بعد جاكى والأميرة ديانا.. هل تنجح أنجليا جولى فى تجسيد ماريا كالاس؟

بعد الكشف عن الصور الأولى للنجمة أنجلينا جولي خلال تجسيدها شخصية ماريا كالاس، التي يمكن القول إنها مغنية الأوبرا الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين، في فيلم جديد يحمل اسم "ماريا" للمخرج التشيلي بابلو لاراين، الذي سبق أن أخرج أفلام سيرة ذاتية رُشحت للأوسكار منها "جاكي" الذي يروي قصة جاكلين كينيدي بطولة ناتالي بورتمان، و"سبنسر" التي قامت فيه كريستين ستيوارت بأداء دور الأميرة ديانا، ولكن هل يستطيع "لاراين" تحويل "جولي" إلى "كالاس"؟

تحدٍ جديد يواجهه بابلو لاراين

يواجه لاراين الآن تحديا جديدا في خلق شخصية أنثوية معقدة أخرى وهي السوبرانو اليونانية الأمريكية ماريا كالاس، وتحويل أنجلينا جولي إليها وهو الدور الذي قد يمنحها التقدير النقدي الذي لم تتلقه- ولا يبدو أنها سعت إليه- منذ سنوات، حيث يمكن للفيلم أن يمنح جولي ترشيحها الثالث لجائزة الأوسكار.

وفي الوقت الحالي، يتمثل التحدي الذي يواجهه لاراين في تحقيق التشابه الجسدي بين كالاس وجولي، حيث إن ماريا كالاس شخصية عامة معروفة لعبت دورها العديد من الممثلات الأخريات، مثل فاني أردانت في فيلم "كالاس للأبد" عام 2002، وباز فيجا في فيلم جريس دي موناكو عام 2014، وجين سيمور في الفيلم التلفزيوني "أوناسيس: أغنى رجل في العالم" عام 1988. 

ولكن بعتقد "لاراين" أنه  قادر على تحويل جولي إلى كالاس، حتى أنه صرح بأنه متحمس للغاية لبدء تصوير الفيلم والذي يآمل أن ينقل حياة ماريا كالاس الرائعة وعملها إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل السيناريو الرائع لستيفن نايت، وعمل الممثلين وطاقم العمل بأكمله، وخاصة عمل أنجلينا الرائع وإعدادها الاستثنائي، وقال “لقد كان الحصول على فرصة الجمع بين شغفي الشخصي والعميق، بين السينما والأوبرا، بمثابة حلم طال انتظاره. إن القيام بذلك مع أنجلينا، وهي فنانة شجاعة وفضولية للغاية، يمثل فرصة رائعة. هدية حقيقية”.

وفي نفس الوقت كانت قد صرحت جولي لمجلة "هوليوود ريبورتر" الأمريكية: “أنني أتحمل المسئولية تجاه حياة ماريا وإرثها وأخذه على محمل الجد. سأقدم كل ما بوسعي لمواجهة التحدي. وبابلو لاراين هو المخرج الذي أعجبت به منذ فترة طويلة. إن إتاحة الفرصة للكشف عن المزيد من قصة ماريا معه، وبسيناريو لستيفن نايت، هو بمثابة حلم".

خطة إنتاج وتصوير فيلم ماريا

كان قد أكمل نايت- المعروف أيضًا بكتابته لسيناريو أعمال كبرى مثل فيلم "سبنسر" ومسلسل "بيكي بلايندرز" وغيرها– كتابة فيلم "ماريا" قبل إضراب كتّاب السيناريو، ووقع الإنتاج المستقل على اتفاقية نقابة ممثلي الشاشة المؤقتة مما يسمح له ببدء التصوير الآن.

بالإضافة إلى جولي، يضم طاقم العمل كودي سميت ماكفي، وبييرفرانشيسكو فافينو، وألبا روهرواشر، وفاليريا جولينو، وهالوك بيلجينر. ومن المقرر أن يبدأ تصوير فيلم "ماريا" في أكتوبر الجاري وينتهي بنهاية ديسمبر المقبل، على أن يصدر الفيلم في عام 2024، وسيتم التصوير على مدار ثمانية أسابيع في جميع أنحاء أوروبا، في باريس (فرنسا)، واليونان، وبودابست (المجر)، وميلانو (إيطاليا).

وستعتمد خزانة ملابس جولي على الملابس الحقيقية التي ارتدتها كالاس، بما في ذلك الملابس الجلدية العتيقة من مجموعة مصمم الأزياء ماسيمو كانتيني باريني، حيث تم اتخاذ قرار عدم استخدام أو الحصول على ملابس فراء جديدة بعد التشاور مع جمعيات حماية الحيوان المختلفة، بما في ذلك منظمة بيتا.

ولم يتم التأكد بعد ما إذا كانت جولي ستقدم أي غناء في الفيلم، أو ما إذا كان ستتم دبلجة أي غناء من قبل مغني أوبرا كما فعل رينيه فليمنج لجوليان مور في فيلم "بيل كانتو"، أو ما إذا كانت بعض تسجيلات كالاس الخاصة ستكون قيد التشغيل كما حدث في فيلم "الملحمة البوهيمية" لرامي مالك، ومن المحتمل أيضًا أن تستخدم السيرة الذاتية لقطات أرشيفية لكالاس نفسها وهي تغني، ولم يتم الكشف عن أي تفاصيل عن الموسيقى حتى الآن.

أقرأ أيضا:

مع بدء العمل.. الأفلام والبرامج التليفزيونية المنتظرة بعد انتهاء إضراب هوليوود (dostor.org)

قصة فيلم مغنية الأوبرا الأكثر شهرة

كالاس تعد من أكثر الشخصيات المحبوبة في الأوبرا في العالم، حيث اشتهرت السوبرانو اليونانية المولودة في نيويورك، بأداء أعمال لفيردي وبوتشيني، حيث يعتبر تسجيل غنائها أوبرا “توسكا” عام 1952 لا مثيل له.

وتدور أحداث فيلم ماريا خلال الأيام الأخيرة لمطربة الأوبرا في باريس في السبعينيات وتفاصيل القصة المضطربة والجميلة والمأساوية لحياتها، وتستند إلى "روايات حقيقية" عن حياة كالاس، وهي حياة مليئة بالموسيقى والعاطفة والمأساة.

وتلونت قصة كالاس أيضًا بأحداث في حياتها الشخصية، بما في ذلك علاقتها بأرسطو أوناسيس الذي تركها بشكل غير متوقع ليتزوج جاكلين كينيدي، السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة.

وأمضت كالاس السنوات الأخيرة من حياتها تعيش في عزلة في باريس وتوفيت في سبتمبر 1977، بنوبة قلبية عن عمر يناهز 53 عامًا فقط.

فيلم جاكي

فيلم "ماريا" ليس الأول من نوعه الذي يخرجه لاراين، البالغ من العمر 47 عامًا، في هوليوود فقد سبق وأخرج أفلام السيرة الذاتية حيث صعد إلى الشهرة مع فيلم "نيرودا"، وهو فيلم عن الشاعر التشيلي بابلو نيرودا والذي فاز في المهرجانات السينمائية، لكن فيلم "جاكي" عام 2016، الذي استكشف الألم والصدمة التي تعرضت لها جاكلين كينيدي بعد اغتيال زوجها جون كينيدي، هو الذي ضمن له النجومية بشكل كبير، ولعبت الدور النجمة ناتالي بورتمان، التي رشحت لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، لكن فازت بها إيما ستون في النهاية عن فيلم "لا لا لاند".

فيلم سبنسر

كانت هناك توقعات كبيرة عندما ظهر فيلم "سبنسر"، عن الأميرة ديانا وقرارها الانفصال عن الأمير تشارلز آنذاك، في دور العرض في عام 2021. حيث لعبت كريستين ستيوارت دورها والتي حصلت على أول ترشيح لها لجائزة الأوسكار بفضل هذا الدور، على الرغم من أن الجائزة ذهبت إلى جيسيكا تشاستين.