سمر طاهر: اختيار كتابى للمنهج التربوى أسعدنى.. والجوائز مهمة فى حياة الكاتب (حوار)
تم اختيار كتابها "يدا بيد" ليدرس في المنهج التربوي لطلبة المرحلة الإبتدائية، وفازت مؤخرا بجائزة روايات مصرية للجيب عن قصتها " مطعم في بيت هالة"، هي كاتبة الأطفال والسيناريست سمر طاهر التي التقتها الدستور وكان هذا الحوار..
أصدرت أخر عمل لك للطفل بعنوان يدا بيد.. علام تعمل سمر طاهر بعد هذا الكتاب؟
أصدرت بالفعل آخر عمل للأطفال مع دار مرح للنشر تحت عنوان "يدا بيد" وهو كتاب أعتز به، من رسوم الفنانة المصرية هيام صفوت، وما يميز الكتاب هو حكيه لقصة أساسية من خلال النص، وقصص أخرى في الخلفية من خلال الرسوم، عن عدد من الجيران يتعاونون لإنقاذ قطة صغيرة، كل واحد فيهم بحسب إمكاناته وقدراته، والقصص الخلفية المختبئة في صفحات الكتاب كلها تفيد نفس المعنى وهو قيمة التكامل، ولا يخلو الكتاب من المرح والفكاهة وهو ما أحرص عليه في معظم قصصي. والخبر الذي أسعدني هو اختيار الكتاب ليكون ضمن المنهج التربوي لأطفال المرحلة الابتدائية في إحدى المدارس الدولية بالقاهرة.
الاعتماد على الصورة والكتابة لتوجيه الطفل.. كيف ترين استجابات الأطفال للتوجيه من الكاتب؟
وهنا أحب التنويه عن أهمية الرسوم بالنسبة لأدب الطفل، حيث يكمل الرسم معاني الكتاب ويضيف إليها، فليس مهمته أن يطابقها أو يكررها.
أما عن الطفل كمتلقي، ومن ردود الأفعال التي أشاهدها عندما تصل كتبي للصغار، أو خلال جلسات الحكي معهم، فهو متلقي ناقد بطبيعة الحال، ومتحمس ولديه شغف، يفاجئك أنه يعلم أكثر منك، ولا يصح أبدا الاستهانة به، بل يجب الإصغاء إليه قبل محاولة مناقشة أي فكرة معه، والإقناع أمر مهم في ترسيخ أي قيمة لدى الأطفال، وما أحرص عليه الآن هو طرح أسئلة من خلال نصوصي، وليس تقديم إجابات.
فزت بمسابقة روايات مصرية للجيب في أدب الطفل، ما الذي تمثله المسابقة لسمر طاهر وما الذي تمثله الجوائز في العموم للكاتب؟
سعدت جدًا بالجائزة التي حصلت عليها مؤخرا من المؤسسة المصرية الحديثة والتي تصدر سلسلة روايات مصرية للجيب، وأوجه شكري للقائمين عليها حيث تم منحي جائزة عن قصة "مطعم في بيت هالة"، والتي تخاطب الأطفال في سن الطفولة المبكرة، والقصة تقدم قيمة مهمة بطريقة غير مباشرة، حيث تكتشف الطفلة هالة من خلال تجربة مع والدها، أن في بيتها يوجد الكثير من الموارد التي يمكن استغلالها من أجل صنع أشياء تحبها، فقط ببعض التفكير والتعاون، والقصة تعلم قيمة تعظيم الموارد، وأهمية تعاون أفراد الأسرة في الأعمال المنزلية وإضفاء روح المرح عليها مما يزيد الترابط الأسري، وكذلك ضرورة حرص الآباء على الاقتراب من أبنائهم وقضاء وقت قيم معهم واللعب معهم، فهذه المهمة ليست مقتصرة على الأمهات.
وشرفت باستلام جائزتي التي سلمها لي الناشر الكبير مصطفى حمدي، والكاتبة الصحفية الكبيرة نوال مصطفى، وسط كوكبة من الأدباء والقائمين على دور النشر وتحت رعاية وزيرة الثقافة بدار الأوبرا المصرية، وما أسعدني هو تخصيص جائزة لأدب الطفل، بالإضافة لفروع الرواية، والقصة القصيرة، والسيناريو.
وفي الحقيقة الجوائز مهمة لأي كاتب، صحيح أنه ليس بالضرورة أن يحصل كل عمل أدبي جيد على تقدير أو جائزة، ولا يجب أن يصيب ذلك أي مبدع بالإحباط، فهناك معاير كثيرة لجودة الإبداع وتفرده، ولكن عندما تأتي الجائزة فإنها بمثابة صوت يخبرك أنك تمشي في اتجاه صحيح، وأن مجهودك مقدر، وبالتالي تدفعك للمزيد من الإبداع لأجل الجمهور النهائي للكتاب وهو بالطبع القارئ بشكل عام، أو الطفل في حالة كتب الصغار، وهو جمهور حساس جدا في تلقيه لأي إبداع.
هذا التحفيز الذي تقدمه الجائزة، هو أمر هام خاصة في مجال الكتابة، لأنها عملية معقدة تحتاج لدأب، ولا يحقق الكاتب عادة نتائج يتمناها إلا بعد سنوات من العمل المستمر والتجربة والخطأ وإعادة المحاولة من أجل اكتساب المهارات وتطويرها، فالكتابة نفسها هي "عملية مستمرة من إعادة الكتابة" كما يقال دائما.
كيف ترين أدب الطفل المصري بمقارنة بدول أخرى.. وهل نحن في حاجة لترجمة قصص الأطفال؟
أدب الطفل بمصر يحتاج للمزيد من الدعم، فأعتقد أننا ليس لدينا ما يكفي من الكتب المقدمة للصغار، ولا أقصد من حيث الكم فقط، بل من حيث تنوع الموضوعات المطروحة، وحداثتها، ولكن الأمر قد تحسن في السنوات الأخيرة وخاصة على صعيد كتب اليافعين، وهناك تحدي يواجه القائمين على الكتابة والنشر بشكل عام، فالشاشات العديدة أصبحت منافسا قويا للنص المقروء، بل أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منافسا قويا للتلفزيون كوسيط، فما بالنا بالكتب، لذلك علينا تطوير النصوص المقدمة وإخراجها أيضا بشكل جذاب، ومحاولة عمل كل ذلك بسعر يُمكن الجمهور من اقتناء الكتاب أو حتى قراءته الكترونيا.
وبالنسبة لترجمة كتب من لغات أخرى، فهذا الأمر ليس له علاقة بمدى ازدهار الأدب لدينا، فعملية الترجمة جزء أساس من نقل المعارف بين الثقافات، ولا تعنى وجود قصور أو نقص نسده من خلالها، بل هي تمشي جنبا إلى جنب مع الإنتاج الإبداعي المحلي، ولا تعارض بينهما.
تقدم الكوميكس في الفترة الأخيرة وهناك دور نشر تعمل على ترجمته.. هل الكوميكيس المصور يدخل في نطاق أدب الطفل والمراهقين وكيف هي حاجة القارئ المصري له؟
الكوميكس والكتب المصورة وغيرها هي أنواع أدبية موجودة وليست مستحدثة، لكن ربما هناك في آخر سنوات اهتمام بها وبالتالي إنتاجات متزايدة لها، وهي بالفعل مناسبة للفئات العمرية الأكبر، ويظهر فيها مفهوم التسلية المعلوماتية، فمتعة القراءة فيها كبيرة وتعتمد على جذب القارئ بالرسوم الجذابة والطريفة وهذا ليس عيب، بل ميزة، ولا يجب أن يخلو أي كتاب أو عمل أدبي مقدم لجمهور من المتعة أو التسلية فهي قيمة مهمة ولا تتعارض مع أن يكون بالعمل المقدم معنى ينقله بطريق غير مباشر.
ما الكتاب الذي تعملين عليه حاليا؟
منذ تقديم كتابي لليافعين "آخر نهار في العالم" والذي رسم غلافه ورسومه الداخلية الفنان محمد توفيق، وأنا أتمنى تقديم نص آخر جديد لتلك الفئة العمرية، حيث وجدت إقبالا على الكتاب من قراء اعتادوا قراءة كتب أجنبية فقط، لاعتقادهم أنه لا يوجد كتب عربية جيدة تلائم المراهقين، وهو ما قيل لي صراحة من إحدى الأمهات، والحقيقة أنه بالفعل توجد كتب عربية جيدة لليافعين حيث أصبح هناك اتجاه متزايد للاهتمام بتلك الفئة العمرية التي لا تصنف كأطفال ولا ككبار، لكنهم في حاجة لأعمال أدبية تلائمهم، والكتابة لهم ممتعة بالنسبة لي، فأي كتاب للأطفال أو للمراهقين هو بالضرورة كتاب ممتع للكبار أيضا، واستمتع بكتابته ومن ثم قراءته، لكن في مشروعي القادم لليافعين ستكون القصة معاصرة تدور في الوقت الحالي بكل مستحدثاته وتحدياته، وقد استمتعت بكتابة قصة "آخر نهار بالعالم" أيضا، فبينما هي قصة خيالية تدور في زمان ومكان غير محددين، وتعتمد على الفانتازيا، إلا أنها أيضا تعالج موضوع مهم وهو العلاقة بين أفراد الأسرة والتحديات التي تصنعها الاختلافات بين شخصياتهم ورؤيتهم للحياة.