مؤرخون ومثقفون يكشفون أسباب غياب لجنة لتوثيق الأعمال الخاصة بحرب 6 أكتوبر
تحتفل كافة مؤسسات الدولة المصرية هذا العام بذكرى مرور 50 عامًا على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة ( اليوبيل الذهبي)؛ في الوقت الذي أعلن فيه عن عرض فيلم "جولدا" رئيسة وزراء إسرائيل وقت الحرب؛ والذي يروج لبعض السرديات التاريخية غير المنصفة والتي تختلف أيضًا عما جاء في مذكراتها الذي يحمل عنوان "حياتي" الصادر عام 1979 عن دار التعاون بمصر، والذي قدم بعض الرؤى والتصورات التي تخالف ما جاء في مذكراتها مثل مشهد النهاية بالفيلم الذي صور جولدا مائير وقادة الحرب وهم يشربون نخب الانتصار المزعوم عندما قبل المصريون الجلوس على طاولة المفاوضات.
فيلم "جولدا" ليس الفيلم الأول الذي روج لبعض السرديات التاريخية المغلوطة عن انتصار أكتوبر العظيم؛ ولكن يبقى لهذا الفيلم ووقت صدوره وإتاحة مشاهدته مجانًا علي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي رغم أنه لم يعرض سوى من شهر بدور العرض السينمائية دلالة خاصة ونحن نحتفل بمرور نصف قرن على الانتصار العظيم ويوبيله الذهبي؛ ويبقي هنا أن نوجه تساؤل للمؤرخين والمثقفين في مصر حول كل ذلك ألا يستدعي وجود لجنة تتبناها وزارة الثقافة المصرية لتوثيق الأعمال التي وثقت الانتصار وعرضها بما فيها من حقائق على الجمهور المصري والعربي خاصة في هذا العام.
خلف الميري: نسعي لتنسيق مائدة مستديرة مع جريدة "الدستور" لتفنيد الروايات التاريخية المغلوطة
وقال الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن هناك ست مجلدات صدرت عن حرب أكتوبر في المركز القومي للترجمة، وأن المجلد السابع في طريقه لإصدار الجزء السابع، كما أن لدينا ندوة يوم 28 أكتوبر بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية بمناسبة الذكرى الخمسين لأكتوبر.
وأضاف في تصريحات لـ"الدستور"، أن هناك اتجاه لطرح فكرة تنفيد الرؤيات ما جاء في سينما الحرب المغلوطة بين الجمعية المصرية للدراسات التاريخية علي أن تتبناها جريدة "الدستور" خلال الفترة القادمة، وأن يتم تنسيقها لاحقًا، وتدشين مائدة مستديرة متخصصة يقودها الخبراء من المؤرخين والقادة العسكريين وأساتذة العبري لمناقشة هذه الأطروحات.
هيثم الحاج علي: الجمعية يجب أن تكون تحت مظلة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة المصرية
وقال الدكتور هيثم الحاج علي، إنه يجب التأكيد على التنسيق مع الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، أيضًا وإبراز جهود المجموعة 73 التاريخية، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، بهدف تحويل ما هو منشور إلى أشياء يمكن التعامل معها على أن تتحول إلى أعمال درامية.
ولفت "الحاج على"، في حديثه لـ"الستور"، إلى أن المشكلة الأساسية التي يجب أن تتخذها هذه اللجنة في حال تدشينها هو دورها في إعادة النظر فيما أنتج من دراما عن حرب أكتوبر حتى الآن؛ لأنها أعمال مازالت لم تقدم رؤية تاريخية شاملة للحرب، وأننا في حاجة إلى الأفلام الحربية لتوثيق الحرب بشكل حقيقي.
وأضاف" الحاج على"، أن الأعمال على مستوى الرصد والتسجيل موجودة، ولكن يبقى التسويق لها على مستوى جذاب، لافتًا إلى أنه يرى أن دور هذه اللجنة في حال تدشينها يجب أن تكون على التنسيق مع قصص المجموعة 73 التاريخية الكثيرة والهامة لتحويلها لأعمال درامية.
لطيفة سالم: في حاجة ماسة لهذه اللجنة وتقديم التاريخ الشفاهي للحرب
وقالت الدكتورة لطيفة سالم، أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر، إن الأعمال الدرامية يكون هناك اختلاف بين القصة والرواية التاريخية، منها على سبيل المثال أعمال نجيب محفوظ، وأنا كمراجع للدراما التاريخية دائمُا ما يحرص مؤلفها على تمثيل مساحة الخيال.
وأضافت"سالم"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن هناك عدد من الفيديوهات الصادرة عن هيئة الشؤون المعنوية هذا العام عن حرب أكتوبر وجميعها وثائق مهمة تم تقديمها للجمهور المصري، ورغم أن هناك وثائق مازالت قيد عدم الإفراج إلا أننا بحاجة للإفراج عنها بإيجابياتها وسلبياتها.
وأكدت أننا دائمُا ما نتكلم مع شعبنا من خلال ما يعرض بالوثائق عن الحرب إلا أننا في حاجة ماسة لتدشين مثل هذه اللجان ودعمها بالوثائق خاصة المُحدثة عن حرب أكتوبر، منها وثئق الخارجية الأمريكية التي أصبحت متاحة الآن، بل وترجمتها لكي نقدم رؤيتنا عن الحرب للخارج، مشيرة إلى أنها تقدمت بمشروع عن التاريخ الشفهي للمشاركين في حرب أكتوبر.