الفصل الأخير من حرب الاستنزاف..
"الوثائقية".. لماذا وافقت مصر على مبادرة "روجرز" رغم إسقاطها الكثير من الطائرات الإسرائيلية؟
نجحت مصر خلال حرب الاستنزاف فى إسقاط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية، ورغم ذلك وافقت على مبادرة "روجرز" لوقف إطلاق النار، لينتهي الفصل الأخير من حرب الاستنزاف.
وقالت الدكتورة إنجي محمد جنيدي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، خلال الفيلم الوثائقي حرب الاستنزاف، الذي أذاعته قناة الوثائقية، إن مبادرة روجرز أمريكية طرحتها واشنطن لوقف إطلاق النار، عندما شعر الرئيس الأمريكي روجرز بأن الطائرات الإسرائيلية تسقط بكثرة. وقالت جولد مائير إن المصريين زرعوا كل الأرض صواريخ، اتخذت الولايات المتحدة خطوة للحد من تأثير الاتحاد السوفيتي في الحرب، بينما وافقت مصر على وقف إطلاق النار بعد موافقة إسرائيل، وكان السبب الحقيقي لقبول مصر المبادرة رغبتها في تحريك حائط الصواريخ وإكمال شبكة الدفاع الجوي.
وأوضح عميد أ. ح. متقاعد أيمن سيد أحمد، قوات الدفاع الجوي، أن حائط الصواريخ كان على مسافة 50 كيلومترًا من قناة السويس، لا يوفر الحماية للجيشين الثاني والثالث، وإسرائيل بقبولها المبادرة اشترطت أن كتائب الصواريخ لا تتحرك من مكانها، وكان الاتفاق أن يسري وقف إطلاق النار الساعة 12 ليلة 7 أغسطس.
كيف تم نقل حائط الصواريخ رغم شرط إسرائيل في مبادرة روجرز بعدم تحريكه؟
وأشار إلى أن قائد قوات الدفاع الجوي طلب أن يتحرك وقف إطلاق النار من 12 لـ6 الصبح، بحجة أننا غير قادرين على توصيل الأمر بوقف النار لبعض الوحدات التي تعذر الاتصال بها، ووافق الجميع على ذلك.
وأردف: "حائط الصواريخ كان مكونا من 40 كتيبة، و40 موقع هيكلي، صدرت الأوامر لـ40 موقعا بالانتقال في نفس الوقت، على 3 محاور طريق القاهرة السويس الصحراوي، طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي، طريق القاهرة الإسماعيلية الزراعي، 900 مركبة من معدات انتقلت للمواقع التي خطط لها على مسافة 12 كم من قناة السويس، لم تعطل مركبة، 6 صباحا كان حائط الصواريخ بالكامل منتشرا على مسافة 12 كم من قناة السويس، وفي صباح الثامن من أغسطس 1970، بدء تفعيل وقف إطلاق النار رسميًا، وكانت مصر تستعد لحرب جديدة قادمة".
وقال رائد بحري متقاعد عمر عز الدين، إن سجلات 1973 ذكرت أن أول يومين في الحرب في 6 و7 أكتوبر تم إسقاط 150 طائرة إسرائيلية بواسطة الصواريخ، وكان لحائط الصواريخ فضل كبير إن قواتنا عبرت القناة بدون خسائر تذكر.
