ميجيل آنخل أستورياس.. زار فلسطين وبحيرة طبرية وخلدها شعرا
ميجيل آنخل أستورياس، الكاتب والشاعر الجواتيمالي، ورائد تجاه الواقعية السحرية، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1899، والحاصل علي جائزة نوبل العالمية للآداب، كان قد زار مصر وفلسطين خلال عمله الصحفي في باريس.
الأرض المقدسة مشاهد من أرض فلسطين
في العام 1932، زار ميجيل آنخل أستورياس، اليونان ومصر وفلسطين، وكان حصيلة زيارته هذه أن كتب محموعته الشعرية المعنونة بــ "الأرض المقدسة"، وفيه تحدث عن أبرز وأهم المناطق التي زارها في فلسطين، وهي، القدس ــ كنيسة القيامة ــ بيت لحم ــ شعفاط ــ مسجد عمر ــ السامرة ــ أريحا ــ وطبرية.
وتعد رواية "السيد الرئيس"، والتي كتبها ميجيل آنخل أستورياس عام 1946 وحصل بفضلها على جائزة نوبل في الأدب عام 1967. ــ بحسب المترجم محمود علي مكي ــ تعد هذه الرواية علامة بارزة في أدب أمريكا اللاتينية، ومع ذلك فقد بقيت محجوبة عن الوطن العربي حتى عام 1985 ربما لتشابه ظروف الرواية مع أحوال معظم الدول العربية.
استمد ميجيل آنخل أستورياس، مادة روايته من سنوات حكم "كابريرا" الذي حكم بلده جواتيمالا لعشرين سنة حكما دكتاتوريا غاشما.
بيد أن المؤلف يعمد إلى الصور البلاغية الجديدة في تصوير شخصياته، ويغلف روايته بستار شفاف من السخرية والواقعية السحرية وفولكلور السكان الأصليين للقارة، مما جعل من هذه الرواية درة أعماله التي توجت بفوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1967.
نتاج ميجيل آنخل أستورياس الأدبي
فضلا عن روايته "السيد الرئيس"، كتب ميجيل آنخل أستورياس، وألف العديد من المؤلفات الأدبية، والتي اتسمت بطابع السحرية الواقعية الذي تميز به أدب أمريكا اللاتينية الروائى، بل وسار علي نهجه كتاب زمريكا اللاتينية فيما بعد أمثال ماركيز، ساراماجو وغيرهم.
ومن رواياته نذكر روايات: "الريح القويةــ بشر الذرة ــ البابا الأخضر ــ أساطير من جواتيمالا ــ العاصفةــ عيون المدفونين ــ خلاسية ما ــ رامة الشحاذ ــ اللص الذي لا يؤمن بالسماء"، وغير ذلك الكثير.
ومن أعماله الشعرية مجموعات: "رسائل هندية"، "سهرات ربيع نيرة"، وله مجموعة قصصية بعنوان "مرآة ليداسال وقصص أخرى، رومانيا اليوم".
ماهر البطوطي أبرز مترجمي أستورياس
وفي دراسة له، يذهب المترجم الكبير ماهر البطوطي، وهو من أبرز المترجمين الذين قدموا أعمال ميجيل آنخل أستورياس، إلى القارئ العربي والمكتبة العربية، يذهب "البطوطي" إلى أن: "اهتم أستورياس، بالثقافة الشعبية والتاريخ التراثي لهنود قبائل المايا، ونجم عن ذلك كتابه «أساطير من جواتيمالا»، ولكن عودة إلى أستورياس الشاعر، فله قصائد مترجمة إلى العربية، وتتحدث هذه القصائد عن مدن فلسطينية كان زارها أستورياس، لا بل تتحدث إحدى قصائده عن زيارته لبحيرة طبريا التي اختفت أو تكاد تختفي الآن عن وجه الخريطة.. يقول في قصيدة «طبرية»: «في هذه البحيرة الزرقاء/ حيث تحلّق طيور ودودة/ وعلى المياه تسري انعكاسات شمس تضاعف خطى قدميها/ المعمّدتين في نهر الأردن».