خبير سياسى عن دعوات نزوح الفلسطينيين إلى مصر: "خيانة للقضية ومخطط قديم"
"أعلم أن معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر لا يزال مفتوحا... وأنصح أى شخص يمكنه الخروج بالقيام بذلك" تسبب هذه العبارة التي صدرت من كبير المتحدثين العسكريين للجيش الإسرائيلي، على خلفية الأحداث الدائرة في غزة في ثورة من المصريين حكومة وشعبًا ضد الأفكار الصريحة المروجة لنزوح الفلسطينيين إلى مصر، وذلك نتيجة الوعي بالأهداف وراء ترويج تلك الأفكار.
"الدستور" تواصلت مع عدد من خبراء السياسة لتحليل أهداف دعوات اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت كبير المتحدثين العسكريين للجيش الإسرائيلي والتي تدعو الفلسطنيين إلى الهرب إلى مصر، مضيقة الخناق عليهم بكل السبل حتى يستجيبوا، وموقف مصر من تلك الدعوات.
جمال رائف: خيانة للقضية ومخطط قديم
الكاتب والباحث السياسي جمال رائف في حديثه "للدستور" يعلق على دعوات الجانب الإسرائيلي قائلًا إن السيادة المصرية خط أحمر ولا يمكن الاقتراب منها، مؤكدًا على كامل تعاطف مصر حكومة وشعبًا مع القضية الفلسطينية ومع حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة، ولكن في الوقت نفسه مع حفاظ الدول على سيادتها.
وتابع أنه لذلك فإن أيًا من الأمور التي تطرح والمتعلقة بنزوح الفلسطينيين إلى داخل سيناء أو إجبارهم إلى دخولها هي مرفوضة شكلًا وموضوعًا لأنها تنفذ مخططات سبق وأن تم نشرها من قبل الإسرائليين، كما تداولتها كبرى وسائل الإعلام الأمريكية إبان فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، لافتًا إلى أن الجميع يدرك أنها كانت صفقة مشبوهة بين الجانب الإسرائيلي والجماعة الإرهابية وكانت متعلقة بتنازل الجماعة الإرهابية عن جزء من أراضي سيناء مقابل توطين بعض أهالي غزة هناك وهذا نوع من أنواع التفريغ الديموغرافي لقطاع غزة وإفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها الحقيقي.
مصر كانت وما زالت وستظل تدعم القضية الفلسطينية
وأضاف رائف أن مصر كانت وما زالت وستظل تدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي والإنساني، ولكن دون المساس بسيادتها على أراضيها، مشيرًا إلى أن اختراق السيادة المصرية أمر مرفوض من الحكومة والشعب المصري ومن أجله قامت ثورة 30 يونيو وحاربت الجماعة الإخوانية التي كادت أن تتنازل عنها.
وأردف الكاتب السياسي أن تلك الدعوات أيضًا لا تمثل اختراقًا لسيادة الدولة المصرية فقط بل أنها تعتبر خيانة للقضية الفلسطينية، ومتاجرة بها وكذا تنازلًا عنها وضياعًا لها وهذا أمر يرفضه كل من الفلسطينيون والمصريون.
وكانت قد أعلنت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى أن هناك مخططا واضحًا لخدمة أهداف الاحتلال الإسرائيلي القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها، كما قالت المصادر لوسائل إعلام مصرية أن القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفًا هو الأخطر في تاريخها إذ بات واضحا أن هناك مخططًا واضحا لتصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها، وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم.
في الوقت نفسه، أكدت مصادر مصرية رفيعة المستوى أنها حذرت من دفع الفلسطينيين تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف لدعوات بالنزوح الجماعي، مشددة على خطورة دعوات النزوح، كما أوضحت أنها كفيلة بتفريغ القطاع من سكانه، و"تصفية القضية الفلسطينية ذاتها"، فضلا عن كون السيادة المصرية "ليست مستباحة".