ما هذا الكذب الفاجر؟
أتابع بكل دقة وحماس جلسات مؤتمر «حكاية وطن» وأقول مخلصًا إننى أصدق ما أرى وما أسمع.. وأعرف أن هذه الإنجازات تحققت بالفعل على أرض مصر.. وأن غيرها فى طريقها للتحقق من خلال الصبر والعمل.. وأرى فى المؤتمر نفسه عملًا مهنيًا راقيًا سواء على مستوى الإعلام أو على مستوى السياسة.. حيث يقدم كل وزير كشف حساب وزارته خلال السنوات التسع الماضية، ويقول للناس ماذا أنجزت الدولة خلالها وما الذى تستهدف إنجازه فى السنوات المقبلة وفق رؤية محددة وضعها الرئيس السيسى وأصر على تنفيذها.. وباستثناء تعليقات عفوية من الرئيس يتداخل بها مع ما يطرحه المسئولون فإن كل ما يطرح له طابع علمى معلوماتى عماده الأرقام والبيانات والرسوم الإيضاحية.. وعلى ما يبدو فإن إيضاح الحقائق للناس وشرح رؤية الدولة للتنمية قد أثار مخاوف الإرهابيين وحلفائهم وأذنابهم أيضًا.. فلجأوا لنشر الأكاذيب.. واقتطاع بعض العبارات من سياقها وقلب معانى بعض الأمثلة التى ضربها الرئيس من النقيض للنقيض.. والحقيقة أن معظم الحسابات التى كررت نشر هذه المغالطة الموحدة هى لمصريين ليسوا فوق مستوى الشبهات كان بعضهم معروفًا بالعمالة لأجهزة الأمن هنا وهناك وواصل بعضهم نهجه ذلك فى الخارج بالعمل لحساب من يدفع.. وليس غريبًا أن ينشط هؤلاء فى مواسم الهدد.. حيث سبق أن أسميتهم «مقاولى الهدد فى السياسة المصرية» فهم يعرفون كيف يكون الهدد.. لكنهم لا يعرفون كيف يكون البناء.. بل يضايقهم ويستفزهم البناء لأنه ضد طبيعتهم وضد المهمة الموكلة إليهم.. لقد وجدت هؤلاء جميعًا وقد نشروا منشورًا موحدًا يدعون فيه أن الرئيس السيسى هدد بأنه يستطيع هدم مصر من خلال مائة ألف مواطن يحصل كل منهم على مبلغ مالى وشريط ترامادول و«باكتة».. رجعت للجلسة الكاملة التى قيل فيها هذا الكلام فوجدتها عن إنجازات مصر فى مجال الإسكان.. ووجدت الرئيس يعلق على بناء الدولة لثلاثمائة وحدة سكنية وفرشها كسكن بديل لسكان العشوائيات.. وقال الرئيس إن البعض راجعه فى مسألة تكفل الدولة بتوفير الفرش اللائق لسكان العشوائيات وتكلفة ذلك على الميزانية.. وأنه رد بأن موضوع احتواء سكان العشوائيات وتحسين ظروفهم ليس ذا بعد إنسانى فقط.. ولكنه موضوع يتعلق أيضًا بالأمن القومى حتى لا تأتى قوى خارجية أو داخلية فتستغل احتياج هؤلاء وترشوهم بالمخدرات التى يدمنها معظمهم للأسف الشديد وتستخدمهم فى إحداث حالة من البلبلة والتخريب.. ولم يفت الرئيس لأن يحسب هذه التكلفة بالدولار فى إشارة إلى أن الأموال المخصصة لمثل هذا التخريب تأتى عادة من الخارج!.. لقد راجعت الشريط كله فوجدت أن الفجر فى الخصومة دفع البعض لأن يقلبوا المعنى تمامًا.. من النقيض إلى النقيض.. ومن الضد إلى الضد.. ووجدت التفسير هو أن من يحرك هؤلاء بوغت بتوافر المعلومات لدى الرئيس وبطرحه لها على الهواء مباشرة كرسالة ذات مغزى يفهمها صاحبها.. ولا شك أن هؤلاء استغلوا اهتمام الرئيس بشرح التفاصيل وذكر أسماء أنواع معينة من المخدرات.. ربما ليقول إنه ملم بكل التفاصيل وربما لأن مهنته الأصلية غلبت على حديثه.. حيث لكل رئيس فى العالم خلفية مهنية تؤثر على تعاطيه مع الأمور.. الرئيس ترامب مثلًا كانت خلفيته كرجل أعمال تؤثر كثيرًا على طبيعة حديثه.. خريجو كلية الهندسة يتندرون كثيرًا على تأثير ذلك على حديثهم ورؤيتهم للأمور.. كذلك الرئيس السيسى.. كان رجل أمن قبل أن يصبح رئيسًا لذلك يذكر تفاصيل «القضية» التى يتحدث عنها وجانبًا من المعلومات التى وصلته بالأوصاف والأنواع والعملة التى سيدفع بها المبلغ الذى وصفه الرئيس بأن «البعض يدفعه فى حفلة»! إننى لا أحترم أبدًا شخصًا يقدم نفسه على أنه سياسى يهدف للتغيير ثم يلجأ لهذا السلاح الرخيص من قلب الحقائق ونشر الأكاذيب ولى عنق المعانى.. ولن أحترم أبدًا بعض المصريين ممن لا يفهمون شيئًا مما يدور فى الكواليس أو من التحديات التى تواجهها مصر لكنهم يعيدون نشر بعض النكات السمجة كى يبدوا أنهم أصحاب رأى وموقف أو حتى ليعبروا عن إحباطهم من الأوضاع الاقتصادية التى لا أظن أن هدم البلاد على من فيها سيحسن منها شيئًا وإلا لتحسنت أوضاع البلاد التى تم هدمها، والتى يعض أهلها ممن تم خداعهم أصابع الندم على غفلتهم عن حمايتها وتصديقهم لوعود من هدموها بالغد المشرق والرخاء العميم.. إننى أكتب هذه السطور وأنا ملىء باليقين بأن الله سيحمى مصر وأهلها من مخطط شرير دبر لكل الدول العربية غير الملكية وغير الأميرية وتم تنفيذه عليها جميعًا عدا مصر التى حماها شعبها وجيشها.. أعرف جيدًا أن مصاصى دماء الشعوب وأذنابهم يظنون أنه حان وقت تنفيذ المخطط ضد مصر لتتساوى بالدول العربية فى غربها وجنوبها وشرقها.. ولكن مصر أغلى وأعلى مما يمكرون وسيحفظها الله وطنًا عزيزًا غاليًا واحدًا موحدًا.. إنه على كل شىء قدير.