قيادي كاثوليكي بالأردن: نتضامن مع غزة ونرفض تهجير الفلسطينيين
قال الأب الدكتور رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالأردن، إنّه بسبب العلاقات الوثيقة التي تربط الأردنيين بفلسطين، فإنّنا في المملكة نشعر باهتمام كبير بالقضيّة الفلسطينيّة، لانّنا نشهد على معاناة الشعب الفلسطيني منذ سنوات عديدة، وبأنّ القضايا الرئيسيّة ما تزال من دون حلّ لغاية اليوم.
القضايا الجوهريّة
وأشار الأب بدر في تصريح صحفي له، إلى بعض القضايا الجوهريّة، وهي: احتلال مدينة القدس، الاستيطان في الضفة الغربيّة، عودة اللاجئين، تقاسم المياه، الجدار الفاصل في الضفة الغربيّة المحتلة، وترسيم الحدود، لافتًا إلى أنّ التطرّق إلى واحدة فقط من هذه النقاط تسبّب تعقيدات سياسيّة كبيرة. ومع ذلك، أكد الأب بدر أنّ الحلّ النهائي للصراع لا يمكن أن يتجاهل أيًا من هذه الأمور.
ولفت الكاهن في البطريركيّة اللاتينيّة إلى أنّ هنالك "عددًا قليلاً من المسيحيين في غزة، لكنهم مندمجون بشكل جيّد في المجتمع. وهم يخدمون الناس بفضل وجود العديد من الكنائس والمؤسّسات الإنسانيّة. لكن الظروف التي يعيشون فيها هي غير إنسانيّة".
وأدت الحرب الإسرائيلية الدائرة على غزة، منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس، إلى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني، ونحو 14 ألف مصابا. في حين أن سكان القطاع في حاجةٍ ماسة إلى المساعدات الإنسانيّة، وخاصة الغداء والماء، بعد التطبيق الإسرائيلي لسياسة العقاب الجماعي.
وعقب الهجوم على المستشفى، ألغي اللقاء المقرّر بين الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن. وبدلاً من ذلك، توجّه الملك إلى القاهرة للتباحث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أكد البيان المشترك على "موقف الأردن ومصر الموحد الرافض لسياسة العقاب الجماعي من حصار أو تجويع أو تهجير للأشقاء في غزة"، وبأنّ "أية محاولة للتهجير القسري إلى الأردن أو مصر مرفوضة".
وحول هذا الموضوع، قال الأب بدر: "هنالك 35 جنسية مختلفة في الأردن. في السنوات الأخيرة، استقبل الأردن اللاجئين من سورية والعراق، لأنّه والحمد لله، مملكتنا مستقرّة. ولكن على غرار مصر، فإنّنا لا نريد أن يهجّر الفلسطينيون. نريد أن تكون لديهم دولتهم المستقرة والمستقلة في المستقبل".
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إنّ "التهجير الفلسطيني خط أحمر بالنسبة للأردن"، مضيفًا أنّ التهجير القسري للسكان يُعدّ انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، وبأنّ أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية هو بمثابة إعلان حرب.
وأضاف: "لقد كان الأردن دائمًا ملتزمًا بدبلوماسيّة السلام، لكن بالمقارنة مع الماضي، فقد أصبح مناخ اليوم مختلفًا. إنني تذكر أعمال العنف التي شهدتها الانتفاضة الأولى عام 1987، والتي أعقبها مؤتمر مدريد عام 1991، ثم اتفاقات أوسلو عام 1993".
وأوضح أنّه "في ذلك الوقت، كان هناك تفاؤل كبير، وأمل في أن تتحسن الأمور. أما اليوم، فإنّه على العكس تمامًا. ليست هناك ثقة في المستقبل، ولا تتم معالجة حتى المشاكل الإنسانيّة الأساسيّة. ندعو الله لكي تتغيّر الأمور، وأن تأتي أوقات أفضل، حتى لو كانت صعبة، لأنّ مستوى العنف المرتفع الذي نشهده يخيّم على مشاعر الأمل".
ولكن عنصرًا آخر كان مفقودًا في العقود الثلاثة الماضية، ألا وهو الدبلوماسيّة.
ويشير الأب رفعت بدر إلى أنّه ومنذ التوقيع على اتفاقات أوسلو، لم تعد هناك مفاوضات. كان ينبغي أن يكون هناك وزارة تابعة للسلطة الفلسطينيّة لهذا الغرض فقط، لكنها لا يشغلها أحد اليوم. لم يتم طرح أي شيء على طاولة المفاوضات. وهذا يجعلني أتساءل: من أخذ طاولات المحادثات؟ وإلى أين ذهب بها؟".