الكنيسة المارونية تحتفل بعيد القديس البابا يوحنا بولس الثاني
تحتفل الكنيسة المارونية بعيد القديس البابا يوحنا بولس الثاني، وولد كارول فويتيلا في 18 مايو 1920 في كراكوفيا في بولندا. توفيت والدته وهو لا يزال في التاسعة، كان والده ضابطًا بالجيش. ورسم كاهنًا في عام 1946. وبحلول عام 1964 وصل إلى منصب رئيس أساقفة كراكوفيا، وأصبح كاردينالاً سنة 1967. انتخب بابا عام 1978، ولم يكن قد تجاوز الثامنة والخمسين من عمره. وكان فويتيلا هو أول بابا غير إيطالي منذ 450 عامًا، وقد تولى البابوية تحت اسم يوحنا بولس الثاني.
اعتبر القديس يوحنا بولس الثاني واحدًا من أقوى عشرين شخصية في القرن العشرين، وقد لعب دورًا بارزًا في إسقاط النظام الشيوعي في بلده بولندا وكذلك في عدد من دول أوروبا الشرقية. ندّد "بالرأسمالية المتوحشة" في تعليمه الاجتماعي؛ ونسج علاقات حوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية والأنغليكانية، إلى جانب اليهودية والإسلام. ومن الثمار الطيبة لخدمته، نذكر الرسائل والتعاليم الرسولية ونشر كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية والحق القانوني في الكنيسة اللاتينية وفي الكنائس الشرقية. في العام 2000 طلب البابا الغفران من جميع من أساءت إليهم الكنيسة.
رحل في عام 2005 عشية أحد الرحمة. أعلنت خلال حبريته قداسة 483 شخصًا وفق العقائد الكاثوليكية وطوباوية 1340 آخرين. أعلنه البابا بندكتس السادس عشرًا طوباويًا للكنيسة الكاثوليكية الجامعة في أحد الرحمة الإلهيّة، في 1 مايو 2011. وأعلنه البابا فرنسيس، في 2014، قديسًا مع البابا يوحنا الثالث والعشرين، في أحد الرحمة الإلهية كذلك.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إن مثل الوزنات موجّه للنّاس الّذين، بدل من أن يأتوا بالعون لإخوتهم من خلال الخيرات الّتي يملكونها، أو من خلال النّصائح أو أي وسيلة أخرى، لا يقومون بأيّ من ذلك بل يُركّزوا على ذواتهم فقط. لقد أراد الربّ يسوع المسيح، من خلال مثل الوزنات، أن يظهر لنا صبر مُعلِّمنا الإلهي، غير أنّه أراد أيضًا، بحسب رأيي، أن يلمّح إلى القيامة العامّة... فالعبدان اللذان أعادا الوزنات مع الفائدة أعلنا بدون تردّد ما أتى من عندهما وما أتى من سيّدهما. فقال الأوّل: "يَا سَيّد، سَلّمتَنِي خَمسَ وَزَنَات"، وقال الثاني: "يَا سَيّد، سَلّمتَنِي وَزْنَتَين"، مُعترفَين بذلك أنّ سيّدهما أعطاهما الوسائل الضروريّة لتحقيق عمليّة مربحة. لقد عبّرا له عن امتنانهما ورفعا له مجموع ما ملكته أيديهما. فبما أجاب السيّد؟ "يا لَكَ عَبدًا صَالِحًا وأمِينًا!" (وهنا نتعرّف إلى الإنسان الصالح من خلال اهتمامه بالقريب)... ادخْلْ إلى فَرَحِ سَيِّدِكَ".
لكن الوضع اختلف مع العبد الشرّير... فما كان إذًا جواب السيّد؟ "كانَ عَلَيكَ أنْ تَضَعَ فِضّتِي على طَاوِلَةِ الصَّيارِفَة"، أي أنّه كان على العبد أن يتكلّم ويعظ وينصح. لكنّ جواب العبد كان: "قد لا يستمع إليّ الناس". وأمّا السيّد، فردّ قائلاً: "هذا أمرٌ لا شأن لك به... فَكانَ عَلَيكَ أَن تَضَعَ فِضَّتِي عَلى طَاوِلَةِ الصَّيَارِفَة، حَتّى إذَا عُدْتُ، ٱستَرجَعْتُ مَا لي مَعَ فَائدَتِهِ"- والمقصود هنا هو الأعمال التي تأتي نتيجةً لسماع الكلمة - وما كان عليك سوى أن تقوم بالجزء السهل من العمل وتترك لي المهمّة الأصعب". بهذه الطريقة فشل الخادم في مهمّته... لكن ما معنى هذا المثل؟ إنّ الذي حصل على نعمة الكلمة وتعاليمه خدمة للآخرين ولم يستخدم هذه النعمة، تؤخذ منه لاحقًا. أمّا العبد المتحمّس والوفي، فهو سيحصل على نعمة مضاعفة كما سيخسر الآخر النعمة التي حصل عليها.