أبرزها "البوسطجي" في اليوم العالمي للبريد.. إليكم هذه الروايات عنه
يتزامن تاريخ اليوم مع يوم البريد العالمي، والذي يصادف يوم تأسيس الاتحاد البريدي العالمي في عام 1874 في العاصمة السويسرية برن، وكعادة الأدب وفي القلب منه السرد الروائي، رصد شخصيات وعوالم إنسانية ومنها تناول شخصية ساعي البريد في عدد كبير من الروايات، أبرزها البوسطجي، والتي نستعرضها لكم في هذا التقرير:
البوسطجي
والرواية من تأليف يحيي حقي، ونشرت لأول مرة في ملحق مجلة المجلة عام 1934، وتتناول الرواية حكاية “عباس”، الموظف في هيئة البريد والذي ينقل من مقر عمله بالقاهرة إلي أحد نجوع “كوم النحل” في مديرية أسيوط، حيث يعاني الأمرين، سواء في ظروفه المعيشية أو ما يلاقيه من أهالي النجع من حوله ومعاملتهم القاسية الجافة له، بل واستغلال عمدة النجع له، وإصراره علي طرده من منزله، فلا يجد سبيلا لمواجهة متاعبه وحالة السأم التي يعيشها في هذا المناخ الساكن إلا التجسس علي رسائل البريد بين أهالي النجع وأهاليهم، ليكتشف قصة الحب بين شابين من النجع والتي تنتهي بجريمة قتل للفتاة.
فتاة مكتب البريد
والرواية من تأليف الكاتب النمساوي ستيفان زفايج، وتتناول الرواية التأثيرات الاجتماعية للحرب العالمية الأولى، وفترة بين الحربين، حيث تظهر طبقات وأجيال تود تعويض ما فاتها من نشوة هذا العالم إبان فترة الحرب، يحدث ذلك مع استمرار اتساع الهوة المادية بين الطبقات.
بطلة الرواية فتاة قروية نمساوية فقيرة تتعرض لتغييرات عنيفة، يعرض فيها زفايج بانورما أوروبية لفترة ما بين الحربين، ويتابع عالم بطلته الداخلى بأقصى درجات الدقة والحنكة حتى تصل الأمور إلى مفاجآت غير متوقعة.
بريد بغداد
تأليف خوسيه ميجيل باراس، وصدرت سنة 2008 عن سلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب، في نسختها العربية وبترجمة لـ صالح علماني. وتتناول الرواية مجموعة الرسائل المتبادلة بين “يركيو” وهو رسام تشيلي متميز مع والد زوجته الدكتور “جيكي” المتخصص في الأدب، وبعدما يتزوج يركيو يصطحب زوجته إلي العاصمة العراقية بغداد، عقب حصوله علي عمل كأستاذ في معهد الفنون الجميلة، ليبقي عامين يتبادل خلال هذه الفترة الرسائل مع حماه والتي يحكي ويرصد من خلالها المشهد العراقي خلال حكم الرئيس الأسبق عبد الكريم قاسم.
بريد بيروت
والرواية تأليف الكاتبة اللبنانية حنان الشيخ، وصدور الرواية أول مرة عام 1992.
وتدور أحداثها في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الحرب الأهلية، وذلك من خلال مجموعة من الرسائل الموجهة لا المتبادلة، والتي توجهها فتاة شابة تري تغيرات مدينتها الحبيبة إلي قلبها بيروت والتحولات التي جرت فيها ولها. فقبيل الحرب كانت بيروت مدينة ملونة مضيئة ساحرة ولكن سرعان ما أطفأت الحرب والرصاص أنوارها.
ساعي بريد نيرودا.
والرواية تأليف أنطونيو سكارمينا وترجمة صالح علماني، وصدرت في نسختها العربية عن منشورات تكوين سنة 2018. وتدور أحداث الرواية حول “ماريو خيمينث”، الصياد الشاب والذي يقرر أن يهجر مهنته ليصبح ساعي بريد في ايسلانيجرا، حيث الشخص الوحيد الذي يتلقى ويبعث رسائل هو الشاعر بابلو نيرودا.
الشاب خيمينث معجب بنيرودا، وينتظر بلهفة أن يكتب له الشاعر إهداء على أحد كتبه، أو أن يحدث شيء بينهما شيء أكثر من مجرد تبادل الكلمات العابرة، وتتحقق أمنيته في النهاية، وتقوم بينهما علاقة خاصة جدًا ولكن الأوضاع القلقة التي تعيشها تشيلي آنذاك تسرع في التفريق بينهما بصورة مأساوية.
ساعي البريد لا يعرف العنوان
للكاتب المغربي محمد سعيد أحجيوج، وصدرت عام 2022. وهي رواية غنية بحكايات متداخلة ومسارات تنقل القارئ من مستوى تأويلي إلى آخر، وتمزج بين الواقع والخيال، بين الحاضر والتاريخ، لتبني أمام عيني القارئ شبكة متداخلة من الألغاز تتحدى ذكاءه بالقدر نفسه الذي تمنحه فيه حرية مطلقة في التأويل، وإعادة الكتابة. وذلك من خلال بطلة الرواية “خلود” والتي تجد نفسها في جلسة تحقيق ملزمةً بكتابة اعتراف مفصل غير أنها تبدأ سردها بالتنصيص على نسبية الحقيقة فيما ستعترف به من أكاذيب لتفتح باب التأويلات على مصراعيه وتمد أفق انتظار القارئ إلى ما لانهاية.
ساعي بريد دمشق
وهي مجموعة قصصية للكاتب إبراهيم محمد عامر، والمجموعة صادرة مطلع العام الجاري، وفي القصة التي تحمل عنوان المجموعة “ساعي بريد دمشق”، يرسم الكاتب صورة كادت تختفي من الأذهان عن ملامح وهيئة ساعي البريد الذي يحمل الرسائل بين الناس، وكاد ينقرض مع انقراض الرسائل البريدية الورقية أمام تلك الرقمية. "
كان رجلًا في الأربعين، نحيلًا، يرتدي جاكتة رمادية اللون، ويضع على كتفه حقيبة من الجلد، بها عدد كبير من الأظرف. ظهرت الوجوه في النوافذ والبلكونات، والتفَّ حول الرجل عدد من الناس في حارتنا. وتعجبت كيف ما زال يستخدم الناس الأظرف والطوابع وسائلٍ للتواصل في زمن الإنترنت والهواتف الخارقة! وكان ممن ألتف حول ساعي البريد فتاة جميلة، تسأله في لهفة بلهجة شامية: "هل من خطاب يخصنا؟".