المبادرة العربية للسلام 2002.. رؤية موحدة لدعم القضية الفلسطينية وإرساء السلام بالمنطقة
تعتبر المبادرة العربية للسلام 2002 من أهم المبادرات والرؤى في تاريخ القضية الفلسطينية، ورغم مرور أكثر من 20 عامًا على طرحها إلا أنها ما زالت ملائمة بقدر كبير لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية كاملة، وعاد الحديث بشأنها في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتعود المبادرة العربية للسلام لعام 2002، حينما دعا ولي عهد السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى تحديد شروطها، وتتمثل في انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربيىة المحتلة منذ 1967، تنفيذًا لقراري مجلس الأمن (242 و338) والذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.
تفاصيل المبادرة العربية للسلام 2002
وأطلق الملك السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز حينما كان وليًا للعهد خلال "قمة بيروت" عام 2002، المبادرة وقد وطالبت المبادرة إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي المحتلة في جنوب لبنان، وكان من بين أبرز بنودها التالي:
1- التوصل لحل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
2- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
3- قبول حكومة إسرائيل والإسرائيليين المبادرة العربية لحماية فرص السلام وحقنًا للدماء، بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنبًا إلى جنب.
وفي حال قبول إسرائيل لهذه المبادرة وتنفيذها ستقوم الدول العربية بعدة تحركات من بينها:
1- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيًا، والدخول في اتفاقية سلام مع إسرائيل تضمن تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.
2- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار السلام الشامل.
3- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
لماذا رفضت إسرائيل المبادرة العربية للسلام 2002
من جهتها، رفضت دولة الاحتلال المبادرة العربية، فقد أعلن أرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، عن رفض المبادرة بشكل قاطع على أساس أنه يتطلب من إسرائيل قبول عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، وأنه يتجاوز "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية.
وبعد ذلك جدد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، رفضه والحكومات السابقة أيضًا، فقد وصفها بأنها "فكرة عامة جيدة"، كما رفضها مجددًا مرة أخرى كأساس للمفاوضات في عام 2018.