هنا كنوز التاريخ.. "الدستور" في جولة داخل المتحف اليوناني الروماني بعد افتتاحه
شهدت محافظة الإسكندرية، حدث سياحي وآثري يضاف لخريطة المدينة السياحية، بإعادة الحياة من جديد للمتحف اليوناني الروماني، الصرح الأثري الفريد عقب تطويره بعد إغلاق دام 18عامًا، ويعد أكبر متحف متخصص في الآثار اليونانية الرومانية بحوض البحر المتوسط.
أجرت "الدستور" جولة داخل المتحف اليوناني الروماني للتعرف على مقتنياته والكنوز الذي يحتويها عقب إعادة الحياة له.
قالت الدكتورة ولاء مصطفى، مدير عام المتحف، إن المتحف اليوناني أحد أهم وأقوى المتاحف المنافسة للمتاحف العالمية، الذي افتتح ليحتل هذه المكانة بعد أن اغلق في عام 2005 إلى أن اتخذ القرار بإعادة ترميمه، مشيرة إلى أنه تم إغلاقه بغرض توسعة المبني وعرض أكبر عدد ممكن من القطع لخدمة مضمون المتحف، فضلًا عن الحفاظ على روحه الآثرية وبالتالي لم تختلف شكل الواجهة الخاصة بالمتحف والحرص على الحفاظ على الحجر الأصلي، حيث يعود تاريخ الافتتاح الرسمي القديم إلى عام 1895.
وأضافت ل" الدستور أنه تم توسعة مبنى المتحف لطابقين، بينها 4 قاعات في دور الميزانين، وهذه القاعات لخدمة الزائرين: قاعة للتربية المتحفية لممارسة الأنشطة الخاصة بالأطفال بجميع اعمارهم، وقاعة خاصة بالمستنسخات الجبسية، وقاعة للدارسين، وقاعة للأرشيف والتسجيل.
6000 قطعة آثرية
وأكدت أن عدد القطع الآثرية في العرض الجديد بالمتحف 6000 قطعة، ويتناول العرض في الطابق الأرضي الذي يضم 27 قاعة بتسلسل تاريخي حيث تعرض قطع تصور شكل العلاقة بين مصر والعالم الخارجي قبل قدوم الإسكندر الأكبر، ثم فتارين تتناول علاقة الإسكندر الأكبر بالمجتمع المصري من خلال رؤوس تماثيله النادرة بمختلف أحجامها التي لا يوجد مثيل لها في متاحف العالم، بجانب بعض الجذوع التي تخص الإسكندر الأكبر وعبادته التي انتشرت بعد وفاته.
وتابعت: توجد أجزاء بالمتحف تتناول حياة الدولة الحاكمة في المجتمع المصري من البطالمة، الذي يضم المتحف تصوير لغالبية الملوك البطالمة والذي نجد فيه مزج بين طبيعة التماثيل المصرية والتماثيل البطلمية فأصبح الملك يصور بشكل مصري يوناني معًا، حيث يوجد بعض التماثيل يرتدي فيها الملك أردية الملوك المصرية، كدليل على أن البطالمة حاولوا التقرب من المصريين عن طريق هذه المظاهر.
رؤوس الأباطرة الرومان
وتستطرد: هناك قاعة عن الحياة اليومية اليونانية، تتناول أهم التماثيل التي تعبر عن روح المرأة السكندرية بالمجتمع البطلمي والروماني، لنجد بينها تماثيل "التناجرا" التي تصور المرأة السكندرية بالأردية اليونانية وتسريحات الشعر المميزة التي عرفت في تلك الحقبة التاريخية، بجانب تماثيل ورؤوس الأباطرة الرومان الذين قاموا بزيارة مصر على فترات حكمهم مثل: (الامبراطور الروماني تراجان- فسبازيان- ماركوس اوريليوس- هادريان)، وكل منهم نستطيع تمييز تفاصيل الفن التي كانت في فترة حكمه من خلال التماثيل ومتعلقاته، فضلًا عن الحياة اليومية الرومانية والتي يتم تناولها في أكثر من قاعة حيث يتم تناول شكل المنزل الروماني، بشكل محاكاة للحياة التي كانت موجودة في العصر اليوناني والبطلمي.
العقيدة الدينية والطقوس الجنائزية
وأشارت إلى أنه تم مناقشة أيضًا في قاعات المتحف بالطابق الأرضي العقيدة الدينية من خلال المعبود الأول للإسكندرية وهو "سيرابيس" والمزج الذي حدث بين المعبودات المصرية واليونانية والرومانية لإحداث تمازج وارتباط ما بين المجتمع المصري والمجتمع اليوناني والروماني برغبة من الحاكم للتقريب بين طوائف الشعب، بالإضافة إلى جزء بتناول الحياة الفكرية في المجتمع المصري في العصرين اليوناني والروماني وخاصة لوجود مكتبة الإسكندرية الصرح الإشعاعي والتنويري، بالإضافة إلى الطقوس الجنائزية التي كانت تمارس في مصر من خلال بعض التوابيت النادرة التي تصور عليها بعض الاساطير وكذلك أواني الحضرة والدفن الخاصة بالمتوفين، وبعض الأقنعة المذهبة، ومومياوات محنطة وعليها بورتريهات الفيوم، بجانب قاعات تتناول الحياة البيزنطية والفن القبطي من خلال بعض النسيج القبطي والقطع الفنية الفريدة التي تنتمي للعصر القبطي.
أهمية النيل والصناعات والحرف والتجارة
أما عن الطابق الأول، أوضحت أنه يتم تناول المعروضات بشكل موضوعي، حيث يتم تناول النيل الذي له دور قوى في المجتمع المصري من خلال شكل المعبود "حابي" الذي تحول إلى "نيلوس" في المجتمع اليوناني والروماني، بجانب الأجورا اليونانية وتم تناولها بعمل محاكاة لشكل السوق اليوناني، إضافة لجزء خاص عن التجارة والصناعة والحرف التي كانت موجودة بالإسكندرية، وتعبيرًا عن حركة التجارة وصادرات مصر تم عمل محاكاة لمركب تشبه المركب الرومانية في تلك الفترة التاريخية، والتي تحتوي على "الانفورات" من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي كي يعرف الجمهور عمل هده الانفرات وما يحفظ فيها وما يُصدر بها خارج مصر مثل العطور المراهم والعقاقير الطبية، والزيوت، وبعض الحيوانات وغيرها.
عملات رومانية وبيزنطية وطرق سكها
وأكدت أن هناك جزء خاص بسك العملة في مصر، والتي يوجد منها عملة فريدة من نوعها لا توجد إلا في المتحف اليوناني الروماني والمتحف المصري بالتحرير، وهي عملة "نوب نفر" والتي تم سكها لاستبدال طريقة المقايضة بالعملات بجانب جزء خاص يتناول جميع العملات الرومانية والبيزنطية والتي كانت تتم في الورش الخاصة بسك العملات في الإسكندرية مما يدل على المستوى الاقتصادي القوي الذي كان في الإسكندرية على مر العصور، مضيفة أنه أيضًا يوجد الفن السكندري المتميز والذي نشأ بمدينة الثغر فقط وانتشر إلى العالم.
12ألف كتاب نادر بمكتبة المتحف اليوناني الروماني
واختتمت: المتحف به مكتبة تضم 12ألف و400 كتاب نادر بكل لغات العالم، لافتة إلى أن المتحف تتم فيه ممارسة الأنشطة بقاعاته المختلفة، منها قاعة مؤسسي المتحف الأوائل إيطاليين الجنسية وتحتوي على بورتريهات لهؤلاء الاشخاص، بجانب عرض لقاعات المتحف القديمة قبل تطويره لمشاهدة ما تم من إنجاز.