من الأواني والأكواب إلى المسارج.. أسرار صناعة الفخار في مصر القديمة
برع المصري القديم في تشكيل الفخار، وتطويعه لاستخدامه في صنع الكثير من الأدوات التي كان يستخدمها في حياته اليومية، ويعد الفخار من الصناعات الهامة التي عرفها الإنسان البدائي، وذلك لتوفر المادة الخام المتمثلة في طمي النيل.
ونستعرض في السطور التالية أسرار صناعة الفخار في مصر القديمة
ابتكر المصريين القدماء أدواتهم، من الفخار، فصنعوا منه الأواني والأكواب التي كانوا يستخدموها في حياتهم اليومية، كما شكل المصري القديمة منها المسارج التي كان يستخدمها في الإضاءة، والمسارج عبارة عن صحن مملوء بالزيت والملح يطفو فوقه الفتيل، وفي بداية صناعة هذه المسرجة بشكل يدوي، عكف المصري القديم على تشكيلها بدون فوهة، وكانت المسارج أحيانًا ما تُطلى بعد ذلك بطبقة من الزجاج.
بالإضافة لاستخدام الفخار في الطقوس الدينية وفي المتاع الجنائزي، واستطاع المصري القديم أن ينوع في أشكاله ومكوناته وزخارفه المختلفة، والتي أخذت تتطور مع تطور الحضارة المصرية القديمة على مر العصور المصرية القديمة.
ووفقًا لمتحف تل بسطا، فإن تشكل الفخار مصدره طمي النيل والذي يتكون كيميائيًا من عدة عناصر كالحديد والقلويات والرمل ومواد عضوية وكربونات الكالسيوم بالإضافة إلى الماء.
خطوات صناعة الفخار في مصر القديمة
وكانت تمر صناعة الفخار بأربع مراحل رئيسية وهي العجن، والتشكيل، والتجفيف، والحرق، فكان المصري القديم يقوم أولًا بتنقية الطمي من الشوائب وذلك من خلال نقعه في الماء حتى تطفو الشوائب على السطح ثم يضيف إلى الطمي قليل من التبن أو الروث ليزداد تماسكه ثم يتركه ليختمر لعدة أيام، ثم يبدأ بالتشكيل إما بالطريقة اليدوية أو باستخدام العجلة أو باستخدام القالب ثم يتم تجفيفها وإحراقها.
كما زخرف المصري القديم الفخار وتطورت أشكاله وزخرفته على مر التاريخ المصري القديم، فزخرفه بزخارف هندسية، وآدمية، وحيوانية، ونباتية، وبيئية كالنجوم والأنهار والبحيرات، وقام بتلوينه بألوان مختلفة تضفي عليه لمسة جمالية تعبر عن الذوق المصري القديم.
وإذا كنت من محبي صناعة الفخار، والآثار المصرية، يمكنك زيارة متحف تل بسطا بالشرقية، حيث يعرض مجموعة من النماذج المختلفة من الأواني الفخارية، وغيرها من القطع الأثرية التي تمثل الحضارة المصرية القديمة،