كنيسة الروم الملكيين في مصر تحتفل بعيد سيّدة الحماية
تحتفل كنيسة الروم الملكيين اليوم بعيد سيّدة الحماية ويرجع تأسيس هذا العيد إلى التقليد الكنسي المتعلق بظهور العذراء في القرن العاشر في كنيسة فلا خيرنا في القسطنطينية حيث كان يُحفظ ثوب والدة الإله وغطاء رأسها وجزء من زنارها التي أُحضرت من فلسطين في القرن الخامس.
وتحتفل الكنيسة بتذكار القدّيس الرسول حنانيّا أحد السبعين الرسول وحنانيا من التلاميذ السبعين. كان دمشقيًّا وهو الذي عمَّد شاول، بولس الرسول في ما بعد ورد ذكره في اعمال الرسل.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: “يذكر ربّنا أربعة أنواع من المكاييل التي ستُمنح للإنسان: المكيال الجيّد، والمكيال الملآن، والمكيال المضغوط والمكيال الفائض”.
دعونا نفهم أوّلًا ما هو المكيال الكريم والجيّد. فالمكيال الجيّد ليس سوى أن يحوّل الإنسان إرادته إلى الله، ويحيا بحسب وصايا الله ووصايا الكنيسة المقدّسة، من خلال ممارسة الأسرار والندم عن الخطايا... فليحبّ الله والقريب... فهذه حياةٌ مسيحيّة حقّة... ويمكننا أن نسمّيها الضروريّات الأساسيّة... وعندما ينطلق الإنسان في الحياة الروحيّة، يفرض على ذاته ممارسات خارجيّة جيّدة مثل الصلاة، والسجود، والصوم وغيرها من أشكال التفاني الخاصّة.
وبعده يُعطى المكيال الملآن المركوم وهو ممارسة داخليّة حميمة حيث يضع الإنسان غيرته في البحث عن الله في أعماق قلبه، لأنّ ملكوت الله هو في داخل الإنسان يا أولادي، إنّ هذه الحياة تختلف أي اختلاف عن الأولى، كاختلاف الجري عن القعود.
ثمّ يأتي بعدها المكيال المُهَزْهَز، المكبوس والمضغوط: ألا وهو الحبّ المتدفّق الجاري. وهذا الحبّ يجذب كلّ شيء نحوه، كلّ الأعمال الحسنة وكلّ حياة وكلّ عذاب. وهو يحمل في إنائه كلّ عمل جيّد في هذا العالم يقوم به جميع البشر، الصالحين منهم والأشرار. فكلّ شيء في المحبّة... إنّ الحبّ يستوعب كلّ الخير المتواجد في السماء في الملائكة وفي القدّيسين وآلام الشهداء. ويجذب الحبّ بذاته كل خير متواجد في جميع مخلوقات السماء والأرض والذي تضيع منه نسبة كبيرة أو يبدو أنها تضيع. غير أنّ المحبّة لا تسمح بضياع أيّ شيء...
إلى أن يأتي المكيال الطّافح الفائض، وهذا المكيال على درجة من الامتلاء وعلى درجة من الوفرة، وعلى درجة من السخاء حتّى أنه يفيض من كلّ جهة. ما على ربّنا سوى أن يلمس الإناء بإصبعٍ حتّى تفيض وفرة المواهب بسرعة لتغطّي كلّ ما ٱحتواه الإناء في جوفه وما فاض عنه... وينتشر كلّ شيء في الله ويضيع فيه ويصبح واحدًا مع الله. فالله يحبّ من خلال هؤلاء البشر نفسه ويقوم بجميع أعمالهم في ذاتهم... وبذلك ينتشر مكيال القلوب الفائضة في الكنيسة جمعاء.