صحيفة صينية: العقاب الجماعى لن يجلب السلام لإسرائيل
أكدت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، اليوم الثلاثاء، أن العقاب الجماعي لن يجلب السلام لإسرائيل، مؤكدة: "إن إسرائيل تكثف هجماتها على قطاع غزة وسط تصاعد التوترات، مما أسفر عن سقوط أكثر من 5600 شخص حتى الآن في القطاع".
وأضافت الصحيفة، في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن عدد القتلى في إسرائيل جراء هجوم حماس منذ 7 أكتوبر بلغ أكثر من 1200، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأشارت إلى أنه رغم تفهم الشعور بما وصفته "بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أيا كان الثمن"، إلا أنه لا يبرر معاقبة أكثر من مليوني مدني في قطاع غزة من خلال الحصار والتهجير القسري والقصف.
وقالت: "إن هذا النهج قد باء بالفشل لأكثر من 16 عاما، منذ فرض الحصار على قطاع غزة في عام 2007 عندما شنت إسرائيل عدة عمليات عسكرية كبرى ضد الفلسطينيين هناك، ما تسبب في دمار واسع النطاق وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، ومن بين أكثر من مليوني نسمة من سكان الأراضي الفلسطينية، هناك حوالي 60% من بينهم من هم دون سن 25 عاما والذين عاشوا حرائق متكررة ونوبات عنف، ومع ارتفاع معدل البطالة في قطاع غزة إلى أكثر من 40%، فإن أكثر من 60% من الشباب- الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما- لا يستطيعون العثور على عمل".
ورأت "تشاينا ديلي" أن مثل هذا اليأس الاقتصادي يولد التشدد ولن يعزز أمن إسرائيل، وسوف يؤدي ذلك إلى إبعاد الشركاء الفلسطينيين المحتملين للسلام، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن تأييد حل الدولتين القائم على التعايش مع الإسرائيليين انخفض بين الفلسطينيين من 43% في سبتمبر 2020 إلى 33% في عام 2022، مشيرة إلى أن المأزق يكمن في أن الأزمة المستمرة تهدد بشكل أكبر بتبديد الآمال في التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
التاريخ يقدم لنا دروسًا واقعية حول عدم جدوى العقاب الجماعى
وتابعت الصحيفة الصينية تقول: "إن التاريخ يقدم لنا دروسا واقعية حول عدم جدوى العقاب الجماعي"، مستشهدة في ذلك بفرض البريطانيين عقوبات جماعية على الفلسطينيين في أعقاب الثورة العربية (1936-1939) فيما أدت هذه الحملات العشوائية إلى تعزيز المقاومة العربية"، مؤكدة أن إلحاق المعاناة بالفلسطينيين الأبرياء لن يؤدي إلا إلى استدامة دائرة العنف والصراع ولن يجعل الإسرائيليين أكثر أمنا.
وقالت "تشاينا ديلي" إنه على الرغم من أن التوصل إلى حل عادل للأزمة يبدو بعيد المنال إلى حد مخيف، إلا أن الإسرائيليين والفلسطينيين ليس لديهما خيار سوى السعي للتوصل إليه.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول: "يرغب الجانبان في أن يعيشا حياة طبيعية خالية من العنف، وإن تحقيق هذا الحلم المشترك يتطلب وضع حد للأعمال الظالمة التي تزرع الكراهية، وسيكون التقدم بطيئا ومحبطا، لكن يتعين تعميق التفاهم المتبادل رغم الانتكاسات في تسوية القضية الفلسطينية، إن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقان الفرصة لصياغة مستقبل أكثر أملا، ولكن لتحقيق ذلك يتعين على قادتهما أن يستجمعا الشجاعة الأخلاقية لرسم مسار جديد".