جاهزون لطى الأرض
العنوان، من كلمة اللواء أركان حرب شريف العرايشى، قائد الجيش الثالث الميدانى، خلال تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى لقواتنا المسلحة، صباح أمس الأربعاء، إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة. وهى الكلمة، التى بدأها بالآية الكريمة «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، وأكد فيها أن الطفرة النوعية، التى شهدتها السنوات القليلة الماضية، فى مستوى قواتنا المسلحة، تنظيمًا وتدريبًا وتسليحًا، كان لها بالغ الأثر على قدراتها وكفاءتها وجاهزيتها.
الفرقة الرابعة المدرعة، مجرّد عينة، أو غيض من فيض. واحدة من سبع فرق، يتكون منها الجيش الثالث الميدانى، جيش «الإيمان والصمود والتحدى»، الحامى لحدود مصر الشرقية، الذى كبّد الأعداء خسائر كبيرة، فى الأرواح والمعدات، خلال حرب الاستنزاف، ثم فى حرب أكتوبر المجيدة، ودافع ببسالة عن مدينة السويس، ومنع القوات الإسرائيلية، أو الأمريكية، من دخولها. كما كان لهذه الفرقة، وهى القوة الضاربة لسلاح المدرعات، سنة ١٩٩٠، دور كبير، بل الدور الأكبر، فى حرب تحرير الكويت.
تتلخص مهمة الجيش الثالث فى تأمين حدودنا الشرقية والمنشآت الداخلية فى المنطقة الواقعة من الكيلو ٦١ طريق مصر السويس الصحراوى حتى خط الحدود الدولية، بطول ٢٦٠ كيلومترًا، إضافة إلى ٤٠٠ كيلومتر فى المنطقة الواقعة من رأس محمد حتى العوجة على الحدود، ومحافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر، وتأمين كل الأهداف الاقتصادية والسياحية، والمناطق الاقتصادية فى بلاعيم وأبورديس. كما يتولى الجيش الثالث، أيضًا، تأمين ٥٢ كيلومترًا من قناة السويس، إلى جانب التأمين الداخلى للمجرى الملاحى نفسه، بالتنسيق مع الجيش الثانى الميدانى، والقوات البحرية، من خلال مركز قيادة موحد.
بصوته الواثق، المطْمَئن، والمطَمْئن، بتسكين الطاء ثم بفتحها، أشار العميد ياسر وهبة، فى مقدمة العرض، أو استعراض العضلات، إلى أن سجلات التاريخ وأدبيات الزمان تحكى لنا أن الضعف هو دعوة صريحة للعدوان، وأن القوة المستندة إلى الحق والعدل هى الضمان الوحيد لتحقيق السلام. موضحًا أن مصر خاضت معركتها الخالدة فى أكتوبر ١٩٧٣ لاستعادة أرضها السليبة، تلك الحرب المجيدة التى أثبتت أن حقوق الشعوب لا يمكن أبدًا أن تسقط بالتقادم، فكان انتصارنا مدويًا، ثم شرعنا فى تحقيق السلام، الذى اعتبرناه خيارنا الاستراتيجى، إيمانًا منا بأحقية الشعوب فى العيش بأمن وأمان. غير أن هذا المنحى، الذى سلكناه «لا يمكن أن يقف عائقًا أمام تعظيم قدراتنا وترسيخ عقيدة انتباهنا»، كما أكد وهبة، الذى أوضح أنهم ذهبوا، أمس، إلى أحد تشكيلات الجيش الثالث الميدانى، إلى الفرقة الرابعة المدرعة، كى يكونوا شهودًا على استعداد رجالها العالى، وانضباطهم الذاتى، وروحهم المعنوية، التى تكاد تصل إلى عنان السماء، وهم يصطفون فى عزة وشموخ، متأهّبين لتلبية نداء الوطن، متى تطلبت الضرورة ذلك.
الجيش الثالث الميدانى يقف، اليوم، مزهوًا، وهو يستعيد من ذاكرته تاريخه المشرف، الذى سطرته بطولات وتضحيات رجاله. وكقائد لهذا التشكيل التعبوى العريق، أكد اللواء شريف العرايشى للرئيس، ولنا، نحن المصريين، أن رجاله فى أعلى درجات الكفاءة القتالية، مشددًا على أنهم «جاهزون لطى الأرض» فى نطاق مسئوليتهم، أو فى أى مكان آخر يتم تكليفهم بالانطلاق إليه، واضعين نصب أعينهم المصلحة العليا للبلاد، محافظين على أمنها وأمانها، واهبين أنفسهم وأرواحهم فداء لترابها الغالى، لا يدخرون جهدًا فى التدريب، ويسيرون فى طريقهم بخطى واثقة وثابتة، وببصيرة واعية، ورؤية واضحة، يواصلون الليل بالنهار، ليبقوا حائط الصد، والدرع الواقية، ضد كل من يحاول العبث بمقدرات هذا الوطن.
.. وأخيرًا، نرى أن ما شاهدناه بأعيننا، أمس، والذى هو غيض من فيض، أو مجرّد عينة، كما أشرنا، يؤكد، مجددًا، أن قواتنا المسلحة، تمضى على طريق النصر، بأحدث منظومات القتال فى العالم، وبطفرات تسليحية غير مسبوقة، متنوعة المصادر فى كل المجالات والتخصصات، البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوى. ما يعنى، ببساطة ووضوح، أننا مستعدون لمواجهة هذا المشهد الضبابى، الذى يكتنف منطقتنا، وقادرون على مجابهة أى مخاطر أو تحديات يمكن أن تؤثر على أمننا القومى.