ستنفذ إسرائيل العملية البرية على قطاع غزة حتى لو تأخرت.. لماذا؟
منذ أيام ازداد الحديث عن قرب العملية البرية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وكلما مر الوقت دون بدئها تزداد التقديرات بأنه قد تم إلغاؤها وقد تكتفي إسرائيل بالهجمات من الجو فقط، لكن الحقيقة أن العملية البرية للجيش الإسرائيلي على غزة ستأتي حتى لو تأخرت. ولكن لماذا؟
ظروف مختلفة
في العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة على القطاع، جرى الحديث مرات كثيرة عن العملية البرية، وفي النهاية لم تحدث، أو جرى تنفيذها بصورة محدودة جدًا. لكن هذه المرة، الظروف مختلفة تمامًا، فالضربة التي تلقتها إسرائيل كبيرة جدًا في الهجوم المفاجئ لـ"حماس" في 7 أكتوبر، والتوقعات التي عززتها القيادة السياسية والجيش لدى الجمهور بشأن العملية مرتفعة جدًا، إلى درجة أن القيام بعملية هجومية محدودة، يمكن أن يثير ردودًا حادة لدى الرأي العام، مثلما أوضح المحلل العسكري "عاموس هرئيل" في مقاله المنشور بصحيفة "هآرتس".
أهداف الحرب
كل من يشارك في التخطيط للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يفهم أنه لا مفر من العملية البرية على قطاع غزة، من الصعب توقُّع سيناريو تحقق فيه المنظومة الأمنية الإسرائيلية أهداف الحرب التي وضعها المجلس الوزاري المصغّر لها (تقويض حُكم "حماس") من دون إجراء مناورة برية على أرض القطاع، وسحب قادة "حماس" من الأنفاق، والقضاء عليهم.
بالنسبة لإسرائيل، فإن العملية البرية ستكون العملية الأهم منذ حرب أكتوبر 1973، وحسمها سيعني حسم العديد من الأمور التي تتعلق بالردع الاستراتيجي لإسرائيل الذي تم هزه يوم 7 أكتوبر عندما هاجمت حماس بلدات غلاف غزة الإسرائيلي.
الهدف الأكبر الذي رسمته إسرائيل من الدخول البري هو القضاء سياسيًا وعسكريًا على حركة حماس، ولهذا السبب إسرائيل مستعدة لدفع الثمن، والذي قد يعني سقوط الكثير من القتلى، ومواصلة إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، وربما تجرأ حزب الله للقيام بالمزيد من المناوشات على الحدود الشمالية.
لماذا يتم تأجيلها؟
تأجيل العملية البرية يحسب لصالح حماس وضد إسرائيل، فكلما طال انتظار الخطوة البرية، فإن أعصاب القوات الإسرائيلية تتآكل، وتتآكل معها أيضًا الشرعية الدولية الداعمة لهذه الخطوة، إلا أن هذا لن يردع إسرائيل عن تنفيذها فيما جاء التأجيل بسبب تحضيرات واستعدادت عسكرية.
كانت الخطة العسكرية الأولى لإسرائيل، هو أنه في الأسبوع الثاني من الحرب كانت ستجرى العملية البرية، وقد بدأ المستوى السياسي بتحضير الجمهور (بواسطة التسريبات)، والتوضيح له بأن التحرك لن يكون مجرد ضربة سريعة، بل إن الحديث عن عملية مطولة قد تستمر لشهور، وسيستمر إلى أن تتم عملية تطهير شاملة للقطاع من حركة "حماس" حسب وصفهم.
الاستعدادات الأخيرة
الاستعدادات للعملية البرية واضحة في كل مكان في جنوب إسرائيل، ناقلات جند مدرعة، مدفعيات متنقلة، دبابات، رادارات، وأعداد لا متناهية من سيارات "الهامر"، تتنقل بسرعة بين دفيئات المزارع والكروم، محملة بالذخائر.
يقوم الجيش بتدريب وتسليح القوات. هناك ما لا يقل عن 350 ألف جندي مجند للمعركة، إلى جانب الجنود النظاميين. وحتى حلول الساعة الموعودة، فإن القيادة منشغلة بالمصادقة على مخططات العمل الخاصة بالفرق، والفرق تصادق على مخططات الألوية، وقادة الألوية لقادة الكتائب، في هذه الأثناء، يستمر القصف الجوي المكثف على غزة، لتسهيل دخول القوات البرية حين يحين الوقت.
بمراجعة الأهداف والخطط والاستعدادات، يبدو أن تنفيذها سيكون مسألة وقت.