جيمس هنرى يرصد: كيف أثرت "دنيا الطبيعة" فى عقول المصريين القدماء؟
لفت الكثير من المؤرخين والعلماء حول العالم، كيف احتضنت الطبيعة المصريين القدماء، وفي سبيل ذلك قدسها الكثير من المصريين في مصر القديمة، وفي كتاب “فجر الضمير”، للمؤرخ والكاتب البريطاني جيمس هنري، يتتبع الكاتب رحلة المصريين القدماء مع "آلهة الطبيعة" وكيف أثرت في حياة القدماء.
فيقول جيمس هنري: "لقد كنا أثناء تعقبنا لظهور أقدم الآلهة المصرية نلاحظ عهودًا من التقدم البشري قبل العصر التاريخي في وادي النيل، فرأينا أن دنيا الطبيعة قد تركت أثرها تدريجًا في عقول أقدم سكان وادي النيل، فكان نور الشمس والخضرة النباتية مظهرين طبيعيين بارزين أثَّرا باستمرار على أفكار أقدم مصري وحياته".
قوتين طبيعيتين
ويرصد هنري، كيف أن المصري القديم، صوَّر "قوتين طبيعيتين خفيتين" في صورة إلهين عظيمين، ويشرح هنري: "رأينا كيف أن إله الشمس انتقل تدريجًا إلى عالم الشئون الاجتماعية المنظمة، وسنلاحظ فيما بعد كيف أن إله الخضرة أيضًا سار على نفس المنهاج الذي سار عليه إله الشمس، فكان على كلٍّ من هذين الإلهين أن يدخل مع زميله في علاقات أخرى بعد أن اشتركا في ميدان عمل واحد".
الطبيعة في الحياة الدينية في مصر القديمة
كما يروي الكاتب كيف أن المصريين القدماء أيديهم بين خمائل النخيل ومستنقعات النيل وقطفوا منها أزهار البشنين والبردي وسعف النخيل، ونسقوا بها أروقة ذات عمد على طول مساحات المعابد، فهم بذلك "يعدون أول الفنانين الذين حملوا إلى ردهات المعابد شيئًا مقتبسًا من جمال العالم الخارجي المنير اليانع، وبذلك صارت المعابد تجمع بين نور الشمس والخضرة لتجميل أشكالها من الخارج، كما أثرت هاتان القوتان في عقائد ذلك العصر الدينية من الداخل".
وقد تأثرت الحياة الدينية في مصر القديمة بقوى الطبيعة، مثلما يدلل جيمس هنري في كتابه قائلًا: "نجد أن الاعتقادات المحلية أخذ بعضها يندمج في البعض، وقد تبينت لنا هذه الظاهرة في حالة إله الشمس ببلدة عين شمس، والإله الصانع «بتاح» ببلدة «منف»، غير أن حقيقة هذا الاندماج تظهر بشكل أوضح في حالة نور الشمس والخضرة؛ أي حالة إله الشمس و«أوزير»".