لغة العقل.. لغة مصر
بتلك اللغة، لغة العقل، التى هى، دائمًا وأبدًا، لغة الدولة المصرية، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى لقواتنا المسلحة، موجهًا حديثه إلينا وإلى كل شعوب الأرض، ونحن نحتفل، الخميس، بتخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية: جيل جديد من أبناء مصر، الذين تعلموا فى مدرسة العسكرية المصرية، مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة، وعاهدوا الله، أن يكونوا درع الوطن وسيفه، واهبين أنفسهم له، محافظين على أرضه ومقدرات شعبه، متسلحين بالإيمان والعلم والوطنية.
بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل التأويل، قال الرئيس السيسى إن ميثاق الشرف العربى، فى وجدان الضمير المصرى، صاغه حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا، ما جعل مصر فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية، مقدمةً الدماء والتضحيات، باذلةً كل ما تملك، من أجل الحق العربى المشروع. لافتًا إلى أننا كنا مقاتلين حين كانت الحرب، وكنا مبادرين لمّا كان السلام، ولم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا، خاصة، اليوم، ونحن فى قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعى دءوب من أطراف متعددة، للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها، الساعى إلى إقرار السلام القائم على العدل، إلى صراعات صفرية، لا منتصر فيها ولا مهزوم، تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق.
سعينا، سعى المصريين، للسلام، واعتباره خيارنا الاستراتيجى، كما أكد الرئيس، بشكل أكثر وضوحًا، يحتم علينا ألا نترك فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات شعبها الشقيق، ونسعى إلى تأمين حصوله على حقوقه الشرعية، حتى تعلو أصوات السلام، وتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل، ونحيب الأمهات. وقطعًا، لا سبيل إلى تحقيق ذلك، إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين، فورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير.
من هذا المنطلق، أكد الرئيس ضرورة عدم تحميل الأبرياء تبعات الصراع العسكرى، وشدّد على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطينى، بشكل عاجل، داعيًا المجتمع الدولى إلى أن يتحمل مسئولياته فى هذا الصدد. ولعلك تعرف أن الرئيس، شدّد، خلال كل المكالمات التى تلقاها من غالبية قادة دول العالم، على ضرورة ضمان انتظام الخدمات والمساعدات الإنسانية والإغاثية لأبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، مع تأكيده أهمية الدفع نحو التعامل مع الأسباب الجذرية للأزمة، والسعى إزاء إيجاد الأفق السياسى الملائم للوصول إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية.
فى سياق آخر، شدّد الرئيس على ضرورة وأهمية، أن يظل الشعب الفلسطينى صامدًا ومتواجدًا على أرضه، موضحًا أن مصر، لديها تسعة ملايين ضيف، من دول عديدة، غير أن الأمر مختلف، وشديد الخطورة، بالنسبة لأبناء قطاع غزة، لأنه يعنى تصفية القضية. وإدراكًا منه، ويقينًا، بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يُعول عليه، دعا الرئيس جميع الأطراف، إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضى، تجنبًا لحرائق، ستشتعل، ولن تترك قاصيًا أو دانيًا، إلا وأحرقته. ثم أبدى استعداد مصر لتسخير كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كل الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، دون قيد أو شرط.
.. وأخيرًا، كانت إشارة الرئيس مهمة، مهمة جدًا، إلى أن مصر، بجيشها وشعبها، وضعت، على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادتنا، نحن المصريين، وواجهنا معًا، قوى الشر والظلام، التى أرادت أن تطفئ نور الوطن، وكانت إرادة الله أن يظل نور مصر باقيًا، ليفيض على العالم بالسلام والمحبة. وكان مهمًا أيضًا، تذكيره لنا، وللعالم كله، بأننا واجهنا الإرهاب والترويع.. استعدنا المؤسسات وأعدنا بناءها.. واجهنا التحديات بالتنمية والبناء، وتأكيده على أننا سنظل نواجه كل التحديات، بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطنى، عاقدين العزم أن تظل مصرنا العزيزة فى صدارة الأمم وأن ينعم شعبها بحياة كريمة تليق به. وبجيشها وشعبها، وبالله من قبل ومن بعد: ستحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.