ما بين الخوف من الإقالة والانقسامات.. مساعدات أوكرانيا تثير الخلافات بين الجمهوريين
اشتعلت الخلافات مرة أخرى في الكونجرس الأمريكي بعد رفض النواب الجمهوريين الموافقة على منح المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا، ما أدى إلى قطع الدعم بشكل كبير.
وناشد الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونجرس للموافقة بشكل عاجل على المزيد من الأموال للجيش الأوكراني بعد حزمة الإنفاق المجمعة لتجنب إغلاق الحكومة الأمريكية، ولكن يبدو أن خوف كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب من الإقالة دفعته لتجاهل المساعدات لأوكرانيا حتى لا يتصاعد الغضب والخلافات بين الجمهوريين في الكونجرس.
وقال الرئيس الأمريكي، متحدثا في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض، أمس الأحد، إن الأوكرانيين "سيموتون بلا داع" إذا تم قطع التمويل اعتبارًا من منتصف نوفمبر، مضيفًا في نداء حماسي: "لدينا الوقت، وليس الكثير من الوقت، وهناك شعور عارم بالإلحاح".
المساعدات الأوكرانية تشعل الانقسامات بين الجمهوريين
وأكدت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن أكثر من 113 مليار دولار "93 مليار جنيه إسترليني"، لدعم أوكرانيا في مواجهة الأزمة العسكرية مع روسيا، وكان بايدن قد طلب من الكونجرس تقديم 24 مليار دولار أخرى للمرحلة التالية من الصراع، لكن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت متأخر من يوم السبت لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية ألغى حتى اتفاقًا مخفضًا للغاية بقيمة 6 مليارات دولار.
وتابعت الصحيفة، أن هذه الصفقة كانت فكرة كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الجمهوري، الذي قطع المساعدات عن أوكرانيا من أجل كسب تأييد اليمين الجمهوري، الذي أصبح حذرًا على نحو متزايد بشأن تمويل الحرب.
وأضافت أن كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل دعم نداء بايدن الذي حث الكونجرس على إعادة النظر في قرار إسقاط الدعم المالي لأوكرانيا، قائلًا: "آمل ألا يكون هذا قرارا نهائيا وأن تستمر أوكرانيا في الحصول على دعم الولايات المتحدة".
نيكي هايلي تهاجم الكونجرس بسبب تخليه عن المساعدات لأوكرانيا
وهاجمت نيكي هايلي المرشحة الرئاسية للحزب الجمهوري الكونجرس بسبب تخليه عن المساعدات لأوكرانيا، وقالت في برنامج فوكس نيوز صنداي إن الدعم المالي لأوكرانيا سيمنع الحرب.
وتابعت: "سوف نتأكد من أن أوكرانيا لديها ما تحتاجه، وسوف تتأكد من أنه إذا فازت أوكرانيا في هذا الصراع فلن يكون هناك أي انتصارات أخرى لروسيا والصين، ويمنع تصاعد الصراع في منطقة البلقان وحتى لا تدخل بولندا ودول الناتو الأخرى في صراع جديد ومباشر مع روسيا".
وقال ليندساي جراهام، السيناتور الجمهوري، إنه يتوقع أن يبدأ العمل قريبًا على حزمة بقيمة 60 مليار دولار لمساعدة كييف "خلال موسم القتال المقبل".
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه على الرغم من تراجع الدعم الجمهوري لأوكرانيا، فإن أغلبية أعضاء الكونجرس يدعمون تسليم المزيد من المساعدات، ففي خطوة مفاجئة يوم السبت، تجاوز مكارثي المحافظين الجمهوريين من خلال اللجوء إلى الأقلية الديمقراطية لتأمين مشروع قانون الإنفاق المؤقت، وتم تمرير الإجراء بدعم 209 ديمقراطيين، الذين انضموا إلى 129 جمهوريًا وسطيًا في الموافقة على تمويل الحكومة لمدة 45 يومًا أخرى، ومن أجل الفوز بدعم الديمقراطيين، تخلى مكارثي عن مطالب المحافظين بإجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق وفرض قيود على الهجرة.
ورد المتمردون الجمهوريون، بقيادة مات جايتز، المحافظ المتشدد في فلوريدا، بغضب على التعاون مع الديمقراطيين، وتعهدوا بإقالة مكارثي من منصبه كرئيس للمجلس.
وأوضحت الصحيفة أن قرار إنقاذ الولايات المتحدة من الإغلاق الفيدرالي ترك مكارثي أمام معركة طويلة داخل صفوف الجمهوريين، ما دفعه للاعتماد على عدم توحيد الديمقراطيين مع غجايتس وأنصاره للبقاء في المنصب.
