لماذا تؤجل إسرائيل الاجتياح البري لغزة ؟ دراسة تجيب

منذ عدة أيام، تهدد إسرائيل باجتياح غزة بريًا ردًا منها على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس يوم 7 أكتوبر الجاري، لكنها لم تقوم بذلك حتى الآن بل أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى لمنع تنفيذ هذا السيناريو رغم دعمها الكامل لإسرائيل. وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

عدم تقديم خطة تسليح كاملة ونهائية

وفي هذا السياق، أوضحت دراسة أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن تأجيل الاجتياح البري لغزة يرجع لعدة أسباب تأتي أولها في عدم نجاح إسرائيل في تقديم خطة تسليح كاملة ونهائية لـ 360 ألف مجند احتياط إسرائيلي قامت الدولة بتعبئتهم مع 173 ألف جندي نظامي بجيش الاحتلال بغرض الاجتياح لغزة. 

كما أنها نجحت في تسليح 46 ألف مجند احتياط فقط في معبر إيرز الإسرائيلي شمال قطاع غزة بينما خرجت بدعوات مجتمعية للتبرع للجيش الإسرائيلي من أجل شراء المؤن والمواد المعيشية للمجندين، وهو الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يصرح بعد زيارته لإسرائيل مؤخرًا بأنه سيبدأ في إقناع الكونجرس بتخصيص 14 مليار دولار أمريكي كتمويل لإسرائيل من أجل تعزيز ذخيرتها التي ستستخدمها في سيناريو الاجتياح.

خلاف بين نتنياهو ووزير الدفاع

وأشارت الدراسة بعنوان " تأجيل “المضطر”: حسابات سيناريو الاجتياح لقطاع غزة" إلى أن السبب الثاني هو وجود خلاف بين رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو" ووزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف جالانت" حول قواعد التعامل الإسرائيلي العسكري مع القطاع حيث يرغب الأخير في الاجتياح البري وفقًا لقواعد القانون الدولي والرضوخ للضغط الأمريكي بينما يسعى نتنياهو لسيناريو التعامل العنيف مع أهل غزة دون النظر للعواقب.

استنزاف الأموال

من بين الأسباب لتأجيل الاجتياح البري لغزة - التي ذكرتها الدراسة التي أعدها الباحث شادي محسن - باحث بوحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية – أن الهجوم على قطاع غزة استنزف مليارات الشيكلات الإسرائيلية حيث هربت 60% من الاستثمارات الأجنبية الهامة من إسرائيل بينما وصلت قيمة الدولار لما يزيد عن 5 شيكل إسرائيلي وخصص البنك المركزي 30 مليار دولار من الاحتياطي النقدي لدعم الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأمريكي.

ضرب حماس لحقول الغاز الإسرائيلية

كما أشارت الدراسة أيضًا إلى أن أحد أسباب تأجيل الاجتياح البري لغزة هي التقديرات الأولية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية تؤكد اعتزام حماس لضرب أهداف بحرية في منطقة حقول الغاز الإسرائيلية مما قد يتسبب في وقف إنتاج الطاقة.

إلى جانب ذلك، يضغط المجتمع الإسرائيلي على رئيسهم لاسترداد الأسرى المدنيين من حماس، وهو ما يقضي على خطة هانبيعل الإسرائيلية (خطة إسرائيلية تعتمد على تنفيذ عمليات قصف في المنطقة التي يتم فيها أسر جنود إسرائيليين مما يؤدي لمقتلهم وآسريهم في وقت واحد). وذلك لأن الحكومة الإسرائيلية حينها ستتحمل مسئولية تعرض مدنييها لأي خطر.

حرب متعددة الجهات

أوضحت الدراسة أيضًا أن أحد أسباب تأجيل الاجتياح البري لغزة هو تقديرات إسرائيل الأمنية التي تضع احتمالًا لاندلاع حرب متعددة الجبهات في حال تنفيذ الاجتياح بمشاركة جنوب لبنان وجنوب سوريا والضفة والداخل الإسرائيلي.