خبراء يكشفون لـ"الدستور" حقيقة انقطاع الإنترنت عالميا يوم 11 أكتوبر
أثارت شائعة انقطاع الإنترنت عن العالم يوم 11 أكتوبر بسبب حدوث ظاهرة "العاصفة الشمسية القوية"، حسبما أفادت معلومات لوكالة الفضاء العالمية "ناسا" جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي السياق، تواصل "الدستور" مع خبراء ومتخصصين في شبكات الإنترنت والاتصالات، لكشف حقيقة وإمكانية حدوث تلك المزاعم، حيث أفادوا بأن حدوث انقطاع عام للإنترنت عالميًا شبه مستحيل وصعب حدوثه وأمر من الخيال العلمي.
وأكد خبراء لـ"الدستور" أن الإنترنت حول العالم ينقسم إلى نوعين الأول هو الأقمار الصناعية التي تغطي جزءًا معينًا من الدول والمناطق، ويعتمد عليه في حدود معينة لارتفاع تكلفته، والآخر عبر الكابلات البحرية التي تمر حول العالم شبكة عنكبوتية كبيرة ومعقدة وتبادلية، ويصعب انقطاع الكابلات البحرية جميعًا في وقت واحد ولم تحدث من قبل.
وأوضحوا أن مصادر الإنترنت بين قارات العالم تبادلية وليست مركزية، وهذا يؤدي إلى وجود مسارات بديلة تمنع انقطاع الإنترنت عالميًا.
أسباب انقطاع الإنترنت
من جانبه، قال المهندس محمد الحارثي استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، إن حدوث انقطاع عام في شبكات الإنترنت عالميًا أمر غير متوقع ولم يحدث من قبل، وحدوثه ضرب من ضروب الخيال، حيث أن شبكات الإنترنت العنكبوتية معقدة ومتعددة المسارات والبدائل ومصادره تبادلية بين الدول الكبرى وليست مركزية.
وتابع الحارثي في تصريحات لـ"الدستور"، أن مصدر الإنترنت عالميًا تنقسم إلى الأقمار الصناعية التي تغطي بعض الدول والمناطق المعينة والنائية والبعيدة، التي يصعب مرور كابلات الفايبر بها، ويعمل عبر الإرسال والاستقبال اللاسلكي ومحطات معينة لاستقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
مسارات شبكة الكابلات البحرية سرية للغاية
وأضاف خبير تكنولوجيا المعلومات أن النوع الثاني عبر شبكة الكابلات البحرية العملاقة حول العالم، وتمر عبر خطوط ملاحية سرية تحت قاع البحر ومدفونة ولا يعلم عنها شيء سوى مسؤولي هذه الشركات العملاقة.
وأشار إلى أنه يصعب انقطاع جميع الكابلات البحرية في وقت واحد، ولو حدث انقطاع جزئي فلن يؤثر ذلك على خدمات الإنترنت إلا في محيط الانقطاع فقط لعدد من الدول.
وأكد “الحارثي” أن صناعة الكابلات البحرية متطورة جدًا وأصبحت تعتمد على تكنولوجيا حديثة، وتصميم الكابلات البحرية من مواد وشعيرات تتحمل أي ظروف وعوامل بيئة ومناخية صعبة، ومحمية بطبقة من العوازل القوية للحماية من الانقطاع.
ولفت إلى أن ما يثار على مواقع التواصل الاجتماعي عن انقطاع الإنترنت عالميًا يوم 11 أكتوبر أمر شائع ويتكرر كل عامين، ويُعاد نشر مثل هذه الأخبار بهدف إحداث ضجة، حيث أن الإنترنت أصبح أهم مورد في الحروب الاقتصادية.
انقطاع الإنترنت عالميا ضرب من الخيال
وفي السياق، أيد الدكتور عمرو صبحي خبير أمن المعلومات والاتصالات، هذا الرأي، قائلاً إن انقطاع شبكات الإنترنت عالمياً أمر فني يصعب حدوثه لأنه لا يتوافق مع المعايير المتبعة في هذا الشأن، فشبكات الكابلات البحرية والإنترنت معقدة ومتشعبة وتمر عبر ممرات معينة وسرية للغاية ويصعب انقطاعها جميعاً، وهي المصدر الأساسي للإنترنت في العالم.
وتابع “صبحي” في تصريحات لـ"الدستور" أن العاصفة الشمسية والعوامل التغيرات المناخية والبيئية ستؤثر بشكل افتراضي أو غير محتمل على محطات الإرسال والتراسل للأقمار الصناعية فقط، لو حدث ذلك "إذ سيكون التأثير محدود للغاية على شبكات الإنترنت عالمياً"، مشيراً إلى أن 90% من الإنترنت يمر عبر الكابلات البحرية التي تسير في مسارات مؤمنة ومحمية ومتعددة الأطراف وتبادلية، وليست مركزية لانقطاعها.
مصر ثاني أكبر دولة في العالم لعبور الكابلات البحرية
وأضاف أن مصر ثاني أكبر دولة بعد أمريكا في مرور الكابلات البحرية بها، ويعبر بها نحو 24 كابلا بحريا بين الزعفرانة بالغردقة على البحر الأحمر وأبو تلات بالإسكندرية على البحر المتوسط، مرورًا بقناة السويس، ولهذا تعتبر مصر معبرا رقميا عالميا آمنا للإنترنت والبيانات العالمية، حيث يمر 90% من بيانات العالم عبر الأراضي المصرية، وتشكل ثروة قومية كبيرة للدولة.
وأشار إلى أن نمو خدمات الإنترنت بنسبة 20% في أي دولة بشكل عام يؤثر بنسبة 3% على الاقتصاد القومي لها، وهذا يؤكد على أهمية الاستثمارات التي تنفقها الدول على تطوير شبكات الاتصالات والإنترنت، وتعد مصر من أوائل هذه الدول التي تضخ ما يقرب من 100 مليار جنيه سنويًا في هذا الشأن.