل كشف أحدث استطلاعات للرأي عن تراجع الدعم الشعبي لنتنياهو والتي عززت من اتهامات بأن قيادته الفوضوية خلال العام الماضي مهدت الطريق لفشل أمني كارثي.
وتابعت أن نتنياهو لم يحصل سوى على دعم غير مشروط من عدد قليل للغاية من أعضاء حكومته، حيث يقول البعض ببساطة إن التدقيق في أخطاء الحكومة يجب أن ينتظر حتى تنتهي الحرب، ولكن يبدو أن أعضاء الحكومة الآخرين لا يرغبون في الانتظار.
وقال ميكي زوهار، أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية: "أنا أقول بأوضح طريقة ممكنة، من الواضح بالنسبة لي أن نتنياهو وحكومة إسرائيل بأكملها وكل من حدث هذا تحت إشرافه يتحملون المسئولية عما حدث، وهذا واضح أيضًا لنتنياهو. وأنه يتحمل المسئولية أيضًا".
وأضافت أن مساعدًا سابقًا لنتنياهو، دشن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لإطالة أمد الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة قبل بدء أي عملية برية، حيث قال أرييه درعي، النائب في البرلمان والمؤيد منذ فترة طويلة لرئيس الوزراء، في مقابلة يوم الإثنين إن الجيش لم يجهز خطة لغزو غزة إلا مؤخرًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية فسرت هذا التأكيد على أنه محاولة للإشارة إلى أن الجيش - وليس رئيس الوزراء - هو الذي يحتاج إلى مزيد من الوقت للاستعداد، مؤكدين أن تداعيات عملية طوفان الأقصى تمتد إلى ما هو أبعد من مصير نتنياهو الشخصي.
صدمة نصر أكتوبر تتكرر داخل إسرائيل
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ما واجهته إسرائيل من صدمة في عملية طوفان الأقصى تشبه إلى حد كبير الصدمة من حرب أكتوبر أو حرب يوم الغفران، عندما هاجمت الجيوش العربية إسرائيل، وهي الحرب التي غيرت المجتمع الإسرائيلي ومسار الدولة بعد نجاح مصر في تحرير شبه جزيرة سيناء بالكامل.
وأوضحت الصحيفة أنه في ظل حشد إسرائيل قواتها على حدود غزة، فإن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين منقسمون حول كيفية الغزو ومتى وحتى ما إذا كان سيتم الغزو، وفقًا لسبعة ضباط عسكريين كبار وثلاثة مسئولين إسرائيليين.
ويقولون إن التأجيل يهدف جزئيًا إلى منح المفاوضين مزيدًا من الوقت لمحاولة تأمين إطلاق سراح بعض من أكثر من 200 محتجز.
وتابعت الصحيفة أن البعض منهم يشعر بالقلق من أن الغزو البري قد يجر الجيش الإسرائيلي إلى معركة حضرية مستعصية داخل غزة، ويخشى آخرون نشوب صراع أوسع نطاقًا، حيث يقوم حزب الله، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه المدن الإسرائيلية.
وأضافت أن البعض في إسرائيل يدعم التوغل البري والعمليات القصيرة مع القصف الجوي، واستبعاد فكرة الغزو البري، حيث قال داني دانون، أحد كبار المشرعين من حزب الليكود، الحزب اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "لديك حكومة ذات آراء مختلفة".
وأوضحت الصحيفة أن الفوضى تجتاح إسرائيل وخصوصًا الأوساط السياسية والدفاعية التي فشلت في اتخاذ قرار موحد حتى الآن، فبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أسابيع، لم تمنح حكومة نتنياهو الضوء الأخضر بعد، على الرغم من أن الجيش يقول إنه قام ببعض التوغلات القصيرة عبر الحدود، وأنه سيقوم بمزيد من التوغلات في الأيام المقبلة.
وتابعت أن القيادة العسكرية وضعت بالفعل اللمسات الأخيرة على خطة الغزو، لكن نتنياهو أثار غضب كبار الضباط برفضه التوقيع عليها - ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يريد موافقة بالإجماع من أعضاء مجلس الوزراء الحربي الذي شكله بعد هجوم 7 أكتوبر، وفقًا لـشخصين حاضرين في اجتماعات مجلس الوزراء، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل حساسة.
ويعتقد المحللون أن نتنياهو يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر من جانب واحد، لأنه مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته بالفعل، فإنه يخشى أن يتم إلقاء اللوم عليه إذا فشلت العملية.
وأضافت الصحيفة أنه بدلًا من ذلك، يدرس الوزراء أيضًا خطة أقل طموحًا تتضمن عدة عمليات توغل محدودة تستهدف جزءًا صغيرًا من قطاع غزة في كل مرة، ولكن داخل المؤسسة العسكرية، هناك قلق من أن أهداف إسرائيل سوف تصبح غير واضحة إذا نفذ نتنياهو وعده يوم الأربعاء بالسعي في نفس الوقت إلى تحرير جميع المحتجزين بينما يحاول أيضًا تدمير حماس.