قمة القاهرة.. هل تنجح الجهود المصرية فى وقف انتهاكات الاحتلال؟
تسابق القاهرة الزمن لوضع حد لانتهاكات جيش الاحتلال في قطاع غزة المحاصر، عبر الدعوة لمؤتمر إقليمي ودولي للنظر في المسألة، وخلق توافق للوصول إلى تسوية عادلة للصراع في المنطقة، وسط استمرار انتهاكات الاحتلال بحق المدنيين في غزة.
وقال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن ما آلت إليه الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، والحرب الشرسة الدائرة، والجريمة الكبرى التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني، دفعت الرئيس عبدالفتاح السيسي لعقد قمة إقليمية دولية للنظر في الأمر.
وأضاف الحرازين، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه على مدار الأيام السابقة أجرى السيسي عددًا كبيرًا من الاتصالات مع قادة دول العالم والمنطقة العربية، مع استمرار العدوان والحرب، وما تنذر به الأوضاع من كوارث، سواء على المنطقة أو على الشعب الفلسطيني.
وتستضيف مصر، السبت المقبل، قمة إقليمية ودولية لبحث مستقبل القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في غزة، في ظل أوضاع مشتعلة بالجبهة الإسرائيلية الفلسطينية.
وقرار استضافة القمة يأتي بعدما أعلن مجلس الأمن القومي المصري، خلال اجتماعه الأحد، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي عن نية مصر توجيه الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، التي لاقت استجابة كبيرة.
وأوضح القيادي بحركة فتح، أن هناك مخاوف من كوارث صحية وبيئية وإنسانية فى ظل حالة الحصار المفروض على قطاع غزة، وسياسة العقوبات الجماعية التى فرضتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وتابع الحرازين بقوله: أمام هذا التحدي وحجم الخسائر الكبيرة بالأرواح والمنشآت والأبراج السكنية واستمرار القصف بالطائرات والمدفعية الثقيلة، ما دفع مصر للتحرك منذ اليوم الأول للعدوان، على الصعيدين السياسي والإغاثي، لكن الأمور بحاجة إلى تكاتف الجهود الدولية والإقليمية، لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية وإغاثية لإدخال الوقود والمساعدات.
إنهاء الصراع
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أنه لا بد من البدء بوضع رؤية إقليمية دولية لإنهاء الصراع القائم، وإيجاد خطة تحرك إقليمي دولي للعودة لطاولة المفاوضات وتحقيق السلام؛ لأنه دون حل للقضية وإنهاء الاحتلال لن يكون هناك أمن أو استقرار بالمنطقة.
وشدد، على أنه في حال غياب هذه السبل، سوف تتجدد الحرب والتصعيد كل فترة زمنية، ولذلك فالمطلوب إيجاد تفاهم يستند لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال.
وقال الحرازين، إن التحرك المصري مستمر ومتواصل من قبل القيادة المصرية مع كل الأطراف الدولية والإقليمية والعربية، وهذا ليس بالجديد على مصر التي دائما فى كل مرة يكون هناك تصعيد تتدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ولذلك فى هذه المرة التي جرت بها الحرب مصر تحاول، ولكن ذلك يحتاج إلى جهد أكبر ومشاركة دولية للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، والذهاب لوقف إطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية.
وأكد أن ردع الاحتلال بحاجة إلى موقف عربي وإقليمي ودولي حازم في ظل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم تصنف وفقًا للقانون الدولي بجرائم الحرب والإبادة، والتي يحاسب عليها وفقًا لميثاق روما الأساسي، لأن كل ما تقوم به إسرائيل يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، ولذلك لا بد من توحد الجهود وتضافرها لردع دولة الاحتلال ومنع المزيد من ارتكاب الجرائم التي تواصل ارتكابها.
فرنسا تؤيد عقد قمة القاهرة
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، عن تأييد بلادها اقتراح مصر الخاص بعقد اجتماع لقادة بعض الدول العربية والأوروبية المعنية بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى، بالإضافة إلى الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن، لبحث الأوضاع فى المنطقة.
جاء ذلك خلال لقاء وزير خارجية فرنسا، اليوم الإثنين، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى، ضمن زيارتها للبنان.
وعبرت كولونا عن قلقها من الأوضاع فى المنطقة، مؤكدة أن فرنسا تبذل جهدًا لإيجاد إطار حل للقضايا المطروحة حاليًا، والبحث فى الحلول التى تمنع التصعيد غير المحسوب.
وشددت على ضرورة تلافى الحسابات الخاطئة، والعمل على إبقاء جنوب لبنان خارج التشنجات، لافتة إلى أن الصراع الراهن "قد يمتد لمهلة غير محددة".
قلق روسي من حرب إقليمية
من ناحيته، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، عن قلقه من زيادة كارثية لعدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة، ومن تصعيد محتمل للنزاع بين الاحتلال وحركة حماس ليتحول إلى حرب إقليمية.
وأفاد الكرملين أن بوتين عبر عن قلق بالغ إزاء التصعيد على نطاق واسع للأعمال العدائية، مصحوبًا بزيادة كارثية لعدد الضحايا المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، خلال محادثات هاتفية مع نظرائه الإيراني والمصري والسوري والفلسطيني.
طرد السفير الإسرائيلي من كولومبيا
في الأثناء، طلب وزير الخارجية الكولومبي ألفارو ليفا، اليوم الإثنين، من السفير الإسرائيلي في بوغوتا "الاعتذار والمغادرة"، بعد رد الدبلوماسية الإسرائيلية على تصريحات للرئيس غوستافو بيترو تناول فيها الحرب بين حماس وإسرائيل.
ووصف ليفا على حسابه على منصة إكس تصريحات السفير غالي داغان ردًا على بيترو بأنها "وقاحة مجنونة".
كان الرئيس الكولومبي شبّه الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة باضطهاد النازيين لليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
وأثار إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الإثنين الماضي عن فرض "حصار كامل" لمنع وصول الغذاء والوقود إلى غزة التي يسكنها 2.3 مليون شخص إدانات دولية. وقال غالانت إن إسرائيل تقاتل "أناسًا متوحشين".
وكتب بيترو ردًا على هذا التصريح: "هذا ما قاله النازيون عن اليهود. لا يمكن للمجتمعات الديمقراطية أن تسمح للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية"، مضيفًا أن خطاب الكراهية من شأنه أن يؤدي إلى "محرقة"، ردًا على تصريحات غالانت التي تم تداولها على نطاق واسع.