لا تهتم بصغائر الأمور للدكتور ريتشارد كارلسون
كثيرًا ما نسمح لأنفسنا أن نثار بسبب أشياء في حقيقتها لا تمثل قدرًا كبيرًا من الأهمية ونركز على تلك الهموم الصغيرة وننفخ فيها لتأخذ حجمًا أكبر من قدرها، وهناك الكثير من الأمور الصغيرة التي تظهر في حياتنا كل يوم، كالانتظار في طابور والاستماع لنقد غير عادل أو القيام بنصيب الأسد من العمل وغيرها من الأمور التي لا حصر لها والتي إذا تعلمنا ألا نقلق بشأنها استطعنا أن ننعم بجمال الحياة وأن نوفر كثيرًا من طاقتنا.
في السطور التالية يقدم لنا د. ريتشارد كارلسون مجموعة من الإرشادات للتعامل مع الحياة بشكل يجعلها أفضل بالنسبة لنا:
- فكر فيما لديك بدلًا من التفكير فيما تريد،إذا فعلت ذلك فسوف ترى أن حياتك أفضل كثيرًا من ذي قبل وسوف تعرف ماذا يعني الشعور بالرضا.
- تعلم أن تعيش في الحاضر، وبغض النظر عما حدث أمس أو ما قد يحدث غدًا، فاللحظة الحاضرة هي فقط الوقت الذي نملكه ولدينا القدرة على التحكم فيه.
- انتبه لأفكارك، فمشاعرك تتبع أفكارك تمامًا كما يتبع الحمل أمه.
- تذكر أن الحياة ليست حالة طوارئ، وأنك أنت الذي يصنع الحالات الطارئة الخاصة بك، فالحياة عادة تستمر حتى إذا لم تسر الأمور حسب الخطة لذا وأنت تحقق أهدافك لا تنسى أن تحظى بشئ من المتعة وتسترخي لبعض الوقت.
- ابحث عن البراءة، وهو ما يعني أنه عندما يتصرف أحدهم بطريقة غريبة معك فإن أفضل استراتيجية للتعامل مع هذا الشخص هو أن نبعد أنفسنا عن السلوك وأن ننظر إلى ما وراءه حتى نستطيع أن نرى البراءة التي ينبع منها السلوك، وإذا كنت عطوفًا فلن يكون من الصعب أن تراها وبالتالي لن تكون محبطًا من تصرفات الآخرين وستركز أكثر على جمال الحياة.
- توقف عن لوم الآخرين وإدانتهم لأنك إذا أدنت الناس فلا وقت لديك لتحبهم، فعندما يكون منزلك غير مرتب قم بدورك في تنظيفه، وعندما تتخطى حدود الميزانية فكر كيف يمكنك صرف نقود أقل، والشئ الأكثر أهمية أن تعرف أنه إذا كنت غير قادر على إسعاد نفسك فلن يكون بمقدور أحدهم إسعادك.
- استمع بشكل أفضل، إن تحولك إلى مستمع جيد لن يجعلك أكثر صبرًا بل سيحسن من علاقاتك بالآخرين، فالجميع يحبون التحدث إلى شخص ينصت إلى حقيقة ما يقولونه.
- افعل شيئًا لطيفًا لشخص آخرولا تخبر به أحدًا، فعندما لا تذكر أفعالك الطيبة للآخرين فإن مكافأتك هي المشاعر الدافئة والسعادة الفياضة التي تأتي إليك من العطاء ذاته.
- اختر معاركك بحكمة، ويعني ذلك أن تقرر أي المعارك جديرة بخوضها وأيها الأفضل تركها.
- قاوم رغبتك في انتقاد الآخرين، فالميل للنقد لا يحل مشكلة بل يسهم بشكل كبير في اثارة الغضب وعدم الثقة.
- لا تكرر نفس الأخطاء، إن حقيقة أنك ترتكبها ليست بالأمر الخطير فنحن بحاجة إلى أن نخطئ لنتعلم من أخطائنا ولكن المهم أن نعترف بأخطائنا ونحاول ألا نكررها.
- كن حذرًا من تأثير كرة الثلج على تفكيرك، إن أفضل طريقة لكي تصبح أكثر سلامًا هي أن تنتبه للسرعة التي يخرج بها تفكيرك السلبي وغير الآمن عن حدود السيطرة، فعلى سبيل المثال قد تستيقظ في منتصف الليل وتتذكر مكالمة هاتفية يجب أن تجريها غدًا وبدلًا من الاحساس بالراحة لأنك تذكرت ذلك، تظل تفكر في كل الأشياء المطلوبة منك في اليوم التالي وربما يكون من ضمنها محادثة محتملة مع مديرك مما يجعلك أكثر انزعاجًا، لذا انتبه لهجمة التفكير السلبي عليك في بدايتها فكلما استطعت ذلك مبكرًا سهل عليك ايقافها.
- اكتب خطابًا وديًا نابعًا من القلب كل اسبوع لأي شخص قد يكون شخصًا في حياتك حاليًا أو شخصًا من الماضي أسدى إليك معروفًا ويمكنك أن تكتب إلى شخص لا تعرفه ربما لمؤلف تعجبك أعماله ولم يعد على قيد الحياة أو لمخترع عظيم، إن جزءًا من قيمة الخطاب يكمن في تحريك تفكيرك تجاه العرفان وكتابة الخطاب مفيدة حتى وإن لم تقم بارساله.
- انظر إلى الأشخاص المحيطين بك على أنهم أطفال صغار أوشيوخ يبلغون من العمر مائة عام، هذا الأسلوب سيجعلك أكثر سلامة ومحبة وسيخلصك بشكل كبير من المشاعر السلبية تجاه الآخرين.
- ابحث عن بعض الحقيقة في آراءالآخرين، فإذاعرض عليك أحدهم رأيًا فلا تسارع بالحكم عليه أو نقده لأنه مختلف مع وجهة نظرك ولكن الأفضل أن تبحث عن الحقيقة أوالصواب فيما يقوله الشخص الآخر.
- غير علاقتك بمشاكلك، إن العقبات والمشاكل والتحديات تعد جزءً من الحياة، والسعادة الحقيقية لا تأتي عندما نتخلص من كل مشاكلنا ولكن عندما تتغير علاقتنا بها ونعتبرها مصدرًا لممارسة الصبر والتعلم كما أن السلام الداخلي يتحقق بقبول التناقضات المحتومة للحياة كالألم واللذة، النجاح والفشل، الفرح والأسى، المواليد والوفيات.