الكنيسة المارونية في مصر تحتفل بذكرى القديس مار شلّيطا الشهيد
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار شلّيطا الشهيد ، واسمه الأصلي ارتيميوس وقد لقّب بالحاكم والمسلِّط أي "شليطا" باللغة الآرامية. كان من أقارب الملك قسطنطين فولاّه على مصر. ولما تملّك يوليانوس الجاحد أمَرَ بعذابه فمات شهيداً سنة 363. يقال إنه جُلِد ودهن جسده بالعسل فلدغته الزنابير ثم جُرَّ بأذناب الخيل، وربما تطلب شفاعته لعلاج الحيوانات بسبب ذلك. عبادته شائعة في لبنان وعلى اسمه كنائس عديدة.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: هذا هو ملكوت الله المحتجب: كما هو محتجب في الوقت الحاضر، هكذا سيُكشف عنه في الوقت المناسب. يظنّ الناس أنّهم سادة هذا العالم وأنّهم يستطيعون القيام بكلّ ما يريدونه... في الواقع، "لا يَزالُ كُلُّ شَيءٍ مُنذُ بَدءِ الخَليقَةِ على حالِه" ظاهريًّا؛ لذا، يتساءل المشكِّكون: "أَينَ مَوعِدُ مَجيئِه؟". لكن في الوقت المحدّد، سوف يكون هناك "تجلّي لأبناء الله"، "والصِّدّيقونَ يُشِعّونَ حِينَئذٍ كالشَّمسِ في مَلَكوتِ أبيهِم"
حين ظهر الملائكة للرعاة، كان ذلك الظهور مباغتًا. كانت تلك الليلة تشبه أيّة ليلة أخرى، كما كانت الليلة التي أبصر فيها يعقوب الحلم تشبه أيّة ليلة أخرى؛ كان الرعاة يسهرون على قطعانهم ويشهدون على مرور ساعات الليل، وكانت النجوم تتبع مسارها، كان منتصف الليل؛ لم يكونوا يفكّرون في أمر كهذا حين ظهر لهم الملاك. هكذا تكون القدرة والفضيلة المحتجبتان في المنظور: إنّهما تظهران إلى العلن حين يقرّر الله ذلك.
مَن يستطيع أن يتخيّل قبل شهرين أو ثلاثة من حلول الربيع أنّ الطبيعة التي تبدو مَيْتَة، سوف تستعيد روعتها وتنوّعها؟ إنّ الأمر مماثل بالنسبة إلى الربيع الأبدي الذي ينتظره جميع المسيحيّون؛ فهو آتٍ مهما تأخّر. فلننتظره لأنّه "قَليلاً قَليلاً مِنَ الوَقْت فيَأتي الآتي ولا يُبطِئ" لذا، نقول كلّ يوم: "ليأتِ ملكوتك"؛ وهذا يعني: "يا راعيَ إِسْرائيلَ، أَصغِ يا هادِيَ يوسُفَ كالقطيع يا جالِسًا على الكَروبينَ، أَشرِقْ. أَمامَ أَفْرائيمَ وبَنْيامينَ ومَنَسَّى أَيقِظْ جَبَروتَكَ وهَلُمَّ لِخَلاصِنا" إنّ الأرض التي نرى لا ترضينا؛ فهي ليست سوى بداية ووعد بالملكوت. حتّى حين تبدو بأبهى حلّتها، مكسوّة بأنواع الزهور كلّها، وحين تظهر بالطريقة الأروع كلّ ما تخفيه، فهذا لا يكفينا. نحن نعرف أنّها تحتوي على أمور أكثر بكثير ممّا نراه.... ما نراه ما هو إلاّ القشرة الخارجيّة للملكوت الأبديّ. وعلى هذا الملكوت نركّز عيون إيماننا.