مكاسب «قمة القاهرة للسلام»|عرض حقيقة ما يحدث في غزة.. وتأكيد ثوابت الحق الفلسطيني
في وقت تسعى آلة الدعاية الغربية لترويج الرواية الإسرائيلية عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة، واستهدافها المدنيين، وانتهاك القوانين والمعاهدات الدولية لحماية المدنيين أثناء الحروب والنزاعات المسلحة، مثلت قمة القاهرة للسلام التي احتضنتها العاصمة الإدارية الجديدة اليوم السبت، بحضور ممثلين عن 31 دولة إضافة للأمم المتحدة، تحولًا مهمًا في لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، وكشف عن تضليل الرواية الإسرائيلية عن حقيقة الصراع.
وتعكس سرعة استجابة قادة العالم للمشاركة في القمة، سواء من المحيط العربي أو من الدول الغربية والآسيوية والإفريقية، أهمية الدور المصري المحوري في العمل الإقليمي والدولي للبحث عن سبل السلام وتهدئة بؤر التوتر في المنطقة.
وأعادت القمة المصرية عن تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال، ووضع القضية الفلسطينية على رأس أجندة الاهتمامات الدولية، في وقت كان ينظر للصراع العربي الإسرائيلي على أنه بات من الماضي.
إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
وقال المحلل السياسي السعودي فواز العنزي، إن قمة القاهرة للسلام والاجتماع الطارئ الذي دعت له مصر لكشف ما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيون من هجمات وحشية تنتهك القوانين والمعاهدات التي تحمي المدنيين خلال الحروب ينبع من استشعار جمهورية مصر العربية للخطر، وضرورة وضع حد لمثل هذه الجوانب، خاصة الجانب الإنساني وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف العنزي في تصريحات لـ"الدستور"، أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد في كلمته أمام القمة موقف المملكة العربية السعودية التاريخي من هذه القضية، وتطرق إلى الواقع الذي تتعرض له غزة من هجمات بعيدة عن الإنسانية، لافتًا إلى أن المملكة تؤيد وضع حد فاصل لهذه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ومحاولة تهجيرهم من أراضيهم.
وأشار المحلل السياسي السعودي، إلى أن القمة تمثل ضغطًا على الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ قرارات تفضي إلى السلام في الشرق الأوسط، في وقت يدفع الغرب الأمور نحو التصعيد عبر ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا المصيرية العربية.
وأكد العنزي أن تلبية الدول التي حضرت القمة تأتي من أهمية هذا الحدث الذي دعت له مصر، ويصب في مصلحة القضية الفلسطينية، والتمسك بالأراضي الفلسطينية، واحترام قرارات الشرعية الدولية، للوصول إلى سلام حقيقي يستند إلى مبادرة السلام العربية منذ العام 2002، وسلام عادل وشامل يعيد للفلسطينيين أراضيهم المحتلة.
قضية العرب الأولى بحاجة إلى الدعم
واتفق معه البرلماني الكويتي السابق طلال السعيد، بقوله، إن انعقاد القمة وبهذه الصورة بحد ذاته يعتبر إنجازًا نحيي عليه جهود القيادة المصرية، ونحيي كذلك الحضور، فقد حرصت أغلب الدول على أن تكون متواجدة بغض النظر عن مستوى التمثيل.
وأضاف السعيد في تصريحات لـ"الدستور"، أن قضية العرب الأولى بأمس الحاجة إلى الدعم السياسي، مثل حاجتها إلى الدعم المادي والعسكري، ولا بد أن يكون لهذه الدول المجتمعة موقف جاد وكلمة يسمعها العالم كله، وكل حرب لا بد أن تعقبها مفاوضات تنهي حالة التوتر، لذلك نحن نركز على الجهد والدعم السياسي من أجل حل شامل يرضي جميع الأطراف.
وتابع السعيد: "نحن لا نشك بنصر الله والفتح كما جاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية، لكننا نبحث الآن عن حل مناسب يحافظ على أرواح أهل غزة والفلسطينيين بشكل عام، بعد أعنف مواجهة في التاريخ الحديث".
وأشار إلى أن نتائج القمة مرضية، وليس بالإمكان أفضل مما كان، والأهم الآن حقن دماء الفلسطينيين، والعمل على دخول المساعدات إلى غزة بأي طريقة، والأفضل عن طريق رفح المصرية.
واختتم: "ليس في صالح المجتمع الدولي، ولا حتى في صالح إسرائيل نفسها، التوتر الحاصل حاليًا، فالتكلفة عالية جدًا على العالم كله، والجنوح إلى السلم أصبح مطلب العالم".