وعلى القاهرة والمغرب أن تعلنا انسحابهما..
عضو الهيئة الاستشارية لمعرض الكتاب: أطالب بانسحاب جميع الناشرين من" فرانكفورت"
حالة من الجدل أحدثها بيان معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بعد تضامنه الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي وإلغاء حفل الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، وتبعها إعلان معرض الشارقة للكتاب عن مقاطعته معرض فرانكفورت، ولنا أن نعلم أن معرض فرانكفورت الدولي ينطلق في الفترة من 18 إلى 22 من شهر أكتوبر الجاري بمشاركة أكثر من 7500 ناشر من 100 دولة عربية.
الفصل بين السياسة والثقافة
وفي هذا الصدد، تواصل "الدستور" مع الشاعر الكبير أحمد الشهاوي عضو الهيئة الاستشارية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي قال: "كان من المفترض ومن الأخلاقي أن ينأى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب- وهو المعرض الأهم والأكبر عالميا- عن هذا التضامن السافر الظالم، مع الاحتلال الإسرائيلي على أشقائنا في غزة، لأن هناك فصلًا بين السياسة والثقافة وأن يكون بعيدا عن السقوط في وحل هذا الانحياز، لكننا نعرف أن ألمانيا النازية تمارس غسل يديها مما فعلت مع اليهود، والشيء نفسه تفعله الآن إسرائيل في محرقة أمام العالم أجمع، خصوصا أن المظاهرات عمت دول أوروبا والغرب وأمريكا بشكل عام، مؤيدة الحق الفلسطيني ومعلنة أن ما يجري على أرض غزة هو محرقة جديدة وتهجير جديد وممارسة صهيونية للتخلص من شعب بأكمله لا يضعون في الحسبان التفريق بين مدني وعسكري".
وأضاف الشهاوي: "كون معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يعتذر عن مشاركة الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي ويلغي مشاركتها- وهى الكاتبة الروائية التي لها امتيازها في مجال السرد، ووصفها واحدة من رموز السرد الجديد في فلسطين والتي نالت أكثر من جائزة- هو تصرف مشين وغبي، ولا يصدر عن معرض للكتاب في قرية نائية في العالم وليس عن معرض له سمعته التاريخية والدولية".
وواصل: "أتصور أن هذا الإلغاء لهذه المشاركة من المفترض أن يفضح هذا السلوك الذي قامت به إدارة المعرض، ببساطة لأننا نعلم أن الدول العربية جميعا تشترك في هذا المعرض، وكان العرب قبل سنوات هم ضيف الشرف لهذا المعرض، وأتوقع أن عددًا كبيرًا من الروائيين والشعراء والنقاد والفلاسفة الذين كانوا سيشاركون سيعتذرون عن المشاركة بعد هذا الانحياز السياسي من معرض كبير، لهذا أتصور أنه بداية السقوط للمعرض، وأتمنى بل وأطالب بأن يعتذر الناشرون المصريون عن المشاركة في هذا المعرض وأن نلقن إدارته درسا في احترام الحقوق واحترام الشعب الفلسطيني، ليعرف أننا قوة ثقافية وفكرية لا يستهان بها".
وأكمل: "كون أن تعلن الشارقة انسحابها، أمس، من المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب فيعني ذلك أنه على بقية الدول العربية أن تعلن اليوم أو على أقصى تقدير غدا انسحابها وانحيازها للقضية الفلسطينية، وكل معرض من المعارض يقدم بيانا يعلن فيه انسحابه ولماذا انسحب، وأن يكون البيان باللغات العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية، وينشر في كل الصحف والمواقع، ويقوم المثقفون والكتاب والأدباء بنشر هذه البيانات بوصفها مقاومة ومؤازرة لأشقائنا في غزة، وهنا تعرف إدارة معرض فرانكفورت أننا قوة لا يمكن تجاهلها، وهو الدرس الذي لا بد أن يعرفوه، وأتوقع استجابة معظم، ولا أقول كل، إدارات معارض الكتب العربية وانسحاب الناشرين، وأطالب الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب الذي يشارك الآن في معرض بيروت الدولي للكتاب، أن يصدر بيانًا فوريًا وأن يعلن موقفه من السلوك الشائن لمعرض فرانكفورت، ويعلن انسحابه شخصيا كناشر وبوصفه رئيسا لاتحاد الناشرين، وأن يكون في هذا البيان مطالبة بانسحاب الاتحادات الإقليمية للناشرين واحدا تلو الآخر، وأن نقوم نحن بغزوة ثقافية أخلاقية سياسية تتمثل في الانسحابات والاعتذارات وتقديم البيانات التي تدين هذا التصرف غير الأخلاقي لمعرض فرانكفورت لأننا الآن أهل الثقافة والنشر والكتاب، ولا نمتلك إلا مثل هذه المواقف وفضح كل الممارسات الغبية التي تتضامن بشكل عشوائي وهمجي".
وتابع: "بوصف معرض القاهرة الدولي للكتاب هو المعرض الثاني من حيث المكانة والقوة والتاريخ فعليه أيضا أن يصدر بيانا يستنكر فيه هذا التصرف غير السياسي وغير الأخلاقي، ويمكن أن نعلق مشاركة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في معرض القاهرة، بمعنى أن نعتذر لهم عن مشاركتهم معنا وفي معرضنا الذي يأتي يوم 24 من شهر يناير المقبل، لا بد أن نكون أقوياء ولنا كلمتنا المسموعة علنيا".
واستطرد: "لا بد من المعاملة بالمثل، إذا كان هناك كتاب ألمان سيشاركون فنعتذر لهم كما اعتذروا لعدنية شبلي، وأتصور أن الكثيرين من الكتاب العرب سيعتذرون أيضا بعد قرار معرض فرانكفورت بحذف عدنية شلبي من المشاركة، ونحن نعلن أنه على معرض القاهرة الدولي للكتاب والمعارض الأخرى، مثل معرض المغرب الذي سيقام في فبراير، أن تعلن اعتذارها أيضا عن أي مشاركات للألمان".
واختتم: "للأسف موقف بعض الكتاب الألمان موقف إنساني مع القضية الفلسطينية، وهناك عدد كبير من المؤسسات الفكرية والثقافية استضافت رموزًا للأدب الفلسطيني في برلين أو فرانكفورت أو سواها من المدن الألمانية، ولكن وفي النهاية تصرف معرض فرانكفورت هو تصرف أحمق من إدارة حمقاء فلا تفرق بين المحتل والضحية الفلسطينية".