خبير يوضح لـ"الدستور" مستقبل "فاجنر" بعد عودتها للقتال فى أوكرانيا
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليماته إلى رئيس أركان شركة فاجنر العسكرية الخاصة السابق أندريه تروشيف بإنشاء وحدات تطوعية جديدة سيتم إرسالهم للقتال في أوكرانيا.
وهذا الاختيار من قبل الرئيس الروسي يدفع بالتساؤل حول مستقبل مقاتلي فاجنر وكيف يؤثر ذلك على مسار الحرب الروسية الأوكرانية.
في هذا السياق، قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، يمكن الإشارة إلى أن قوات فاجنر لعبت دورًا كبيرًا في السيطرة على مدينة باخموت أثناء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف السيد، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن عودة قوات فاجنر للقتال مرة أخرى في أوكرانيا تبدو منطقيًا بعد مقتل قائدهم السابق بريجوجين الشهر الماضي.
وأوضح السيد أنه مع امتداد أمد الحرب وغياب أي مؤشرات على انتهائها، يرى النظام الروسي أن خبرة قوات فاجنر القتالية تبدو مطلوبة بشكل خاص في هذه الحرب، كما أن العديد من الجنود على دراية بخط المواجهة الحالي، حيث قاتلوا على هذه الأرض الشتاء الماضي.
وأشار السيد إلى أن جيش فاجنر الخاص يعتر بلا قيادة منذ تحطم الطائرة التي كانت تقل مؤسسه بريجوزين وقادته في أغسطس، ولفترة طويلة، قاتلت هذه المجموعة إلى جانب الوحدات الروسية النظامية في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وتابع السيد: "وعلى الرغم من عدم وضوح موقف مقاتلي فاجنر بعد مقتل قائدهم، إلا أنه من المحتمل أن يتم دمجهم في الجيش الروسي الرسمي أو القوات الخاصة الأخرى".
وحول أبرز السيناريوهات حول موقف مقاتلي فاجنر من فكرة إدماجهم في القيادة العسكرية الروسية خاصة بعد إعلان الكرملين بإصدار الرئيس بوتين مرسوما يلزم جميع المتعاقدين العسكريين الخاصين في روسيا بأداء قسم الولاء الرسمي لروسيا كخطوة لصياغة الأسس الروحية والأخلاقية للدفاع عن روسيا، وينظر لهذا الأمر على أنه رغبة من الرئيس بوتين في إخضاع هذه المجموعات لسيطرة أكثر صرامة من قبل الدولة الروسية، كما تعد بمثابة وسيلة يستخدمها الكرملين لتشديد سيطرته على فاجنر والجماعات المماثلة، وذلك بإلزام أي شخص يؤدي مهمة لصالح الجيش أو يدعم "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، بأداء قسم الولاء الرسمي.
أبرز السيناريوهات..
السيناريو الأول، قال السيد وهو أن يعتمد الرئيس بوتين على هذه الوحدات التطوعية في خدمة أهداف الحرب في أوكرانيا، في محاولة لقلب كفة الحرب لصالح روسيا، نظرًا للخبرة القتالية الكبيرة للمجموعات التي سيتم تكوينها.
وتابع السيد: "من المتوقع أيضًا انضمام عدد كبير من قوات فاجنر للوحدات التطوعية، ومن ثم المشاركة في الحرب، والإلتزام بالأوامر والتعليمات الروسية".
ومن بين السيناريوهات هو امتداد نطاق الحرب على الساحة الأوكرانية في الأيام المقبلة، نظرا لرغبة تروشيف في إقناع الرئيس بوتين بقدرته وكفاءته في العمليات العسكرية.
واختتم السيد تصريحاته قائلا "تزيد الوحدات التطوعية من تعقيدات النزاع وتدهوره، لكنها قد لا تغير الأوضاع العسكرية بشكل جذري، وستعتمد فاعلية الوحدات التطوعية على عددها وتدريبها ودعمها اللوجستي من قبل روسيا".
من هو أندريه تروشيف؟
تروشيف لقب بـ "ذو الشعر الرمادي"، كان يعد من أقوى المرشحين لتولي قيادة فاجنر بعد مقتل قائده السابق يفجيني بريجوزين في أغسطس الماضي، ويعد تروشيف من الرجال الأكثر ولاء للرئيس بوتين، انضم لفاجنر عام 2015، وشارك في القتال في شرق أوكرانيا، وساهم في تأسيس وحدة فاجنر الخاصة وهي مجموعة مقاتلين محترفين داخل المجموعة.
كما اكتسب تروشيف سمعة جيدة باعتباره قائدا عسكريا ذكيا ومحنكا في القتال، وشارك في العديد من المعارك الرئيسة ضد القوات الأوكرانية.