الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.. انتهاكات مستمرة من الاحتلال وتداعيات كارثية تهدد الجميع
لم يكن التصعيد الأخير في قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 الأول من نوعه، ولكن على مدار السنوات الماضية ليس فقط منذ نكبة 1948، ولكن قبلها لم يتوقف العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
ومن أبرز النتائج المترتبة على عدم إيجاد حلول سلمية نهائية للقضية الفلسطينية، والإهمال الدولي لضرورة الحرص على عدم تكرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع المحاصر ذو المساحة الجغرافية المحدودة، وهي هجمات تستخدم فيها قدرات عسكرية عالية التدمير من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
“الدستور” تستعرض في السطور التالية أبرز الحروب الإسرائيلية ضد غزة
الحرب الأولى: عملية الرصاص المصبوب من 27 ديسمبر 2008 لـ 18 يناير 2009
أطلقت القوات الإسرائيلية هذه العملية بهدف إيقاف عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وقد أسفرت الأنشطة العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد 1410 فلسطينيين، من بينهم 437 طفلا و111 امرأة، و123 من كبار السن، و14 من الطواقم الطبية، وإصابة ما مجموعة 4336 فلسطينيا، مقابل مقتل ثلاثة عشر إسرائيلي- من بينهم عشرة جنود، وإصابة 300 آخرين.
وكان اليوم الأول من هذه العملية هو الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الذين سقطوا في يوم واحد منذ عام 1948، حيث سقط في هذا اليوم 200 فلسطيني، وجرح أكثر من 700 شخص.
الحرب الثانية: عملية عامود السحاب من 14 وحتى 21 نوفمبر 2012
وأسفرت العمليات الجوية والبحرية الإسرائيلية فيها عن استشهاد 149 فلسطينيا، من بينهم 105 من المدنيين وجرح 1000 فلسطيني، من بينهم أكثر من 900 مدني مقابل مقتل 20 إسرائيليا وإصابة 600 آخرين، بجانب دمار وتضرر البنية التحتية في غزة بشكل كبير.
الحرب الثالثة: عملية الجرف الصامد من 8 يوليو 2014 لـ 24 أغسطس 2014
وأسفرت العمليات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية فها عن استشهاد 2322 فلسطينيا، من بينهم 530 طفلا و302 امرأة، و23 من الطواقم الطبية، و11 موظفا في الأمم المتحدة، بجانب جرح 10870 فلسطينيا، من بينهم 3303 أطفال و2101 امرأة، في المقابل قتل 72 إسرائيليا، من بينهم 64 جنديا، وجرح 2500 إسرائيلي.
الحرب الرابعة: عملية حارس الأسوار من 10 - 21 مايو 2021
أسفرت عن استشهاد 240 فلسطينيا، من بينهم كامل أفراد 20 عائلة، وإصابة نحو 1948 آخرين، من بينهم 60 طفلا و400 امرأة، مقابل مقتل 12 إسرائيليا وإصابة 330 آخرين خلال الغارات الجوية التي صاحبت هذه الحرب، كما تم تدمير 32 برجا سكنيا بشكل كامل، بجانب 1042 وحدة سكنية وتجارية، موزعة على 258 مبنى، وسبعة عشر منشأة طبية، و53 مدرسة.
الحرب الخامسة: عملية السهم والدرع من 9 إلى 13 مايو 2023
وأسفرت عن استشهاد 33 فلسطيني، وجرح 60 آخرين، في حين قتل في الجانب الإسرائيلي قتيل واحد وجرح سبعة آخرين.
الحرب السادسة: عملية السيوف الحديدية
بدأت منذ 7 أكتوبر 2023 وما زالت مستمرة حيث بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة. 2808 أشخاص من بينهم 936 امرأة و853 طفلا، بخلاف آلاف المصابين.
تداعيات استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
ومع استمرار هذا الوضع وعدم التحرك وسط تعنت إسرائيلي ضاربا بعرض الحائط جميع القوانين والأعراف الدولية، فالأمر ينطوي على مخاطر عدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي منها:
مخاطر إنسانية:
سيتسبب عدم إيجاد حلول سلمية ونهائية للقضية الفلسطينية في استمرار حالة استنزاف الشعب الفلسطيني على المستوى البشري والمادي خاصة في قطاع غزة، وهو وضع لا يمكن القبول به بعد الآن على المستوى الرسمي والشعبي الفلسطيني والعربي مخاطر إقليمية بالنظر إلى تزايد انخراط بعض الأطراف الإقليمية في الصراع الفلسطيني، سيؤدي عدم التوصل إلى حل نهائي لملف "حل الدولتين"، إلى وجود مخاطر دائمة بتوسع حالة.
تقلص نافذة الحل السلمي:
استمرار الوضع القائم، سينهى بشكل كامل وجود أية أصوات مؤيدة للحلول السلمية للقضية الفلسطينية، مقابل صعود الأصوات المؤيدة للحلول الميدانية، وهو ما سيضع المنطقة أمام احتمالات تكرر المشاهد الحالية في قطاع غزة خلال السنوات المقبلة.
مزيد من التشويه للشرعية الدولية:
الموقف الحالي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يمثل في حد ذاته مثال واضح على عدم احترام القرارات الدولية، وبالتالي استمرار حالة عدم تنفيذ ما سبق من قرارات أممية حول فلسطين، وتوسع إسرائيل بشكل أكبر في انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين، سيفقد المؤسسات الدولية تأثيرها، وسيجعل من إمكانية تدخل هذه المؤسسات في أي نزاع إقليمي أو دولي غير ذي أهمية.
تصفية القضية الفلسطينية:
غياب الحلول السياسية للقضية الفلسطينية، وعدم العمل على تطبيق حل الدولتين، يحمل في طياته احتمالات كبيرة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تنفيذ بعض المخططات الإسرائيلية لتهجير السكان الفلسطينيين من أراضيهم، وشرعنة الاستيطان والتوسع فيه.