القوة المصرية الشاملة
يمكننا التأكيد بالقول إن الدولة المصرية بكل قواها، قد نجحت في توظيف قدراتها الدبلوماسية بأفضل توظيف خلال إدارتها لأزمة العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة وشعبه الأعزل.
ويمكننا القول والتأكيد أيضًا إن نجاح مصر في إدارة تلك الأزمة له تأثيرات إيجابية كثيرة ومتعددة سوف تنعكس على القضية الفلسطينية في الوقت الحالي ومستقبلًا، كما سينعكس على دور مصر الإقليمي والعالمي.
وقبل التفاصيل علينا التأكيد على أن الوظيفة الرئيسية لدبلوماسية الدولة- أي دولة- هو التعبير عن مصالحها والدفاع عنها بالتفاوض الذي يؤدى إلى تقريب وجهات النظر والإقناع بها وتوجيهها.
ووفقًا لتعريف المفكر السياسي الأشهر "مكيافيلى" مؤلف كتاب الأمير الذي يرى أن عناصر القوة الشاملة للدولة هي القوة العسكرية والعنصر الجغرافي إلى جانب المساندة الشعبية الداخلية للحاكم وقدرة الحاكم على إدارة أمور البلاد.
وهذا ما تحقق بالفعل منذ إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي رفضه لأي خطوة نحو تصفية القضية الفلسطينية وبدء التحرك المصري على كل الأصعده العربية والإقليمية والعالمية، وإعلان مصر المتكرر لرفض مبدأ تهجير الشعب الفلسطينى واعتباره محاولة لتصفية القضية كما أكدت مصر بلسان رئيسها رفض فكرة التهجير على حساب الأراضي المصرية تحت أي مسمى.
هنا تجلت عناصر القوة الشاملة للدولة المصرية خلال تلك الأزمة خاصة في ظل وجود قواتنا المسلحة المصرية بما حققته من قدرات عسكرية وما اتخذته من تصنيفات عالمية يُحسب لها الآن ألف حساب، ولا يختلف إثنان على أهمية الموقع الجغرافي لمصر الذي يتوسط قارات العالم ويتوسط أيضا المنطقة العربية والشرق الأوسط، ويتبقي الأهم مما جاء في تعريف "مكيافيلى" وهو المساندة الشعبية الداخلية التي عبر عنها الشعب المصري بخروج مئات الآلاف من المصريين في كل المحافظات في جمعة مساندة فلسطين، ومعها تجلت قدرة الرئيس في إدارته للأزمة ونجاحه في الاستفادة من علاقاته الدولية، ومكانة مصر في عقد مؤتمر القاهرة للسلام الذي لاقي اهتمامًا كبيرًا على كافة المستويات الدبلوماسية والإعلامية والجماهيرية في هذا الوقت المهم، على عكس الأكاذيب التي روجها الكيان الصهيوني.
وحقق مؤتمر القاهرة للسلام ما استهدفه الرئيس من نجاح جهود إدخال المساعدات لغزة، وفرض وجهتي النظر المصرية والعربية على العالم أجمع، ووضع القضية الفلسطينية على أولويات السياسة العالمية.
..تحية لمصر رئيسًا وجيشًا وشعبًا، والنصر لفلسطين، والسلام لأهلها.