تشريد أكثر من 1.2 مليون.. وتدمير ألف وحدة سكنية و14 مركزًا طبيًا فى غزة
أعرب السفير الفلسطينى لدى القاهرة، دياب اللوح، عن شكره الرئيس عبدالفتاح السيسى على جميع الجهود التى تبذل من دعم وإسناد القضية الفلسطينية، خاصة فى ظل هذه الظروف العصيبة.
وشدد، خلال مؤتمر صحفى من القاهرة، على أن اللحظات العصيبة التى يواجهونها كفلسطينيين تتطلب إنهاء الانقسام الفلسطينى، وأن يكونوا على قلب رجل واحد والعمل كتفًا بكتف تحت رعاية مصرية، مرحبًا بأى جهود تساند الجهود المصرية فى إتمام المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون ملتزمة بالشرعية الدولية.
وقال إن الشعب الفلسطينى يتعرض حاليًا لحرب إبادة جماعية ممنهجة من قبل إسرائيل تستهدف وجوده بشكل أساسى، كما ترتكب قوات الاحتلال جرائم بشعة ومجازر دموية ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى جميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن إسرائيل تنفذ تدميرًا ممنهجًا للبنية التحتية، عن طريق استهداف المبانى والمستشفيات والمدارس والمساجد فى قطاع غزة، مشيرًا إلى تدمير حوالى ١٤ مركزًا طبيًا بشكل كامل من قبل قوات الاحتلال.
وشدد على صعوبة الأوضاع الراهنة فى غزة مع وجود نقص حاد فى المواد الطبية وانقطاع التيار الكهربائى والمياه بشكل كامل، مع فرض قوات الاحتلال الحصار على القطاع، ما يعوق إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المتضررين من هذه الأحداث الراهنة التى يتعرض لها سكان غزة، واصفًا الوضع على الأرض فى غزة بـالكارثى.
وحذر الدبلوماسى الفلسطينى من مغبة انزلاق الأوضاع إلى منزلق خطير بسبب الممارسات الإسرائيلية العنصرية التى تنفذها ضد الشعب الفلسطينى، خاصة فى الضفة الغربية ومدينة القدس، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقوم بإطلاق يد وإرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطينى.
وأدان جميع الممارسات الإسرائيلية التى تنفذها فى الضفة الغربية، من عمليات قتل وتهجير واقتحامات للمسجد الأقصى، بهدف تقسيم وتهويد مدينة القدس المحتلة.
وطالب بفتح ممرات إنسانية بشكل سريع وعاجل؛ لضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والبترولية إلى قطاع غزة، وإعادة ربط قطاع غزة بالتيار الكهربائى والمياه الصالحة للشرب، بعد توقف عمل الأبراج المحلية التى تعمل بالكهرباء بسبب نفاد السولار.
وحذر الدبلوماسى الفلسطينى، إسرائيل من عواقب استمرارها فى قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة بشكل كامل، ومنها انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين.
وأشار إلى ما ترتكبه إسرائيل على مرأى ومسمع من العالم أجمع، سواء من حرب وإبادة جماعية أو جرائم بشعة ومجازر دموية، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين وآلاف العمارات والمبانى السكنية، وأكثر من ٣٠ ألف وحدة سكنية، وتشريد أكثر من مليون و٢٠٠ ألف مواطن فلسطينى الذين أصبحوا دون مأوى، مع تهجير المواطنين.
وأضاف: «نحن نرفض رفضًا قاطعًا تهجير المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم وأماكن سكناهم إلى مناطق أخرى داخل قطاع غزة؛ لأن هذا يتناقض مع القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى واتفاقية جنيف الـ(٤)، كما نرفض تهجير المواطنين الفلسطينيين وإخلاء المستشفيات وتدمير البعض منها وازدواجية المعايير الدولية».
ودعا المجتمع الدولى للتدخل الفورى والعاجل لوقف العدوان الإسرائيلى الدموى المستمر ضد شعبنا فى قطاع غزة وفى أنحاء الأراضى الفلسطينية والضفة الغربية والقدس، مع توفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطينى من بطش قوات الاحتلال الإسرائيلى، كما طالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته التاريخية والسياسية والأخلاقية والإنسانية بالعمل الفورى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لدولة فلسطين.
وأكد باسمه واسم الشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية التزام بلاده الكامل بالمرجعيات والقرارات الدولية، والتزامها بالمبادرة العربية للسلام التى نتمسك بها ونطالب بتنفيذها.
وقال السفير الفلسطينى إن إسرائيل طلبت من السكان فى شمال قطاع غزة الخروج من منازلهم والتوجه إلى الجنوب، وهو أمر مرفوض يتناقض مع القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى واتفاقية جنيف الرابعة.
وأضاف أن مَن خرجوا وتوجهوا إلى جنوب قطاع غزة تعرضوا للقصف، موضحًا أن الطيران الحربى الإسرائيلى قصف قافلة من النازحين، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات.
وتابع: «نرفض التهجير ونرفض دفع الناس للتوجه نحو الحدود المصرية، ونقدر عاليًا ما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث قال إن مصر لديها ٩ ملايين من الضيوف الذين عاشوا ظروفًا ما فى بلدانهم، لكن الأمر بالنسبة للشعب الفلسطينى مختلف تمامًا؛ لأنه يعنى شطب القضية الفلسطينية».
وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة بالسفارة للتواصل مع الإعلاميين والقوى السياسية المصرية ومنظمات المجتمع المدنى وجميع مكونات المجتمع المصرى، فى ظل أهمية دور مصر المحورى والمركزى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن الشعب الفلسطينى.
وأوضح أنه يوجد مرصد بالسفارة لتبيان الرواية الإسرائيلية المزيفة التى تضخ إلى الإعلام الأجنبى، حيث يتم نشر الرواية المزيفة والرواية الحقيقية.
ووجّه السفير دياب اللوح الشكر للدول العربية على كل ما قدمته من دعم ومساندة تاريخية للشعب الفلسطينى، مؤكدًا التمسك بالعمق العربى والشرعية الدولية، وأن الشعب الفلسطينى سوف ينتصر فى هذه المعركة على المحتل.
الأهالى يناشدون العالم إدخال المساعدات الإنسانية ووقف مجازر الاحتلال
طالب أهالى غزة المجتمع الدولى بالتدخل لوقف العدوان وجرائم الحرب التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى، وإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البرى مع مصر، مشيدين بدورها فى دعم الشعب الفلسطينى.
وقال زكريا بكر، من مخيم الشاطئ بقطاع غزة، لـ«الدستور»، إن الفلسطينيين يعانون من العدوان الإسرائيلى، مشيرًا إلى أن الاحتلال قصف الشارع الذى يقطن فيه بالفسفور الأبيض، وانتشر الدخان والمواد السامة بكل مكان، مؤكدًا أنه لم يعد هناك مكان آمن فى غزة، حتى مراكز الإيواء أصبحت مكدسة وليس بها شبر واحد خالٍ.
وأضاف: «منظمة الأونروا طالبت الأهالى بالخروج من المدارس، ورفعت يدها عنهم، بجانب دعوات الاحتلال لإخلاء المستشفيات لقصفها هى الأخرى»، موضحًا: «الكهرباء والمياه مقطوعة، بجانب نقص حاد فى مستلزمات المستشفيات وأدوات الجراحة».
ولفت إلى أنه لا يوجد متر فارغ فى مستشفى الشفاء، حتى الممرات بها ناس تهجرت من بيوتها، مشيرًا إلى أن الناس تجلس حتى فى ثلاجات الموتى، والجثث لا تجد أماكن بالثلاجات، مشددًا على أن ما يفعله الاحتلال هو إبادة شاملة.. والقصف مستمر حتى الآن بشكل عنيف جدًا.
وقالت هالة أبوسليم، من دير البلح فى قطاع غزة، إن الوضع مأساوى، فهناك عملية إبادة جماعية ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين فى القطاع.
وأضافت: «الاحتلال يهدف من تلك العمليات الوحشية وعمليات الإبادة التهجير إلى أراضى سيناء، وعودة المخطط القديم أو ما يعرف باسم الوطن البديل»، مشيرة إلى أن الأوضاع المعيشية فى قطاع غزة أصبحت مستحيلة بداية من انقطاع المياه والكهرباء ونقص المستلزمات الأساسية، موضحة أن المستشفيات أصبحت مكدسة بالجرحى والمصابين ولم تعد هناك ثلاجات بسبب ارتفاع حصيلة الشهداء.
ولفتت إلى أن معظم سكان بيت لاهيا وجباليا وغزة نزحوا إلى الجنوب فى دير البلح ورفح والنصيرات، مطالبة المحامين والصحفيين العرب بشن حملة ضد الاحتلال الإسرائيلى لوقف المجازر بحق المدنيين، كما دعت إلى ضرورة إيصال المساعدات الإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية بأقصى سرعة لإنقاذ الجرحى والمصابين.
فيما قال الدكتور خالد أحمد، من مدينة رفح الفلسطينية، إن الوضع يزداد صعوبة فى ظل استمرار القصف الإسرائيلى وارتفاع حصيلة الشهداء. وأضاف «أحمد» أن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، فى ظل انقطاع المياه والكهرباء ونقص الخدمات والمستلزمات الأساسية، مطالبًا مصر والعرب بتأمين خطوط لتوصيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين قبل حصول كوارث إنسانية، مؤكدة أن الوضع الإنسانى سيئ جدًا، حيث يضغط الإسرائيليون نحو النزوح ويعملون من أجله.