منتدى الحزام والطريق
بالتزامن مع الاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاق مبادرة إحياء طريق الحرير، أقيمت فعاليات الدورة الثالثة لـ«منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى»، فى العاصمة الصينية بكين، بمشاركة عدد كبير من قادة الأعمال وممثلى ١٣٠ دولة، من بينها مصر، التى أكدت، بلسان رئيس وزرائها، أنها ستواصل القيام بدورها التاريخى والرائد، فى دعم السلام والاستقرار، على المستويين الإقليمى والدولى، وتعزيز الجهود المشتركة لدفع التنمية العالمية، بالتعاون مع دولة الصين الصديقة، ودول المبادرة، وشركائها الدوليين.
كانت مصر من أولى الدول التى انضمت إلى «مبادرة الحزام والطريق»، وقامت بتنفيذ العديد من المشروعات ذات الأولوية الوطنية، التى تتسق فى الوقت ذاته مع أهداف المبادرة، خاصة فى ضوء موقع مصر الجغرافى المتميز، الرابط بين قارات العالم الثلاث، والذى عززته المشروعات التنموية الكبرى، مثل توسعة قناة السويس، وتحديث ورفع كفاءة الموانئ البحرية وزيادة عدد الأرصفة بها، وإنشاء الموانئ الجافة وشبكة متقدمة تمتد لآلاف الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية. ومن هذا المنطلق، أعرب رئيس الوزراء، فى كلمته خلال جلسة رفيعة المستوى، عنوانها «الربط فى اقتصاد عالمى مفتوح»، عن ترحيب مصر بأن تكون مركزًا إقليميًا لوجستيًا، لتسهيل حركة الشحن والتجارة بين دول المبادرة، التى تتشارك معها آمال وتطلعات تحقيق التنمية الشاملة والعادلة، وبناء مستقبل أفضل لشعوبها.
نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، شارك الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فى فعاليات المنتدى، على رأس وفد ضم وزراء التعاون الدولى، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسفيرنا فى الصين. وعلى هامش الفعاليات، اجتمع مع تشاو له جى، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، وديلما روسيف، رئيسة «بنك التنمية الجديد» التابع لتجمع بريكس، ولو تشاو هوى، رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائى الدولى، «سيدكا»، وشهد توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين فى مجال مبادلة الديون، من أجل تنفيذ مشروعات تنموية.
منذ إطلاقها، فى أكتوبر ٢٠١٣، عززت «مبادرة الحزام والطريق» التعاون الدولى متعدد الأطراف، وأكدت أهمية الشراكات الشاملة كآلية مهمة لتعزيز التعافى الاقتصادى، خاصة بين الاقتصاديات الناشئة، على مستوى العالم، وفى منطقة الشرق الأوسط. كما أثبتت أن الاستفادة من المبادرة، ومن الفرص الاقتصادية بين مصر والصين، إجمالًا، لم تكن لتتحقق لولا قيام دولة ٣٠ يونيو، بتوسيع نطاق الاستثمار فى البنية التحتية، منذ منتصف ٢٠١٤، وإطلاق العنان لإمكاناتنا الاقتصادية، سواء بخلق بيئة مهيأة وقوانين محفزة للاستثمار، أو بتوسيع الشراكات الفعّالة بين القطاعين الحكومى والخاص، وتحفيز تنفيذ المشروعات التى تلبى الأولويات الوطنية، وأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
فى قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين، استقبل الرئيس الصينى، صباح أمس الخميس، رئيس الوزراء والوفد المرافق له، بحضور عدد من كبار المسئولين الصينيين. وخلال اللقاء، نقل الدكتور مدبولى تحيات الرئيس السيسى، للزعيم الصينى، وسلمه رسالة منه، وأعرب عن تقدير مصر موقف الصين الداعم للقضية الفلسطينية، وتوافق الرؤى بين البلدين بشأن ضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ومنع توسع دائرة الصراع الجارى. كما وجّه رئيس الوزراء الشكر للدولة الصينية على دعم انضمام مصر إلى تجمع «بريكس»، لافتًا إلى أهمية دور هذا التكتل فى ظل الظروف العالمية الحالية. وأسعدتنا إشادة الرئيس الصينى بـ«التقدم الملحوظ» الذى حققته مصر فى بناء الجمهورية الجديدة، وتأكيده حرص بلاده على التعاون مع الدولة المصرية لحفظ أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
.. وتبقى الإشارة إلى أن «مبادرة الحزام والطريق» تهدف إلى تعزيز طرق التجارة، من خلال الاستثمار فى الموانئ والسكك الحديدية والطرق، للوصول إلى الأسواق بشكل أكثر كفاءة، وتعزيز القدرات الصناعية والابتكار والمعرفة التكنولوجية بين البلدان. والأهم، هو أنها تتسق مع أهداف «رؤية مصر ٢٠٣٠»، على مستوى تعزيز التعاون التجارى والاقتصادى وتحفيز التنمية الشاملة والمستدامة، وتوطين الصناعة، وزيادة أوجه التكامل والتواصل بين الشعوب و... و... وإتاحة الفرص الاستثمارية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التى تقع فى قلب الطريق البحرى للمبادرة، والتى أصبحت الصين أبرز المستثمرين فيها.